حسين العراقي عراقي مجتهد
عدد المساهمات : 583 نقاط : 1736 السٌّمعَة : 0 الموقع : [b][img]عمري ماكرهة ولا اعرف الغدر احب كل الناس رغم الامي[b]بت اسد ماجابتك يوم المخاض ..... ياعلي الطلكت الكعبة وجابتك المزاج : عالي
| موضوع: الإنسان عبدٌ لله فقط فلماذا تقولون عبد الحسين.!؟ الأحد يونيو 20, 2010 8:41 pm | |
| اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم الإنسان عبدٌ لله فقط ، فلماذا تقولون عبد الحسين..!؟ الكاتب : آية الله الشيخ جعفر السبحاني للعبوديّة معان مختلفة :1 ـ العبوديّة في مقابل الالوهيّة :وهي بهذا الاستعمال بمعنى المملوكيّة وهي تشمل جميع عباد الله ، حيث إنّ منشأ مملوكيّة الإنسان هو كون الله تعالى خالقاً ، والإنسان مخلوقاً ، فيكون وصف العبوديّة التي هي رمز المملوكيّة ، لا يضاف إلاّ إلى الله تعالى فقط ، فيُقال « عبد الله» لأنّه : ﴿ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ [1] .وينقل القرآن عن المسيح عيسى بن مريم (عليهما السلام) قوله : ﴿ ... إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴾ [2] .
2 ـ العبوديّة الوضعيّة : وهي ناشئة من الانتصار والغلبة في ميدان القتال والحرب، حيث إنّ الإسلام يقبل هذا النوع من العبوديّة وفقاً لشروط خاصّة مبيّنة في الفقه ، حيث يتمّ اختيار الأشخاص الذين وقعوا أسرى في أيدي المسلمين ، فيرجع أمرهم إلى الحاكم الشرعي الذي يستطيع اختيار أحد الطرق الثلاث في شأنهم : إمّا إطلاق سراحهم بدون أخذ أيّ غرامة ، أو إطلاق سراحهم مع أخذ غرامة منهم ، أو إبقاءهم أسرى . وفي الصورة الأخيرة يعدّ الشخص الأسير عبداً للمسلمين ، والدليل على ذلك أنّه يوجد في الكتب الفقهيّة باب يسمّى « باب العبيد والإماء » . ولنأخذ مثالاً على ذلك من القرآن الكريم في قوله تعالى : ﴿ وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [3] . ففي هذه الآية يصف الله تعالى أسرى الحرب بالعبيد والإماء في قوله : ﴿ ... عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ... ﴾ [4] فجاء العبد هنا مضافاً إلى غير الله تعالى . 3 ـ العبوديّة بمعنى الطاعة والعمل بالأوامر : وقد جاء هذا المعنى في الكتب اللّغويّة [5] . لذلك فإنّ معنى أمثال « عبد الرسول » و « عبد الحسين » هي ناظرة إلى المعنى الثالث ، حيث إنّ عبد الرسول وعبد الحسين بمعنى مطيع الرسول ومطيع الحسين ، ولا شكّ أنّ هذه الطاعة للرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولأُولي الأمر من بعده هي طاعةٌ واجبة ، وكلّ مسلم مطيع لله والرسول وأُولي الأمر ، قال تعالى : ﴿ ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ... ﴾ [6] .
فانطلاقاً من هذه الآية الكريمة فإنّ القرآن يعتبر النبيّ « مُطاعاً» والمسلمين « مطيعين» . فإذا اتّخذ شخص نفس هذا المعنى في تسمية ولده ، فلن يكون ذلك سبباً لذمّه ، بل سيكون مدعاةً لمدحه والثناء عليه . ونحنُ نفتخر أنّنا مطيعون لرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والأئمة من بعده ونعمل بأوامرهم . ومن المؤكّد أنّه لا منافاة بين كون الشخص عبداً لله وعبداً للرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ; إذ المعنى أنّه عبد لله ومطيعٌ للرسول . ولأنّنا نعلم أنّ العبوديّة لله هي عبوديّة تكوينيّة ناشئة من خالقيّته تعالى ، أمّا العبوديّة للرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فهي عبوديّة تشريعيّة ناشئة من الأمر الإلهي القاضي بطاعة الرسول ونعته بالمُطاع ، فبين المعنيين فرقٌ كبير و بون شاسع [7] .
------------------------------[1] القران الكريم : سورة مريم ( 19 ) ، الآية : 93 ، الصفحة : 311 . [2] القران الكريم : سورة مريم ( 19 ) ، الآية : 30 ، الصفحة : 307 . [3] القران الكريم : سورة النور ( 24 ) ، الآية : 32 ، الصفحة : 354 . [4] القران الكريم : سورة النور ( 24 ) ، الآية : 32 ، الصفحة : 354 . [5] كتاب لسان العرب والقاموس المحيط ، مادّة (عبد) . [6] القران الكريم : سورة النساء ( 4 ) ، الآية : 59 ، الصفحة : 87 . [7] هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته . ، مواضيع جديدة لم يتم الرد عليها.. نرجوا مشاركتك فيها | |
|