قال حفظه الله في كتابه" المورد
العذب الزلال" الرد على جماعة الإخوان
المسلمين:
الملاحظة
التاسعة عشر: الإكثار من الأناشيد ليل نهار، وتنغيمهم لها، أي تلحينهم لها، وأنا لا
أحرم سماع الشعر، فقد سمعه النبي صلى الله عليه وسلم، و لكن هؤلاء ينهجون في هذه
الاناشيد مذهب الصوفية في غنائهم الذي يثير الوجد كما يزعمون، وقد ذكر ابن الجوزي
في كتابه (نقد العلم والعلماء) عن الشافعي أنه قال: خلّفت بالعراق شيئاً أحدثته
الزنادقة، يشغلون الناس به عن القرآن، يسمونه التغبير. قال المصنف رحمه الله -ابن
الجوزي- : و ذكر أبو منصور الأزهري (المغبرة) قوم يغبرون بذكر الله بدعاء وتضرع و
قد سموا ما يطربون فيه من الشعر في ذكر الله تغبيراً، كأنهم إذا شاهدوهم بالألحان
طربوا ورقصوا فسموا مغبرة بهذا المعنى.
و قال
الزجاج: سموا مغبرين لتزهيدهم الناس في الفاني من الدنيا وترغيبهم في
الآخرة.
قلت (الخطاب للشيخ النجمي): عجيب أمر
الصوفية يزعمون أنهم يزهدون الناس في الدنيا بالغناء، ويرغبونهم في الآخرة بالغناء،
فهل الغناء يكون سبباً في الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة، أم العكس هو
الحقيقة؟
أنا لا أشك ولا يشك أحد عقل عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن الغناء لا يكون إلا مرغباً في الدنيا مزهداً في الآخرة
ومفسداً للأخلاق، مع العلم أنهم إذا قصدوا به الترغيب في الآخرة فهو عبادة،
والعبادة إن لم يشرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي بدعة محدثة، و لهذا نقول:
إن الاناشيد بدعة."