منتديات عيون بغداد
منتديات عيون بغداد
منتديات عيون بغداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اهلا وسهلا بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
زوار منتديات عيون العراق ارجو منكم التسجيل او الدخول والعضاء ارجو منكم الرد علا المواضيع

 

 قصص موثرة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:20 am

إذا صَـدَقَ الـقَـلـب..!



رجاء محمد الجاهوش


حَزَمت "نَبيلة" أمتعتها استعدادًا للعودةِ إلى أرض الوطن، فلمْ يبقَ على حلولِ شهر رمضان المبارك سوى يومين، وهي حريصة كل الحرصِ على قضائه في ديارها بين أهلها وجيرانها والأصدقاء، فلشهر رمَضان حضور مميَّز في بلادها، تفرح بمجيئهِ المساجد ودور الأيتام وقلوب المؤمنين، فتتمايلُ حبًّا وخشوعًا وحَنينًا.
اسْتَقبَلت الشَّهر الكريم بابتسامةٍ ودمعَةٍ، وكانت في سِباقٍ مع الوقتِ للانتهاءِ مِن ترتيبِ البيتِ وتهيئةِ الأجواءِ لتكونَ أكثر استقرارًا، لكي تَنعم بزيارة ضيفها العزيز، فما أسرع تَعاقب الأيام وانْطِواء الليالي!
نظَّمت جدول العبادات فيما بينها وبين نفسها، متأسيَّة برسول الله ـ صلى الله عليه وسلَّم ـ، فقد كان يكثر فيه من الطاعات، ويجدُّ ويجتهد، وكان كالريح المرسلة في جوده وكرمه، لا يمسك فيه شيئاً.

" يا حسرتى..!
لقد بدَّدنا الكثير مِن المال أثناء رحلة سفرنا الصَّيفيَّة، ولمْ أدَّخر شيئًا لأتصدَّق به في هذا الشهر الكريم، وإني لأستحيي مِن أن أمدَّ يَدي لوالدي وأطلب منه مصروفًا استثنائيًّـا."

هطل النَّدم على قلبها كهطول الوابل الصيِّب، فقد أحبَّت الصَّدقة واتخذتها ذلك الخبء من العَمل الصَّالح الذي بينها وبين خالِقها، فاحتفظت بحصَّالة صَغيرة بين أشيائها لكي لا تصل إليها عيون الفضوليين، فيكثرون الأسئلة فتتلوَّث النَّـوايا بشوائب الرِّياء.
أخذت تفكِّر بطريقة مَشروعَة لكسبِ مالٍ حَلال تنفقه في سبيل الله في هذا الشَّهر الكريم، فلمْ تهتدِ، فبكَت ودعَت الله ألَّا يحرمها فضل الصَّدقة في هذا الزمن المُبارك بسبب ذنوبٍ خفيَّـة..!

ذات مساء، أثناء تجوالها في كتاب (رياض الصَّالحين) قرأت حديثًا أزاح عنها بعضًا من الحزن الذي سكن فؤادها على صدقتِها المقيَّدة، فعندما يتعلَّق القلبُ بإحدى العبادات إيمانًا ورجاءً يصعبُ عليهِ ـ بعد ذلك ـ تركها، أو نقض عهده معها..!
عَنِ النَّبِيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، أَنَّهُ قَالَ: «يُصْبِحُ عَلَىٰ كُلِّ سُلاَمَىٰ مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ. فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ . وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ. وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ. وَيُجَزِئ مِنْ ذٰلِكَ: رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَىٰ».

" سأجتهد قَـدْرَ استطاعتي بَل أكثر.. اللهم عَونَـك"

يرن جرس الهاتف، فترفع السَّماعة وتجيب المتَّصل...
- السلام عليكم.
- وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته، مرحبًا بشقيقتي الغالية.
- ألا تريدين الذهاب إلى السُّوق لشراء ملابس العيد؟
- لقد اشتريت ثوبًا جميلا أثناء سفري لهذه المناسبة السَّعيدة.
- لم تخبريني بالأمر! هل وارَيتِه عن الأنظار كما يفعل الأطفال!
- نعم، ليكون مفاجأة.
- وماذا عن العباءةِ والحذاء وغيرها من الحاجيات.
- سأسأل الوالد وأستأذنه، ثم أخبركِ إن شاء الله.
- هل عادَ والدي مِن صلاة التَّراويح.
- نعم، وينتظر "القطايف" وفنجان القهوة.
- حسنًا، لا تتأخري عليَّ برد الجواب، لا أريد تأجيل الأمر، فكما تعلمين العشر الأواخِر على الأبواب، ولابد من التَّـفرغ للعبادة.
- بلَّغنا الله ليلة القدر، ومنَّ علينا بالعِتق.
- اللهم آمين.

اجتمعت الأسرة حول "صحن" القطايف وفنجان القهوة في جلسة عائليَّة حميمَة، فقالت "نبيلة" على استحياء:- والدي الحبيب، العيدُ قاب قوسين أو أدنى.
ابتسم الأب الحاني وأدرك مغزى الكلام، وردَّ ممازحًا: - كل عام أنتِ بخير يا ابنتي.
- وأنت بخير وصحة وسلامة..!
- والعيد لا يحلو إلا بلبس الجديد، أليس كذلك؟
- بلى، بلى، يا أجمل أب.
- ماذا تريدين؟
- شراء عباءة جديدة وحذاء ـ أكرمك الله.
- وكم تريدين؟
- ما تجود به نفسك، مع جزيل الشُّكر وخالص الدعاء.

لمعت في رأسِها فِكرة، فطربت لها..!

"سأشتري حِذاء رخيصًا، وعباءةً بسعر متوسط، وسأحتفظ بالباقي لأتصدَّق به."

كان المبلغ زهيدًا فاحتارت أين تضعه؟!
هل تَـهبه كَسَهم في وقفيَّة؟ أم تصرفه ـ كما تفعل كل شهر ـ إلى قطع نقديَّـة، وتتصدَّق بشكل يوميّ بإيداع تلك القطع في الحصَّالة!
هَفَتْ النَّفس إلى ما اعتادته، فذهبت إلى الجمعيَّة التَّـعاونيَّة القريبة مِن منزلها لتصرف المبلغ الزهيد إلى فئة "الخَمسين فلس"، لكنها لم تفلح..
تردَّدت على المكان أكثر مِن مرة دون فائدة، لعدم وجود الشَّخص المسؤول عن هذا الأمر، فجَثَمَ شعور صَلد بالتَّـقصير على صَدرها..

"أيَـمرّ شهر رمضان بأكمله دون أن أتصدَّق بفلس؟!!
يـا وَيْـلي!"
---
بينما هي جالسة تَتْلو آيات الذَّكر الحكيم بترتيل وتدبُّر ـ ساعة الضحى ـ رنَّ جرس الهاتف، فقطعَت قراءتها وأجابت المُتَّصِل...
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
- هل الوالدة موجودة؟
- نعم، مَن يريدها؟
- "مبَّرة طريق الإيمان".. لقد اتفقنا مع الوالدة أن نرسل لها مندوبنا ـ اليوم ـ لتحصيل مساهمتها في مشروع "كسوة يتيم"، وها هو في طريقه إليكم، فهل أنتم مستعدون؟
- نعم، حيَّاه الله، وجزاكم الله خيرًا.

أجابتها بتلقائيَّة وعفويَّة، ثم خبَّرت والدتها بالأمر...
- سامحكَ الله يا ابنتي، لِـمَ لَـمْ تستشيريني؟
- لقد قالت الأخت إن بينكما موعدًا مُبرمًا..!
- لقد نسيتُ أن أطلب مِنك أن تَسحبي لي مَبلغًا من آلة الصَّرف الآلي، ولا يتوفر معي أيّ مَبلغ الآن، فما العمل؟
- لا عليكِ ـ يا أمَّاه ـ لديّ مبلغٌ زهيدٌ سأتصدَّق به.

تسلَّل شيء مِن الرضا إلى قلبها، على الرَّغم مِن إحساسها الدائم بالتَّقصير!
حاولت دفع ذلك الإحساس مِرارًا، خشيةَ أن يكون مَدخلا مِن مداخل الشَّيطان، ووسوسةً تعيقها عَن أداء مختلف العبادات!
حَمَدَتْ الله أن يسَّر لها هذه الصَّدقة قُبيْلَ حلول العِشر الأواخر، وجعلت مِنها حافزًا للاجتهاد في الطاعة فيما تبَّقى من شهر رمضان.
انشغل الجميع بالعِبادة، وتوافد المسلمون على مضمار السَّبق في هذه الليالي المُباركة، كلٌّ يَرجو عفو الله ورحمته.

---

الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر.. الله أكبر
ولله الحمد

وأشرقَتْ شمسُ العيدِ دافئةً رضيَّـةً، وسارَعَ الأحباب إلى تبادل التَّـهنئة، وسارَعَتْ هي إلى تهنئة أخوات حبيبات، قريبات بَعيدات، ربطها بهن إسار الأخوَّة في الله رغم غِياب الرَّسم والصُّورة!
جلست أمام جهاز الحاسوب، وقامت بإعداد بطاقة تهنئة بما لديها مِن معلومات قليلة في عِلم التَّـصميم، وأهدتها إلى كلِّ مَن تحبّ.
بعض الأمكِنة لها منزلة خاصَّة في القلوب، قد نُدرك سبب تميِّزها أحيانًا، وأحيانًا أخرى قد نجهله، إلا أن الشُّعور بالأنس الذي يغشانا عندما نزورها يؤكد على تميِّزها في قلوبنا، هكذا كان حالها مع "الـمُـلتقى"!
أخذَت تتصفَّحه على عَجَل، فوقع بصرها على موضوع شيِّق:
«« ✿ مسابقة العيد ✿ دوحة الذكر ✿ »»

لَمْ تكن يومًا مُغرمة بالمسابقات، لكنَّها ترغب بالمشاركة، حبًّا في المكان وأهله، ودعمًا مِنها لأنشطته وفعالياته، وشيئًا مِن مَرح الطفولة وحَماسَة الصِّبا يراودها صَبيحة يوم العيد.
نَسَخَت الأسئلة، واحتفظت بها في ملف جديد، لتسهل العودة إليها متى أرادت، فما زال في الوقتِ مُتَّسع.
اختَلَتْ فجر الجمعة مع أسئلة المُسابقة وبدأ البَّحث والتَّقصي عن الجواب الصَّحيح لكل سؤال، مُستعينة ببرنامج "جامع المُصنَّفات الإسلاميَّة الكبرى"، ثمَّ أرْسَلَت أجوبتها إلى الأخت المسؤولة عبر الرسائل الخاصَّة، وعادت مِن جديد إلى صفحة المُسابقة تتأملها لتكتشف أن اللجنة المُعدَّة لم تكشف السِّتار عن الجوائز..!
ابتَسَمَت قائلة: - أكبر جائزة أن تحصل على فائدة.

حان وقت لقائها مع الحاسوب ـ كعادتها كل صباح ـ ومع تصفِّح المنتديات المُشاركة فيها، وبالطّّبعِ لَمْ تَنسَ مُلتقاها العَـزيز...

|--*¨®¨*--|نتائج مسابقة العيد|--*¨®¨*--|

]نبارك لجميع حبيباتنا المشاركات الفوز بمسابقة العيد، شاكرات لهن حسن التفاعل[

"يا للفرحَـة..كلُّنـا فائزات!"

]ولذلك قررت الإدارة مشاركة الجميع في الجائزة بالتَّساوي؛ والجائزة هي :
حفر بئر في إحدى الدول الإسلامية الفقيرة، بقيمة: 3550 ريالا
ومساهمة في كفالة يتيم، بقيمة: 1000 ريالا
لكلِّ فائزة سهم بقيمة: 650 ريالا[

اقْشَعَرَّ جلدُها، اغْرَوْرَقَت عيناها بالدُّموع، لهجَ القلب بالحمد، ثمَّ خرَّت ساجِدَةً لله في خشوع.. سَجـدة شُـكـر.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:21 am


الآن فقط انت صديقتي



سماح كنان


كانت سلمى جالسة تتنظر على احر من الجمر قدوم صديقتها ليلى كي تخرجا معا لاول مرة، و لم يطل انتظارها سوى دقائق معدودات حتى رن جرس المنزل فانطلقت سلمى مهرولة لتفتح الباب. لكن المفاجاة كانت كبيرة ، رات سلمى صديقتها ليليى و قد ارتدت ملابسها الواسعة المحترمة و حجابها الكامل ، لكن شياء غريبا تغير بها . انهما حاجباها ، يا لهمي ماهذا ؟؟ هذا ما صرخت به سلمى لكن ليلى ردت عليها : ايعجبك حاجباي؟؟
سلمى : ماذا فعلت ؟ انمصت حاجبيك ؟؟( اي قطعتهما او ازلت منهما بعض العشر )
ليلى : نعم ، اابدو اجمل الآن ؟؟
سلمى : لا و الف لا ، كيف تبدين اجمل و قد عصيت خالقك؟؟
ليلى : ما الذي تقولينه ؟ انها مجرد شعرات.
سلمى : نعم مجرد شعرات قد تدخلك النار.
ليلى : كفاك تشددا ، انما اردت التجمل فحسب.
سلمى : التجمل ؟ على حساب دينك و طاعة ربك ؟
ليلى : لا ارى شيئا في ما فعلته ، و امي لم تمانع.
سلمى : امك ؟ و هل تطيعين امك و تعصين ربك؟
ليلى :!!!!!!!
سلمى : حبيبتي ، انصتي الي ، انا صديقتك و اختك ، و اريد مصلحتك ،الم تعملي انالنمص محرَّم في شريعة الإسلام ، وبأن النامصة قد عصت ربها ومولاها ، وأطاعت شيطانها وهواها ، شيطانها الذي توعَّدها بالغوية والإضلال وتغيير خلق الله . قال تعالى : { وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا {117} لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا {118} وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ }
يامن تحبين الله وتشتاقين لــــرؤياه......
يامن كل مناك ان يرضى عنك مولاك......
اتعصين ربك بشعرات ؟؟ ما زادتك شيئا لا سخط ربك. انك و الله اجمل بنور طاعتك لربك و امتثالك لاوامره.
فقومي حبيبتي مولاكِ يُناديك وهو الرحيم الغفَّار .. وللتوبة يدعوك ِ .. وإلى البُعد عن المعاصي ينهاك ِ .. فما الذي يحُول بينك وبين التوبة .... أختي الغالية . كوني شجاعة .. لا تترددي .. اتخذي القرار واسلكي طريق الصالحات ..وترفعي عن المفرطات.. ولا تغتري بكثرة الهالكات
و ما ان انهت سلمى كلامها حتى ارتمت ليلي بحضنها و كلها دموع و هي تقول ربي اغفر لي ، ربي اغفر لي و اعتذرت عن الخروج معها و ذهبت لتتوضا و تصلي و تدعو الله ان يغفر لها .
فاجابتها سلمى ن الآن فقط انت فعلا صديقتي
اختي الحبيبة هذه رسالة اليك
توضئي لله وصلي ركعتين وقولي :
رباه قدتبت اليك مماجنيت ...
فلاترد من تاب وعــاد اليك....
جعلكِ الله ممن يعملون بعد السيئةالحسنة.....
وممن يستمعون القول فيتبعــــون أحسنه
هذا .. ووفقني الله وإياكِ لفعل الخيرات وترك المنكرات .. ونسأله أن يردَّنا إليه ردًّا جميلاً .. وأن يأخذ بأيدينا إلى الحق .. وأن يغفر ذنوبنا ، ويستر عيوبنا ، ويطهِّر قلوبنا ، أنه على كل شيء قدير




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:22 am

سأبدا من جديد...



سماح كنان


كانت سلمى جالسة على شاطئ البحر ، حين نادتها أختها الصغرى لتتمشى معها ،إلا أنها رفضت ، و عادت من جديد لتبحر في تقكير عميق و حيرة كبيرة . شيء ما كان يحرمها السعادة و التمتع بالحياة
،إنها تغرق فيه كما يغرق طفل في أعماق هذا البحر ، الا ان الطفل يصرخ و ياتون لانقاذه ، اما هي فلا تستطيع الصراخ و لا طلب النجدة.
و بدأت تخاطب نفسها ، آه ! كم أشعر بالشفقة على نفسي ، كم عانت و تألمت و هي ما زالت في ربيع عمرها ، و لم تتجاوز الثامنة عشر بعد ، كم تحملت و هي مازالت في بداية حياتها.
كل ذلك بسببها هي ، نعم انها منى ، هي التي زينت لي هذا الطريق ، هي التي قادتني كي اتعرف به ....لا بل هي أمي ، نعم أمي لم تراقبني جيدا ،تركتني حرة افعل ما أريد حتى أخطات الطريق.......لا بل هو السبب ، هو الذي اغرقني باكاذيبه و وعوده الفارغة .....لا ..لا ، بل هي أنا ، نعم أنا السبب ، انا من كنت غبية كي أثق فيه ، انا من كنت غبية كي أصدقه ، لكنه ليس ذنبي أني صدقته ، فقد رأيت فيه الشاب المثالي الذي يؤنس وحدتي ، و يضفي نكهة على حياتي .
فلماذا اذا تركني بعد ان اخد قلبي مني ؟ تركني من اجل أخرى ؟؟؟ و استمرت في البكاء مدة طويلة ، الى ان مرت طائرة فوقها ، فرفعت بصرها نحو السماء.
يا للمصيبة ، يا للكارثة ، انسيت ان الله فوقي يسمعني و يراني الآن اتحسر على ماضي الحزين ؟ كما كان يسمعني و يراني و انا اعد الدقائق لمقابلته و انتظر بشوق رؤيته. و صبر علي و لم يعجل بعقابي ، كان بامكانه ان يقبض روحي و انا معه ، و أموت و أنا عاصية، يا للكارثة فضيحة في الدنيا و الآخرة.
آه ، ماذا فعلت ؟؟خنت ثقة والداي ، كانا يعلقان آملا كثيرة علي لكنني خذلتهما بسبب شاب تافه. و خنت اساتذتي و صديقاتي بتهاوني في دراستي و اهمالي دروسي بسببه ، و اكثر من هذا قصرت في عبادتي لله ،كيف سيكون مصيري و موقفي امام الله؟؟
آه كم من ليلة امضيتها أبكي عليه بدل البكاء من خشية الله
كم من ساعة أمضيتها افكر فيه بدل الانشغال بعبادة الله
آه يا ربي ، سامحني و اغفر لي ، فاني كنت ضعيفة ،ربي اني لك تبت ، ربي اني لك عدت.
الحمد لله انه امهلني حتى هذه اللحظة.
ادخلت يدها بجيبها و أخرجت صورته ،و نظرت اليها مطولا ، ليس نظرة اعجاب ، بل نظرة كره و شفقة. و بدات تسأل نفسها من جديد.
كيف صدقت أن حبا حقيقيا قد ياتي من هذا الطريق؟
كيف توقعت أن يستمر ما بيننا و بدايته خاطئة؟
كيف فكرت ان هذا هو طريق السعادة؟
و توقفت عن التفكير.....شخص مثله لا يستحق ان افكر فيه لحظة واحدة من حياتي .و مزقت صورته فأحست براحة تامة.
الحمد لله.. يا الله.. اغفر لي وتب عليّ..يا الله.. كم أنت رحيم وكريم.. أمهلتني وصبرت عليّ وأنا أعصيك..فامنن عليّ بعفوك ومغفرتك وأنا عائدة إليك..
و نزلت من عينها دمعة لكنها لم تكن دمعة حزن و ألم ، بل دمعة راحة و طمأنينة ، كانها تغسل قلبها من أحزانه القديمة ، و تبدأ صفحة جديدة. مسحت عينيها و قامت تجري نحو أختها ، و قد سرى بقلبها نبض جديد بحب الله ، و داخلها صوت يردد سابدأ من جديد !!



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:23 am

يقظة عقل أكمل



د/ خالد سعيد عبد القادر


كان يوماً عادياً من أيام شهر يناير من العام المائة بعد الألفية الثانية من الميلاد، ولم يكن الجو حاراً كغالب أيام السنة في كافة أنحاء العالم بينما كان الغبار الملوث يملأ الجو كسائر بقاع الكرة الأرضية منذ نهاية الحرب العالمية الثالثة رغم مرور أكثر من عشرين عاماً عليها.
ورغم مخلقات الأكسجين الصناعية التي تملأ الطرقات إلا أن البروفيسور الشاب كان يرتدي قناع التنفس ولم يستطع أن يخلعه قبل أن يدلف إلى مكان عمله اليومي بالجناح العلمي في الجهة الخلفية من القاعدة العسكرية العملاقة التابعة للإدارة المركزية للعالم الجديد.
كان الضجر يبدو عليه بوضوح بسبب إجراءات الأمن اليومية المحكمة، إلا أنه كان يشعر بالتفاؤل الشديد بسبب رطوبة الجو في هذا اليوم كحالة استثنائية وهي الظاهرة التي بدأت تتكرر كل بضعة أشهر في السنوات الأخيرة بما يبشر بالخير واحتمالية أن يبدأ مناخ الأرض بالعودة التدريجية إلى سابق عهده.
تذكر البروفيسور أجواء ما بعد الحرب الكونية الهائلة التي أدركها بعد نجاته و والدته من جحيمها بينما قضى فيها والده الذي كان عالماً في الكيمياء النووية في جيش البحرية، وربما كان أحد أبطال هذه الأحداث، وتذكر أيضاً كل ما درسوه له عن أحداث هذه الحرب.
كان يحدث نفسه كم أن البشرية أجرمت في حق نفسها وقضت على كل مكتسباتها عبر التاريخ، وكيف أن الاحتباس الحراري قد بلغ ذروته بعد هذه الأحداث بحيث أغرقت مياه المحيطات أغلب جزر العالم ومحتها من الوجود وكيف زالت دول بأكملها من على خارطة العالم وعمت الحياة البدائية كل أنحاء ما كان يعرف يوماً بالمعمورة.
وبينما هو غارق في أفكاره إذ ألقى عليه "أكمل" تحية الصباح بلكنة شرقية واضحة فتبسم ضاحكاً ليرد عليه التحية ويسأله عن سبب الحديث بلكنته الأصلية ولماذا لا يتحدث اللغة العالمية الموحدة في عصر ما بعد العولمة الإجبارية؟!
"وأكمل" هذا ـ لمن لا يعرف ـ ليس صديقاً للبروفيسور ولا موظفاً عنده وإنما هو "الفريزينج إيست براين" أو العقل الشرقي المجمد ؟!
وهو العقل الإلكتروني المركزي الذي يتحكم بجميع الدوائر والشبكات الإلكترونية في العالم، بدءاً من البث الفضائي والمراصد الأرضية والفضائية ، وانتهاءًً بالدوائر المغلقة والصنابير الإلكترونية ومصابيح الإنارة وغيرها، وباختصار هو العقل المركزي المسئول عن التحكم في كل مرافق الحياة الحيوية ، كما أنه العقل الحاوي لخلاصة العلوم البشرية التي أمكن اختزانها والحفاظ عليه أبان الأحداث العالمية المدمرة.
وتعجب البروفيسور من "أكمل" وكأنه يتعامل معه للمرة الأولى وبدت له فكرة السيطرة على هذا العقل البشري الشرقي مخيفة وعجيبة فبعد الحرب الكونية الكاسحة وضياع أغلب مقدرات البشرية اضطرت الدول العظمى إلى استخدام مشروعها السري الخطير و الطارئ!
ويعتمد هذا المشروع على تجميد عقل بشري ـ ذي مواصفات خاصة فائقة ـ بغسله وحقنه بمادة تعمل على الحفاظ على الخلايا العصبية ورفع كفاءتها آلاف المرات كما أنها تساعد على السريان الكهربي فيها بسرعة أعظم من أي موصلات صناعية إلى مراحل لا متناهية.
ومع أن المشروع يبدو في ظاهره غير أخلاقي إلا أنه كان الحل الوحيد للحفاظ على مكتسبات الحضارة الإنسانية أو هكذا تم تبريره في المقررات التي درسها البروفيسور.
ويبدو أيضاً أن المواصفات الفائقة المطلوبة في العقل المخلق بشرياً لم تتوافر إلا في عقل العالِم الشرقي "أكمل" الذي قيل أنه خضع اختيارياً للتجربة مع غيره من العقول إلا أنه كان الأكثر تميزاً، وقد اكتفت الإدارة العسكرية للعالم بتكريمه بعمل تمثال رمزي له في أحد الميادين، وقد تمت إزالته ـ للأسف ـ منذ عدة سنوات لأغراض إنشائية؟!
أعرض البروفيسور عن أفكاره التي اعتبرها متطرفة وبدأ إدارة عمله المعقد في محاولة صيانة العقل الإلكتروني المخلق بشرياً ولكن الشعور الغريب الذي يراوده كلما ابتدأ هذا العمل سيطر عليه بشكل كامل مرة أخرى كالعادة؟!
وتذكر كل التقارير التي كتبت من قبله والتي تحدثت عن أشياء مماثلة إلا أنها أكدت على الجودة الخارقة للعقل المجمد، ولكنه تساءل عن صحة الأبحاث الغريبة والسرية التي أكدت قدرة "أكمل" بث بعض الأفكار عبر الأثير والتي تحمل بعض أفكار صاحبه الأصلي ومعتقداته؟!
وعندما وصل إلى هذا الحد شعر بخوف شديد ورعدة تنتابه مما حدا به إلى نزع الوصلات التي كان قد وضعها على معصميه والخوذة المعقدة التي ارتداها فوق رأسه، وهي أدوات التواصل مع "أكمل".
ولكنه تذكر على الفور أن هذه الأبحاث لاقت معارضة شديدة من الإدارة المركزية حتى تم تجريمها بموجب قانون عسكري متشدد ، ألقي بسببه عشرات العلماء في غياهب السجون.
تلفت البروفيسور حوله خشية أن يكون أحد قد رآه، وشعر ببعض الحرج من نفسه فأعاد الوصلات سريعاً كما كانت وبدأ في ممارسة عمله ويديه تعمل بسرعة خبيرة على لوحة الأزرار العريضة أمامه وتذكر أن الأمر لا يحتمل العبث فهو وزملاؤه الآخرون يعملون بشكل يومي ودائب للحفاظ على كفاءة عمل "أكمل" وإلا تعرض أمن العالم وسلامته للخطر الشديد.
راقب البروفيسور كل المعطيات والبيانات التي تختزن أو تصدر إلى "أكمل" وشعر بالرضا التام، خاصة وهو يراقب معدلات البث المستهلك والتي تدل على أن الأولوية القصوى بنسب تزيد على الخمسين بالمائة هي للاستهلاك الإلكتروني للمواد ذات الطبيعة الإباحية الكاملة والتي تعبر عن روح المجتمع الحر وتمثل واقع الحياة الاجتماعية هذه الأيام!
فقد تجاوزت البشرية من وجهة نظره كل عوائق المطلق وانطلقت في فضاء النسبية الرحيب لتعبر عن ذاتها وتتحرر من أسر الغيبيات؟!
كما أكدت البيانات أن الأولوية الثانية كانت للمواد ذات الطبيعة الدامية والعنيفة على التوازي مع المواد الإلحادية والتي تتجاوز المقدس وخاصة مواد الأسترولوجي وعلوم السحر والنجوم؟!
كانت طقوس السحر الأسود تعجبه كثيراً، فهي تملأ الفراغ الروحي الذي يشعر به والذي أودى به مرات عديدة في دوامة الاكتئاب، شعر بتوتر شديد عندما وصل به التفكير إلى هذه النقطة وزادت قوة قبضته على مقبض المحول الاصطناعي للمواد المبثوثة.
كما و تعرقت جبهته بشده مع ارتفاع صوت ضربات قلبه حتى صار يسمعها، وكالعادة تدخل "أكمل" مرة أخرى ليهدئ من روعه بكلمات و همهمات غريبة وغير مفهومة؟!
وشعر البروفيسور بهدوء عجيب يغمر كل كيانه ، وتذكر فجأة أنه لم يسجل هذه الملحوظة في تقاريره من قبل قط عن "أكمل" وسأل نفسه لماذا فعل هذا ؟! وما الذي كان يدفعه ليحجب هذه الملحوظة الخطيرة عن المسئولين؟!
فهو تصرف فردي من "أكمل" يدل على قدر من التحكم الذاتي، وهو يعلم علم اليقين أنها مسألة خطيرة إلى الدرجة التي قد تودي بعمله بالكلية في مركز السيطرة الكوني الذي يعمل به؟! ولكن البروفيسور تجاهل أفكاره كالعادة وعاد لعمله الروتيني.
وفجأة ودون سابق إنذار بدأ البث الحي لمذابح دامية وعنيفة للغاية، ولا يدري البروفيسور لماذا ألح عليه بشدة أن منطقة المذابح هي الموطن الأصلي للعقل المجمد؟!
كانت الإحصائيات الإلكترونية التي يتحكم بها "أكمل" تدل أن البث موجه لكافة أنحاء العالم وكانت الشاشات أمامه تنقل الوقائع الدموية والتي يبدو أنها كانت مسلية جداً للجماهير المتعطشة والمعتادة عليها حول العالم ـ أو ما تبقى منه ـ فالصور الحية المنقولة للجماهير أظهرت مدى التشجيع المنقطع النظير ؟!
كما تخلل البث لقطات إباحية شيقة مما زاد من حماسة الجماهير وتصفيقها المدوي حتى أن البروفيسور اضطر إلى إعطاء أمر صوتي لـ "أكمل" بخفض الصوت للحد الأدنى؟!
وعلى الفور صدرت أوامر من القيادات العليا ببث عبارات ودعايات عقائدية تساعد على تقبل المحافظين من الجماهير للبث الدموي الحي ؟! وبدت الشعارات منطقية ومقنعة مما زاد من معدل التصويت الإلكتروني لصالح البث والدعاية وكان هذا يعني أموالاً طائلة تضاف للخزينة المركزية؟!
بدأ البروفيسور يتثائب و يتململ من البث المشاهد وكاد أن يسرح بفكرة إلا أن مؤشرات الصحة والسلامة لمسارات العمل العصبية المخلقة بشرياً بدأت تظهر خللاً ما ؟!
شعر البروفيسور بالدهشة الشديدة وفتح فمه تعجباً! إذ أنها المرة الأولى حقاً التي يلاحظ فيها شيئاً مماثلاً! بل هي الأولى من نوعها مطلقاً منذ بدأ العمل بنظام السيطرة المركزي عالمياً!
يا للهول مؤشرات البيانات الإلكترونية بدأت تتأثر هي أيضاً !
وفجأة ارتفع صوت صافرة إنذار ومعها دوى مكبر الصوت المركزي متسائلاً عن سبب الخلل بقلق واضح!
بدا الصوت الهادر للقائد الأعلى لسياسة العالم مهدداً متوعداً مما أشاع جواً من الارتباك والفوضى الهائلة في الإدارة المركزية!
وفجأة هدأ الضجيج وتوقف المكبر عن البث، وظهر على كل الشاشات الإلكترونية في المركز الرئيسي صورة ثابتة وواضحة وبدا جلياً من مؤشرات البيانات أن الصورة تبث عبر العالم في كافة وسائل البث المرئية بل وفي الشاشات الكبرى في الميادين؟!
كما تشير البيانات والمعلومات أمامه إلى الانتقال الكامل للتحكم الذاتي للعقل المجمد، حاول البروفيسور مرات عديدة إعادة النظام إلى سابق عهده ولكنه لم يستطع! وكذلك لم يستطع كل طاقم التحكم إنقاذ الموقف، وبدا الجميع مشلولاً!
يا إلهي إنها نهاية العالم ـ قال البروفيسور ـ وساد الصمت وبدت صورة الجماهير المشدوهة والمبهوتة مرعوبة وهي شاخصة بأبصارها نحو السماء؟!
نظر البروفيسور المشدوه لمعدلات البيانات فوجدها تشير إلى توقف المذبحة الدامية التي كان العالم يتابعها كما تشير مؤشرات الحرارة إلى اعتدال الأجواء عالمياً بصورة غير مسبوقة منذ ثلاثين عاماً؟!
ترافق مع صورة البث الثابتة صوت تفجيرات هائلة وأظهرت مراصد الزلازل والبراكين هدوءاً مفاجئاً !
وفجأة نطق صوت شرقي عميق ومدوي يعلن نهاية الحكم المركزي وكان في خلفية الصوت ترانيم شرقية حزينة ومؤثرة سحرت جموع الجماهير حتى بدأت ترددها مع عدم فهمها بالضرورة لما تقول؟!
نطق الصوت الشرقي يعلن أن الوعي قد عاد للبشرية
إنه صوت طالما تردد في الأعماق .. أعماق الضمير
إنه صوت يعرفه كل الناس في العالم
كما و يعرفه البروفيسور جيداً
إنه صوت "أكمل".
ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:25 am

عاهدت الله ألا أكلمه



إبتسامة حياة


الأيام تسير بنا ونكبر كل يوم لنتعلم من هذه الحياة
و هناك سؤال من الواجب أن يراودنا خلال حياتنا ماذا فعلنا بهذه الدنيا لآخرتنا؟ وأن نتذكر وجودنا على هذه الأرض جزئي فقط لنفعل الخير أم الشر وكل شخص يحدد إلى أيهما يتجه حسب دوافعه .
كل بني آدم خطاء والجميل أن نتعلم من هذه الأخطاء ولا نكررها .
قرأت الكثير من القصص التي تكون الفتاة بها ضحية وكيف تكون حياتهم بعد وقوع الإثم ,
ونشأتي ببيت متدين جعلتني حصينة والحمد لله من مثل هذه القصص فما كنت أفكر بأن أحادث شباب أو أن أسمع الأغاني أو أي شي من هذه المحرمات , مطمئنة وبعيدة كل البعد عن كل هذه الآثام .
وهكذا كنت أسير حياتي بلا هموم وبطمأنينة تجعلني أشعر بالسعادة والتفاؤل , حتى لو مر شيء يضايقني بحياتي اليومية سرعان ما أتذكر تعاليم إسلامنا العظيم وخصوصا هذه الآية " و عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم " وقصة الملك عندما قطع أصبعه فقال له نائبه لعله خير فسجنهوعندما سجنه قال له لعله خير ,ويوم من الأيام كان يسير الملك بالغابة فجاءت إحدى القبائل وأسرته لتقدمه وليمة أي يتم قتله فعندما يكتشفون أصبعه المقطوع يطلقون سراحه لأنهم أرادو وليمتهم كاملة, تذكرهنا قول نائبه فعندما وصل بلاده اطلق سراحه فقال له لقد علمت ما الخير بقطع أصبعي ,وما الخير في سجني لك قال له لو كنت معك لكنت أنا الوليمة ولقتلت .
" لعله خير " لتعود تلك الابتسامة من جديد .
فالحياة قصة نحن أبطالها أما أن تصنعها حياة سعيدة ومتفائلة أم حياة يشوبها الحزن والهم والأسى تذكر أنت البطل ,فأيهما تختار !! بيديك القرار.
بعد الحرب على غزة... قمت بجعل مساحتي الخاصة "السبيس" كلها عن غزة وما حدث بها , وهذا ما جعل الكثير من الناس بأنحاء مختلفة من العالم تضيفني على الماسنجر "لم أكن أعلم أن السبب مساحتي " فقمت وقتها بقبول إضافة 3 أشخاص من أصل 56 إضافة لمعرفة السبب . الأول شخص من اليمن يسكن في أمريكا واخذ يسألني عن وضعنا هنا في غزة وبعد أن أنهيت معه المحادثة قمت بحذفه وحظره.
الثاني سوري يسكن بالإمارات عندما سألته عن السبب قال لي يريد أن يتعرف وأخذ يقول لي أنا متزوج ولدي شركة في الشارقة ولم أجعله يكمل تلك الكلمات فقمت بحظره وحذفه ....
أما الثالث فكان من غزة وعندما أخبرني بأنه شاب كنت أود حذفه وحظره كغيره ولكن يومها قطعت الكهرباء وجاءت عاصفة الامتحانات ولم أفتح الماسنجر لأيام عديدة ونسيت أمره وفي يوم كنت قد كتبت النك نيم باسم المادة التي أدرسها ووضعت اللاب توب على جهة وأخذنا نذاكر أنا وصديقتي ,خرجت لأحضر شاي لصديقتي وعندما رجعت نظرت إلي نظرة غريبة قائلة انظري من يحدثك , كان هو فأخبرتها بالقصة وقلت لها أني لم أحدثه إلا مرة ونسيت أمره.
ولوجود صديقتي ويبدوا أنه يدرس نفس المادة التي ندرسها معاً قلت لها دعينا نرد عليه .... كانت بداية محادثته( ما أظن إنه نفس مادتنا لأنه أنا .... "كتب تخصصه " لم أنتبه لتخصصه, فقلت له أنا .... "وكتبت تخصصي ", وسألته عن تخصصه فأخبرني انه قال لي ) .
الصدفة العجيبة أنا نحن من نفس التخصص ومن نفس المستوى أيضاً , كانت صدفة غريبة حيث أني أخذت أتكلم معه بأريحية نوعا ما وبدأت أسأله عن الدكاترة في الجامعة وعن عددهم وعن درجاتهم وهكذا ....
أخبرته عن مبدأي بأني لا أحادث الشباب ولن أقوم بحذفه وحظره كغيره بشرط أن يكون حديثنا يختص بالعلم وعند الضرورة إذا احتاج أي مساعدة.
ومضت الأيام ...
كنت بالبداية حزمة جدا حتى انه كان يصفني بالمعقدة فكنت أضحك وأقول لنفسي هو لا يعلم حقيقتي لأنه شاب ....
كنت أحاول ان أهديه الى الصواب أي أكون موجه له للناحية الإيجابية من هذه الحياة, فكان إذا جاء موعد الصلاة وهو يكلمني أقول له أن يذهب.
كانت هذه التجربة الأولى لي والأخيرة بإذن الله .
لا أخفي عليكم كان لدي فضول كبير لأرى كيفية تعلق الفتيات بالشباب وكيف يصلون لارتكاب الإثم لذلك أخذت أتجاوب معه بالحديث لأرى إلى أن يريد أن يصل ,كان محترم فقط يريد أن يقضي وقت كعادة جميع الشباب بهذه الأيام كما أنه حذر معي نوعا ما .
وأصبحت الأيام أشهر بدأت أنسجم معه بالحديث لأخبره عن تفاصيل حياتي وهو كذلك .
كنت أحاسب نفسي يومياً فأجد بأني مخطئة عندما قلت له كذا أو كذا وأقول يجب أن لا أكلمه و لاحظ هذا التقلب مراراً بحديثه معي ....
لم أبدأ معه قط بمحادثة كان عادة هو من يبدأ معي وسرعان ما يبدأ معي أنسى ما قلته لنفسي باني لم أحدثه بعد اليوم وأكلمه .من المؤكد كان الشيطان يرافقني بذلك فيجعلني أتحدث معه مرة اخرى.
و حاول استدراجي ليأخذ رقم جوالي أو يراني بالرغم من أني كنت أعلم رقمه ورأيت صوره من خلال إطلاعي على مساحته .
هو يقول وشو فيها لو شفتك عادي ما رح آكلك
" كنت أقول بنفسي ذئب كما تلك القصص التي قرأت عنها كتب" وأشعر بأن الشيطان من يرافقه بذلك .
حاول مراراً ولكن عبثا فقد كنت مستيقظة بحمد الله وهل لي أن أكرر الأخطاء وأنا علمت نهايات الكثير وهل هو كذلك هل هو ذئب !!
صراحة بدأت أعتاد عليه فأقول لنفسي لا مجرد وسوسة شيطان ,فكنت أعيش في صراع أن أحذفه أو أبقيه فهو لم يلتزم بتلك الشروط أن لا يحدثنا إلا وقت الضرورة وبالعلم فقط ,فبعد أن كان يصفني بالمعقدة , قال لي يوماً أنت غير ما توقعت وغير نظرتي الأولى عنك " يومها بكيت أحسست بعذاب الضمير ,قلت له يا ليتني كما كنت بنظرك"معقدة" جميل هذا الوصف.
أخبرته أني بصراع مع نفسي وأني أشعر بتأنيب الضمير بالحديث معه ,قمت بعمل إميل آخر وأن أنسى إميلي لكني لم أستطع لأنه كان هذا الإميل رفيقي ومعتادة عليه.
مع الأيام أحسست أن تغير إلى الأفضل والله أعلم
" أسال الله له الهداية "

وفي ليلة والكهربا قاطعة جلست أحاسب نفسي كان القمر أمامي أحسست أن شعاع منه يخاطبني...
فبدأت يراودني هذا الصراع مرة اخرى وبدأت أتكلم بهذه الكلمات
(لا أود ان اخسر رضا الله
هذا الوقت الذي أضيعه بالحديث معه أليس هذا حرام لكني أود خيرا من ذلك .
لكنك تستطيعين أن تنجزي الكثير من الخير بهذا الوقت وأنت من يقوم بتنظيم وقته وبالتخطيط لحياته
ألم تبدئي بالانسحاب لطريق الشر
"وقتك , رضا الله , ثقة أهلي " هل أضيع كل هذا من اجل شخص قد يكون يستهزئ عندما تقولين له على الصلاة حتى وان كنت تظلميه ولا يستهزئ هناك غيرك
لا أود أن انحدر سامحني يا الله "
وكان هذا بإذن الله المفصل بيني وبينه فقد قمت وقتها وصليت وعاهدت الله أن ألا أتحدث إليه عبر الماسنجر نهائيا وحتى لو تكلم لن أفعل .
عاهدت الله وهل لي أن اخلف هذا الوعد فهذا من المستحيل .

تحدث إلي بعد ذلك ولم أرد فقال لي ردي ولم أرد فكتب لي ابعثي برسالة فارغة وأنا أفهم .. كأنه علم بوعدي حتى تلك الرسالة الفارغة لم أفعل
لقد وعدت الله .... خالقي .
قد أكون مبالغة وقد يكون كل شيء عادي كما يقول ولكن هو مدخل للشيطان فالبعد عن الشبهات .
لكن ما يهمني شيء واحد من هذه الدنيا هو رضا الله عني وتلك الطمأنينة لا تسلب مني ..
لقد تبت إلى الله وكل شخص يخطئ والمهم أن نتعلم من أخطاءنا وأخطاء غيرنا .
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
أسأل الله الهداية لي ولسائر امة المسلمين وأن يسدد طريقنا نحو الخير يا الله .
دمتم بود
:: إنتهت::


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:28 am

الحلم ..



أمـل المستقبل


بسم الله الرحمان الرحيم

الجزء الأول

خالد بكبر مصطنع:
هل تعلمين من تحادثين ياآنسة شجون؟!
شجون: أعلم!.. الدكتور خالد! .. وماذا في ذلك؟! .. هل زاد أو نقص شيء؟!
خالد بغرور: صاحب السعادة الدكتور خالد الذي تتحدثين عنه .. يكون زوجك يا آنسة .. أم نسيتي ذلك؟!
شجون بتغنج:
لا .. لم أنسى .. ولكن لا تنسى أنت من أنا،
أنا شجون زوجتك أم طفلتك الحبيبة العنود التي تركتنا وبقيت في بيت والدي.
خالد وهو يضحك .. أوووووه .. جيد أنك تعرفين أن ابنتك تركتك وبقيت في بيت أبيك .. لأني أعلم أنك في الغالب تنسين وجودها ..
شجون بدلع : أوووووه خالد! .. العنود تركتنا نحن الإثنان .. وليس أنا فقط .. ثم ماذا إذا نسيت؟!! ..
لمعلوماتك!! .. سمي الإنسان إنسان لأنه ينسى وهذا ليس بعيب ..
وهي تأشر له بإصبعها .. علامة تهديد!! .. أفهمت يا دكتور؟!
خالد وهو يستلقي على السرير ويتنهد بابتسامة: فهمت سيدتي .. هل بإمكاني النوم الآن ؟! .. تأخر الوقت وأنا متعب جداً ..
شجون بتمعظ: حسنا عزيزي .. سأتركك لتنام ..
أحلام سعيدة ..

هذه هي حياة شجون وخالد .. مليئة بالحب والاحترام من قبل الطرفين .. الحب الذي تكلل بطفلة هي الآن في السنة الثالثة من عمرها .. تقضي أغلب وقتها في منزل جدها والد شجون..
شجون في السنة الثانية والعشرين من عمرها .. لم تكن لديها رغبة في إكمال تعليمها بعد الثانوية .. وقبلت بالزواج من خالد من أجل أن تتخلص من إلحاح والديها في إكمال تعليمها .. وذلك دون أن تعرف عنه أي شيء ..
باختصار تزوجته زواج غفلة ..

شجون شخصية حساسة جدا .. ومع هذا فيها روح مرحة .. ورقة.. وطيبة بلا حدود .. وهي إنسانة متسامحة جداً لأبعد حد .. وذكية جداً.

الدكتور خالد في الخامسة والثلاثين من عمره .. شخصية جذابة .. مرحة في المنزل ..
أما في العمل فهو شخص آخر تماماً .. يتسم بالجدية في كل عمله .. ولا يقبل بالتهاون فيه ..
وعلاوة على ذلك, فهو طبيب ناجح حاصل على شهادات كثيرة في مجال الطب ..

مر خالد بتجربة زواج قبل شجون .. وفقد زوجته هيام وابنته العنود في حادث سيارة .. لذلك سمى ابنته الثانية العنود .. كان يحب هيام لدرجة الجنون .. ولكن قَدَرَالله فرق بينهما بذلك الحادث الشنيع الذي فقدها فيه , واعتزل العالم لمدة ثلاث سنوات .. صار شكله فيها أكبر من عمره بعشر سنين للذي لا يعرفه .. إلى أن رأى شجون في المستشفى عندما كانت مريضة .. ولم يكن هناك طبيبة .. فاضطر للكشف عليها .. رأى فيها هيام التي افتقدها وأصبح حاله جحيماً لا يطاق من بعدها ..
تأكد في قرارة نفسه أنها هذه هي التي ستخرجه مما هو فيه ..
فلم ينتظر طويلاً .. بل تقدم لخطبتها من أبيها .. والذي كان يعرفه عز المعرفة .. ولم يبد أي اعتراض عليه .. لكنه طلب أن يمهله حتى يسأل صاحبة الشأن ..
أما شجون دون أن تعرف من هو المتقدم لها .. وافقت بسرعة حتى تتخلص من الإلحاح في إكمال الدراسة!! ..

اكتشفت شجون زواجه السابق .. الذي كانت لاتعرف عنه شيئا .. وذلك عندما كانت في المكتب تقلب في أوراق خالد .. ورأت صورته ومعه هيام في يوم زفافه .. ورأت رسائل من كلا الطرفين مكتوبة في أغلب صفحات الكتاب ..
فقدت قدرتها في السيطرة على نفسها .. أيعقل هذا؟! ..
خالد متزوج دون علمي؟!..
ومن هذه التي يبديها علي؟! ..
حسناً .. أنت من أعلنت الحرب على نفسك .. وسأريك من هي شجون التي ضحكت عليها أنت ووالدي ..
لكن سرعان ما عادت لوعيها عندما تذكرت أنها وافقت عليه دون أن تعلم عنه شيئاً .. ولكنها قررت أن تلعب لعبتها عليه ..
وهي أن تضع له كل يوم رسالة في حقيبته التي يحملها معه إلى المستشفى .. وذلك من الرسائل التي كانت تكتبها له هيام ..
وبالفعل بدأت اللعبة من أول يوم ..

************

في المستشفى فتح خالد الحقيبة ورأى الرسالة .. قرأها وكاد يجن .. كيف وصلت هذه الرسالة إلى هنا؟!

مرت أيام على هذه الحال وشجون تضع له كل يوم رسالة. حتى أيقن خالد في داخل نفسه بأن هيام مازالت على قيد الحياة .. أصبح خالد ينادي شجون بهيام دون وعي منه .. وشجون مستمرة في لعبتها .. وتمثل الدور بعبقرية بالغة ..

اشتعلت نار الغيرة في داخل شجون من هيام .. وحز في خاطرها أن يناديها بهيام في أكثر من مرة ..
وأكثر من هذا لمحة الحزن في عينيه كلما رآها .. وتنهيداته التي تذيب الصخر ..
ندمت شجون على ما فعلته .. لكن بقيت أسئلة تدور في بالها ..
من هي هيام ؟! .. وأين ذهبت؟! .. ولم يحبها خالد بهذا الشكل؟! ..
لدرجة أنه يناديني باسمها؟!
لم تسمح للأفكار أن تغزوها أكثر .. بل توجهت له بصريح العبارة ..
وهو جالس على مكتبه يراجع أوراقاً بين يديه ..

خالد!! .. أنت تحب هيام!.. وتزوجتني لأنك ترى أنني أشبهها .. أليس كذلك؟!

نظر خالد إليها بتعجب .. وأسند رأسه على الكرسي وهو ينظر في الفراغ .. كمن يبحث عن شيء مفقود .. وتنهد بألم:
آآآآآه ....يا ......هيــــ....شجون..
جددتِ علي المواجع ..
هيام ماضٍ .. وأنت ..
(قاطعته بسرعة): أنا ماذا؟! ..
أنتِ الحاضر .. والمستقبل..
أنتِ الآن عيني التي أرى بها من بعد ما فقدت بصري لعدة سنوات ..
وأنا أحاول الآن جاهداً أن أنسى الماضي ..
لِم ذكرتني به يا شجون؟.. لِم ؟..
لِم لَم تتركيني كما أنا؟
شعرت شجون بقشعريرة تسري بجسدها من كلام خالد ..
قام خالد من مكانه واتجه إلى حيث كانت شجون واقفة .. نظر إليها بحزن وأمسك بيدها .. واتجه إلى الكنبة في طرف المكتب .. جلس وأجلسها بجنبه .. ولف يده حولها واضعاً رأسها على صدره ..
هل تحسين بنبضات قلبي يا شجون .. هزت رأسها بأن نعم ..
هذه النبضات هي أنتِ .. أنتِ يا شجون .. لا تعتقدي بأني سأبقى عائشاً على ذكريات مضت .. استشف منها الحزن والألم .. لا ..
أنا الآن شخص آخر .. شخص لا ينبش في الماضي .. بل يعيش الحاضر .. وينظر للمستقبل .. شجون ..

(رفعت شجون رأسها باهتمام وقد ركزت نظراتها في عينيه كأنها تحثه على الإكمال) ..
هيام ماضٍ وأنتِ الحاضر .. هيام ذهبت .. وأنتِ الباقية ..
أريدك أنتِ كما أنتِ .. لا أريد أن أراك نسخة من هيام .. لأنك شيء .. وهيام .. آآآه .. شيء آخر .. يختلف تماماً عنك .. الذي أريدكِ أن تعرفيه أنني كنت متزوجاً قبلكِ بها .. ولي منها
طفلة اسمها العنود .. وهذا الشيء أنتي لا تعلمينه .. لأنك باختصار وافقت علي دون أن تعرفي أي شيء عن ماضيّ ..
والذي حصل إنهما توفيتا في حادث أصابنا عندما كنا عائدين من إحدى السفرات .. وانتهى كل شيء سوى الذكرى التي تلازمني ولا تكاد تبارح مخيلتي .. إلى أن أراد الله لي أن أطوي صفحة الماضي
وأعيش لحاضري ومستقبلي .. الذي كاد يضيع من بين يدي ..
أعادت شجون رأسها إلى صدر خالد .. وقالت: هل أفهم أن هيام لا تعني لك شيئا الآن..؟
مسح خالد على شعرها بلطف وهو يبتسم بمرارة
وقال

"سأتركُكْ
واعذرني
لم أكن أنوي الفراق
لكن..هذه هي الأيام وفعلها
وهذا ما أراده الله
إفتح صفحة مع غيري وعش أيامك الحلوه
هي شهور مرت بحلوها ومرها
اسمح لي
مجبرةٌ على الفراق"

هذه الكلمات قالتها هيام في آخر مرة زارتني فيها يا شجون..
شجون بحيرة! .. هيام تزورك وهي ميتة؟!
ابتسم خالد .. نعم كانت تزورني في الحلم كل يوم .. لكن بعد هذه الكلمات .. لم أرها إلى يومكِ هذا ..
تعلمين لماذا؟!..
لأنها تريدني أن أعيش وأكمل حياتي بدونها .. لا تريد أن تكون
سبباً في تعاستي من بعد موتها ..
وقد أثرت كلماتها بي .. (يٌبتسم وسط دموعه) آآآآآه...
وها أنا خرجت مما كنت فيه .. ورزقني الله بك .. وعوضتني عما فقدته .. ووجدت لديك كل الحب .. الذي لم أتوقعه .. ولم أفكر به يوما من بعدها .. والعنود التي أرى جمال الكون بها تماما كأختها (رحمها الله).
شجون .. أريدك أن تنسي هيام .. ولا تحملي في قلبك عليها أي حقد أو غيره.. هي تركتني لك .. وأنا أعدك بأن لا أتخلى عنك .. مادام قلبي ينبض بالحياة .. أعدك ..

على هذه الذكرى نام خالد في تلك الليلة وابتسامة مرتسمة على شفتيه ..
وهو يحمد الله أن عوضه عما فقده بشجون والعنود اللتان ملأتا عليه حياته ..

ابتسمت شجون لمرأى زوجها الحبيب وهو نائم .. غطته جيدا وقبلته على خده بحنان ..
جلست بجانبه .. تتأمل قسمات وجهه .. يبدو كطفل وليس أي طفل .. طفل في الخامسة والثلاثين من عمره ..

**********
الجزء الثاني

استيقظ خالد من نومه فزعا ..
من ياترى الذي يتصل في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟!..
نظر إلى جانبه فوجد شجون قد استيقظت وهي تنظر إليه بقلق ..
أخذ هاتفه النقال وهو يحاول أن يزيل التوتر الذي اعتراه ..
نعم .. نعم .. الآن .. حسنا .. حسنا .. أنا آتٍ الآن ..
نهض خالد مسرعاً .. بدل ملابسه وخرج من الغرفة ..
نادته شجون ولحقته قبل أن يخرج .. خالد؟! .. خالد؟! .. انتظر.. إلى أين أنت ذاهب في هذا الوقت المتأخر من الليل؟!
خالد بتوتر: إلى المستشفى .. يوجد حالة طارئة ولابد من إجراء عملية مستعجلة.

ردت عليه وهي قلقة: أتمنى لك التوفيق وأعادك الله لبيتك سالما..

خرج خالد .. وسرعان ما عاد من عند الباب وهو يحمل في يده وردة بيضاء اقتطفها من حديقة المنزل ..
أعطاها إياها وأرسل لها قبلة في الهواء وخرج مسرعاً..

عادت شجون إلى غرفتها.. وبنشوة تنظر إلى الوردة .. مرة تشمها .. ومرة تضمها إلى صدرها .. خانتها دمعة انحدرت من عينها لا تعرف لها سببا .. استلقت على سريرها .. وأخذت دفتر مذكراتها وكتبت
ما يختلج في صدرها ..

"على أوراق زهرية .. وبحروف ذهبية .. بكلمات بالحب مطلية .. وورود حمراء جورية .. ابعث إليك عزيزي ألف ألف تحية .. مرسومة في قلوب فتية .. منقوشة على صخور بحرية .. يداعب طيفها ابتسامة طفولية .. ارتسمت ملامحها في عيني تلك الحورية ..
زوجي الحبيب ..
كلماتي عاجزة عن صوغ عباراتي ..
ولساني متلعثم عن تحديد مجالاتي .. ولكني سأوجز لك بالآتي ..
أحبك .. وقد تغنت بحبك في قلبي كل خلية ..
أعشقك .. وترنمت بعشقك بؤبؤا عيني ..
أحبك يا خالد لاحرمني الله صدق محبتك
المخلصة ..
شجون"

نامت شجون وهي تضم دفترها في حضنها وقد وضعت الوردة داخله ..

**********

الجزء الثالث

فتحت عينيها ودمعة حزن قد انحدرت من مقلتيها ..
كانت تنظر إليه بأسى وحاجة إلى الحب والأمان .. بكت في حضنه بمرارة ..
أبي .. أرجوك قل له أن يعود .. لم ذهب وتركني؟..
ماذا فعلت له؟! .. بماذا أغضبته؟! ..
هو قال لي بأنه لن يذهب وسيبقى معي ..
أرجوك أبي أرجوك .. أعده لي .. كيف سأعيش من دونه ..
أين أنت يا خالد ..
تعال لترى كيف يفترون عليك ..
يقولون لي بأنك مت .. وأنت على قيد الحياة .. هيا .. تعال كذّب ما قالوا .. هيا خالد .. أرجوك..
أنا لا استطيع الحياة بدونك .. أرجوك عد ..
أرجوك أبي .. خذني إليه .. أريد أن أراه .. لاتقل لي بأنه مات ..
لالا ..
خالد لم يمت .. أنتم تكذبون علي ..
أرجوك أبي قل لي بأنكم تمزحون علي.. أرجوك ..

أعادت رأسها إلى حضن أبيها وهي تجهش بالبكاء .. وهو لا يملك حيلة غير أن يمسح على رأسها ويقرأ عليها علّها أن تهدأ..

هذا هو حال شجون منذ شهر من وفاة خالد حينما خرج للمستشفى
في تلك الليلة ..
حيث أصيب في حادث سيرٍ توفي على إثره على الفور ..

خرج والدها من عندها وهي على حالتها من البكاء ..
جاءته حفيدته العنود .. ضمها الى صدره .. وانحدرت دمعاته على خديه ..
أخذت العنود تنظر إليه باستغراب ..
وبحركة طفولية مسحت دموعه وهي تبتسم ..
لم يستطع أن يمسك نفسه أكثر .. ضمها إلى صدره بقوة أكبر
وهو يبكي ويفكر .. كيف أخبرك بأنني أبكي على حال أمك وحالك ..
كيف لك أن تفهمي بأن أباك الذي تسألي عنه دائما
لم يعد على ظهر الأرض .. بل صار في بطنها ..
كيف ستتحملين أنت وأمك مرارة الفقد؟.. كيف؟ .. كيف؟..
لم يكن رد فعل العنود سوى البكاء مثل جدها الذي لا تعرف سبب بكائه..

شجون التي لم يكن لديها شيء تفعله سوى البكاء .. هزلت .. شحب لونها .. وظهرت الهالات السوداء حول عينيها ..
حقيقة لم تكن في وعيها .. أصبحت مهووسة بشيء اسمه خالد ..
ترى طيفه في كل مكان .. يمر بها في كل لحظة ..

كانت جالسة على سريرها بأسى عندما دخل عليها أخوها سعود الذي يكبرها .. وهو مشفق عليها وما وصلت إليه حالتها ..
جلس بجانبها ..
نظرت إليه بعينين دامعتين وأرخت رأسها
وأغمضت عينيها قائلة: ذهب يا سعود .. ذهب دون أن يخبرني ..
لم يفعل بي هكذا؟.. ماذا فعلت له؟.. قل له بأني أحبه ..
قل له بأني لن أغضبه أبدا .. ولكن ليعد لي .. أنا في حاجته أرجوك أرجوك ..
لم لا ترحموني؟..
لم جميعكم ضدي ..
ألا تريدون راحتي وسعادتي ..
أرجوك .. أرجوك ..
وضع يده على يدها: أرجوك أنت شجون..
امسحي هذه الدموع .. وعيشي يومك .. لاتقتلي نفسك بشيء ذهب ولن يعد .. نحن نريدك والعنود في حاجتك .. لا تفقديها حنانك .. كما فقدت حنان أبيها .. كوني معها .. لن تفيدك الدموع شيئا .. ولن يرد الحزن شيئا مفقودا ..
تنهدت شجون بعمق واسترسلت في ذرف دموعها بصمت..
ثم استحالت إلى سيول يتبعها شهيق و نياح .. وكأن خالد مات للتو ..
لا فائدة منكم .. لا أحد يريد أن يعيده لي .. جميعكم تكرهونني ..
أنا سأبحث عنه.. وسأعيده.. بنفسي
قامت شجون واقفة ولكن سرعان ما فقدت توازنها.. حاول سعود مساندتها لكنها سقطت بين يديه مغشيا عليها كالورقة الذابلة ..

جلس سعود وأمه وأبوه بجانب شجون .. ماذا بيدهم فعله لها ..
رافضة تماما أن خالد قد مات ولم يعد على قيد الحياة .. استرقوا النظرات ..
وكل واحد منهم يهز كتفيه .. علامة العجز عن وجود حل ..
اغرورقت عينا سعود بالدموع وسحب نفسه تاركا أمه وأبيه
في حيرتهما حيال ابنتهما ..

قالت الأم: ابنتي شجون .. لم تفعلي بنفسك هكذا ..
لا تظني بأننا نكرهك ..
أنت نور عيني .. وحياة قلبي ..
هيا .. انهضي يابنتي .. عودي كما كنت ..
أعيدي ضحكتك التي كنتي تطربينا بها ..
أعيدي تلك الابتسامة التي تزيل عن النفس العناء..
لا توجعي لي قلبي أكثر مما هو عليه .. أرجوك يابنتي ..
انخرطت الأم في بكاء مرير على ماوصل إليه حال ابنتها
رد عليها أبو سعود وقد أثقل الهم قلبه على بكاء زوجته وحال ابنته:
هيا يا أم سعود دعيها ترتاح وسنحاول معها لاحقا..
مع أن الكلام لن يفيدها شيئا ..
دعيها وهي بنفسها ستقتنع وتعود ..

كانت شجون تسمع كل شيء وتتصنع النوم حتى يخرجوا من
عندها .. وبمجرد خروجهم بدأت بالبكاء مرة أخرى ..

انقضت ستة أشهر ولاشيء جديد في حياة شجون ..
ملت شجون من نفسها ومن كل شيء حولها ..
اقتنعت تمام الاقتناع أن خالد ذهب ولن يعد ..
إذن .. فلماذا أبقى على ما أنا عليه؟! ..
لابد أن أغير نمط حياتي ..
لابد أن أعود كما كنت شجون التي يحبها الجميع ..
لكن؟! ..
هل سأستطيع فعل ذلك؟!
لا .. لا أظن ذلك .. لا استطيع..
وقفت شجون أمام المرآة .. حزينة كئيبة ..
فجأة .. تسمرت عيناها على الباب المنعكسة صورته على المرآة حينما رأت الواقف خلفها يقول ..
"يتجدد اللقاء..
كم أنا مشتاق لدفء يديك""
فتحت عينيها على وسعهما كي تتأكد ..
لقد كان خالد!! .. نعم .. خالد!!
إذاً .. كان هذا مقلب من مقالبهم .. إلتفتت إلى الخلف بدهشة وفرح .. ولكنها انصدمت لأنها لم تر شيئا ..
لقد كان خيال خالد فقط!!
لكن كلماته مازالت تتردد في أذنها..

بنظرات كسيرة عاودت النظر الى المرآة ..
حتى أنت ياخالد؟!..
لماذا كلكم ضدي؟
ما الذي فعلته لكم؟ .. وبعصبية بالغة رمت كل ما على الطاولة على الأرض وهي تبكي بصوت عالي .. لم يا خالد؟ .. لم يا خالد؟ ..
مالذي فعلته حتى تعاقبني؟ .. لماذا ذهبت؟ .. لماذا؟ ..
أنا أكرهك .. أكرهك ..
أكرهكم جميعا .. ولا أريد منكم رحمة أو شفقة ..
ولا أريد منكم شيئا ..
لاشيء .. لاشيء ..

هدأت بعض الشيء وأعادت النظر إلى نفسها في المرآة بتأمل ..
وبصوت حزين قالت: أيعقل هذا؟!
هل هذا أنا ؟
لا..لا..
أنا كهذه؟!! .. وأشارت الى صورة لها معلقة على الحائط ..
هذه شخصية أخرى لاتمت لي بصلة .. أبدا..
ثم نظرت إلى المرآة مرة أخرى..

دخل أبوها الغرفة وسمع كلامها ..
قال: بلى شجون .. تلك أنتِ .. وأنتِ من فعل هذا بنفسك ..
تظنين أن الحزن والبكاء سيرد لك زوجك خالد .. مستحيل ..
تعتقدين أننا نستهزئ بك .. ماذا سنستفيد من الاستهزاء بك ؟ ..
أن نراك تذبلين أمامنا دون أن نفعل لك أي شيء ..
ردت شجون بتوسل "أبي أرجوك .. يكفي .. يكفي ..
لاأريد أن أسمع شيئا ..
أرجوك أبي..
رد أبوها: بل أرجوك أنت يا ابنتي ..
فكري في حالك وحال ابنتك .. التي لم تعودي تعرفي عنها شيئا .. كأنها لا تعني لك شيئا .. فكري جيداً يابنتي .. فكري جيداً..
أطرقت شجون .. فعلاً لن يرد الحزن شيئاً .. هنذا منذ زمن على هذا الحال .. لم يعد لي خالد! ..
لم لا أعيش حياتي كغيري؟! .. لم لا؟! ..
أنا بيدي كل شيء .. كل شيء ..
الجميع بانتظاري الجميع في حاجتي .. لكن؟!
ليس بيدي .. لا استطيع .. لا استطيع ...
ولكن؟!..
وقفت أمام المرآة مرة أخرى .. وبنظرة تحدٍ مليئة بالدموع قالت:
بلى.. استطيع .. بلى.. استطيع .. وسأثبت للجميع ..

نظرت في المرآة ثم أشارت إلى الصورة وهي تقول:
أنا هذه ..
نعم أنا هذه ..


**************

في صالة الجلوس كانت العنود نائمة على الأرض والألعاب منتشرة حولها..
خرجت شجون من حجرتها بعد أن قررت أن تعود كما كانت..
نظرت إلى ابنتها وهي نائمة على الأرض ..
حملتها وجلست على الكنبة .. وهي تمسح على شعرها بلطف .. وكأنها تعتذر عن إهمالها لها طوال الفترة الماضية ..
استيقظت العنود ونظرت إلى أمها .. تأملتها لبرهة
وقالت وهي تدس رأسها في حضنها: أحبك ماما لا تذهبي عني..
شجون تحطمت في نفسها!! .. أيعقل هذا؟!!..
لهذه الدرجة كنت بعيدة عنها؟!..
كانت تحس بالفقد مثلي تماماً .. لكن الفرق أنني استسلمت ..
وهذه الصغيرة مازال لديها الأمل في عودتي لها ..
آآآآآه يا صغيرتي ..
سامحيني .. سامحيني .. أخطأت في حقك كثيراً .. سامحيني ..
أنت ما تبقى لي .. ولن أفرط فيك أبداً أبداً ..
ها أنت دخلت الرابعة من عمرك ولم أفرح لك ..
ولم أكحل عيني برؤيتك تكبرين أمام ناظري ..
ولكنني أعدك ..
أعدك بأن لا أتخلى عنك أبداً..
ابتسمت شجون بحزن وقالت:
أبوكِ وعدني بأن يبقى معي ولا يتركني وحيدة ..
وهاهو قد رحل .. ولم يعد .. وأخلف وعده لي ..
سبحت شجون في بحر أفكارها لفترة .. وهي تتأمل ابنتها التي
نامت في حضنها .. ولم تنتبه شجون لأمها التي جلست في المقابل لها تنظر إليها وتتحسرعلى حالها..
رفعت شجون رأسها و بتعجب: أمي؟! .. منذ متى وأنت هنا؟! ..
قامت أمها وجلست بجانبها وهي تنظر إليها ..
الحمد لله على سلامتك يا ابنتي.. ابتسمت ..
أتمنى أن تكوني أحسن حالاً الآن..
شجون: الحمد لله بخير ..
سامحيني يا أمي على ماسببته لكم من الألم ..
ما فعلته ليس بيدي.. ففقده ليس بالشيء السهل ..
أنت مؤمنة بالله يا شجون .. لا تجعلي الحزن يعصف بك ..
ذاك يومه وكلنا على نفس الطريق سائرون
سواءً رضينا بذلك أم أبينا .. فكري بنفسك وبطفلتك ..
اطردي هذه الأفكار من رأسك ..
استغفري ربك وادعي له بالرحمة ..

ساد الصمت لفترة من بعد كلام والدتها .. كلا منهما يفكر في شيء
قطعت شجون السكون بقولها:
أمي! .. أريد الذهاب إلى بيتي!!..
الأم بدهشة: ماذا؟! .. بيتك؟!! .. ماذا تريدين منه؟!..
أريد الذهاب هناك .. اشتقت له .. أريد أي شيء أحس فيه بوجود خالد معي .. أريد أن أرى ذكرياتي معه هناك ..
أريد .. وأريد ..
أريد كل شيء .. كل شيء .. أرجوك أمي لا تمنعيني ..


*********

الجزء الرابع

بعد إلحاح شديد على والديها.. ذهبت شجون لبيتها
وقفت أمام الباب ..
وبيدين مرتجفتين تمسك بمفتاحها .. أغمضت عينيها..
تتخيل لو أنها دخلت ووجدت خالد بانتظارها ..
وأن خبر موته مجرد حلم ..
هزت رأسها .. بـ لا .. لتطرد هذه الأفكار ..
يجب أن تؤمن بأن خالد ذهب ..
ذهب ولن يعود مرة أخرى ..

فتحت الباب , واستدارت لترى أخاها إن كان قد ذهب أو لا ..
رأته مستندا على سيارته ينظر إليها باهتمام ..
جاء نحوها وامسك بيدها وقال:
شجون حاولي قدر المستطاع أن تتماسكي .. لا تفعلي شيئا يضر بك ..
ولا تدعي للشيطان عليك سبيلا ..
أرجوك شجون اعتني بنفسك ..
ابتسم وأوصاها بأن تفعل ما أمرها به .. و أن تتصل به حال
انتهاءها من تنظيف المنزل حتى يحضر لها العنود ..

دخلت المنزل وأغلقت الباب .. أضاءت الأنوار وعلقت عباءتها بجانب الباب .. تلفتت يمينا وشمالا ..
كل شيء كما تركته تلك الليلة التي فقدت فيها زوجها خالد ..
آآآآآآآآه .. يا خالد ليتك معي الآن .. اشتقت لك كثيرا ..

بدأت رحلة الذكريات منذ دخولها المطبخ ..
على هذا الكرسي كان يجلس ويدلي بطلباته التي لا تكاد تنتهي .. شجون أريد عصيراً طازجاً .. احذري .. لابد أن يكون بارداً..
ولا تكثري من السكر حتى لايفقد طعمه ...
عزيزتي شجون ,أنا جائع هل بإمكانك إعداد شيء سريع ومفيد؟ ..
تعلمين أنني لا أحب الأكل عديم الفائدة ..
انتبهي شجون ,القدر سيحترق كم مرة قلت لك بأن تهدئي النار
عندما تكوني مشغولة بشيء آخر..
ابتسمت شجون وتذكرت كيف كانت تغضب عليه وتطرده شر طرده ..
فيعود ويعتذر ولا تلبث أن تطرده مرة أخرى وهي تضحك..

توجهت إلى الصالة الرئيسية
هنا مكانه المفضل أمام التلفاز بالضبط ..
الذي يراه في هذا المكان يقول بأنه شخصية مهمة
تتابع آخر الأخبار والتطورات .. ولا يدري بأنه ينام بمجرد أن يجلس
ويغط في نوم عميق كأنه لم ينم طيلة حياته ..

أوووووه .. هذه نظارته الطبية .. امسكتها برقة وأغمضت عينيها
وابتسمت عندما تذكرته حينما كان يضيعها ويبحث عنها كيف كان
يقلب المنزل رأساً على عقب .. ولا يترك شيئا في مكانه..
وفي الأخير يكتشف أنها على رأسه ويضحك على نفسه بعد
أن كان محرجاً من الغضب, ثم يأتي ليعتذر .. وكانت ترده بحجة أنه
جرح مشاعرها واتهمها بالإهمال..

تنهدت شجون وهي تنظر إلى المكتب .. حجرة الأسرار بالنسبة لخالد ..
مازلتِ في بداية المشوار يا شجون ..
استحملي ما سترينه وما ستتذكرينه ..
تقدمت بخطوات ثقيلة إلى مكتبه ..
ألقت نظرة استطلاعية سريعة ..
التفتت إلى اليسار حيث يكمن دولاب كبير مليء بالدروع والشهادات والأوسمة التي حصل عليها من المؤتمرات التي كان يحضرها .. والأبحاث والتقارير التي كان يكتبها..
كان كلما دخل إلى المكتب يتجه إلى هذا الدولاب وينظر إليه بغرور ويحادثه:
يبدو أنني سأتزوج دولابا آخر .. لأنك يا عزيزي كبرت في السن ..
ولابد من إحضار آخر أكبر وأجمل ليكفي الكم الهائل من الشهادات..
أنزلت شجون رأسها وقد خنقتها العبرة: ..
ذهبت يا خالد ولم تتزوج الدولاب الذي أردته ..
التفتت إلى الجانب الآخر حيث كانت صورته
معلقة وآخذه نصف المساحة .. اقتربت منها وهي تبتسم بحزن..
وحيتها تحية عسكرية كما كان يفعل خالد حينما يدخل المكتب
ومن ثم يضحك ..
جلست على كرسي المكتب
وأسندت رأسها عليه .. وأسبلت الدموع ..
وجعلتها تنساب بكل حرية .. علها تخفف من حزنها..
شد انتباهها الدرج الذي كان يمنعها من فتحه ..
بحثت عن المفتاح إلى أن وجدته ..
فتحت الدرج وجدت دفاتر وأوراق ملونة
عرفت أن هذه الدفاتر هي التي كان يكتب فيها ذكرياته ومواقفه ..
ارتسمت الحيرة في عينيها هل تفتحها أم لا؟
لم تحتر بل فتحت أحدها وأخذت تقلب الصفحات .. كل
الصفحات مكتوبة باللون الأزرق ماعدا صفحة واحدة .. كتبها باللون
الأحمر.. يا ترى لماذا هذا اللون .. خالد لا يحب هذا اللون بالذات..
تشجعت وقرأت ما كتب دون ترد
"ما أحلى الذكريات وأروعها.!!
حين تكون لأشخاص يستحيل أن يغيبوا عن البال
كروعة النجم الوضاء في
سماء الليل الدامس الظلام..
قلوبهم كصفاء الثلج وبياضه حين يتساقط على قمم الجبال ..
وأخلاقهم تسمو وتسمو حتى تصل صفحة السماء ..
أحاديثهم كبسلم يشفي الجريح ..
ويغدق عليه من الطيب ألوانا ..
نادرين مثل اللؤلؤ في داخل المحارة
لاتجدهم دائماً..
وإن وجدوا فإنهم غاليي الثمن.. أغلى من الذهب الصافي
نذكرهم فنأنس بذكرهم ونبتسم في داخلنا
حين تمر طيوفهم في خيالاتنا..
ونشتاق لإطلالتهم في كل موسم فرح
ونحتاجهم في حين تغمرنا سحابة حزن..
نفديهم بكل مانملك, ولو طلبوا أعيننا
لانمانع في ذلك
قد غابوا.. ولكنهم موجودون في سويداء القلب..
(رسالة وفاء إلى هيام)

أغلقت شجون الدفتر وهي مصدومة ..
وضعت رأسها على المكتب
وهي تجهش بالبكاء بصورة هستيرية ..
استمرت على هذا الحال لفترة ..

قامت .. وبخطى متثاقلة .. خرجت من المكتب متجهة إلى غرفة النوم .. توقفت في منتصف الصالة ..
تذكرته عندما كان يلاعب العنود على الأرض
ويبعثرون الألعاب .. وعليها بالتالي تجميعها
وإعادتها إلى مكانها .. ومن ثم تنظيف الصالة ..
مسحت دموعها بظهر كفها .. وأكملت طريقها .. ودخلت غرفة النوم ..
فتحت دولاب خالد .. وانتشرت رائحة عطره ..
أخذت أحد ثيابه وضمته وهي تتنهد .. ليتك معي يا خالد ..
أين أنت يا خالد .. احتاج إليك عد أرجوك ..
انتبهت لألبوم الصور الموضوع على الرف ..
جلست على كرسي التسريحة وهي تتأمل الصور الموضوعة بداخله ..
أخذت صورة لهيام .. نظرت إليها بحزن
وبصوت متهدج بالبكاء ,الذي أصبح جزء لايتجزء من حياتها:
سامحيني يا هيام وعدتك بأن أحافظ على خالد
وأن لا أدعه يذهب .. أو أن يصيبه مكروه ..
لكن؟! .. لم أوف بوعدي لك .. أخلفت وعدي .. وأقر بذلك
(فقدت أعصابها وبدأت بالصياح)
لكن! .. ليس بيدي .. ليس بيدي ..
ها أنا أتألم لموته كما تألم هو لموتك ..
أنتِ أيضا خنتِه وخذلتِه وذهبتِ عنه وتركتيه في وحدته يعاني ..
لم فعلتِ به ذلك .. هل لأنه أخلص في حبه لك؟!
ذهبتِ عنه وتركته يعاني؟! .. أم لأنك تشكين في حبه لك؟!..
هاهو يثبت لك وقد جاء إليك .. لحق بكِ وتركني .. تركني وحيدة ..
(بدأت بالصياح بشكل أكبر وأخذت تهتز وترتجف كشخص واقف
في وجه إعصار عاتي)
لماذا يا هيام .. لماذا؟!..
أنتِ السبب في موت خالد ..
نعم أنتِ السبب .. ولن أسامحك ..
أنا أكرهك .. هل سمعتي ..
أكرهههههههك ..
تعتقدين أنه لك وحدك لااااااااااااا .. خالد لي أنا أيضا..
لي أنااااااااا..

(سقطت شجون على الأرض من شدة البكاء ولم تستطع
الوقوف على قدميها)
آآآآآآآآه .. كيف سأتحمل أكثر من هذا؟؟
كيف سأعيش؟! .. من لي يواسيني؟!
من لي؟! .. لا أحد .. لم يبق لي أحد..
أعادت النظر إلى الصورة مرة أخرى بعد أن هدأت..
اعتذر منك هيام ..
ليس قصدي بأن أجرحك ..
ولكن؟! .. (وقد خنقتها الدموع)
ليتكِ تشعرين بالذي أشعر به ..
ليتكِ تحسين بمقدار الألم الذي أحس به .. كنتِ عذرتني لما أفعله..
جلست برهة وهي تتأمل الصورة ..
خالد أوصاني بأن لا أحمل في قلبي عليك ...
لكن؟! ..
أنا؟! ..
من لي؟! ..
سوى الذكريات..

تحاملت على نفسها ووقفت .. أعادت الصورة إلى مكانها وأغلقت الدولاب .. واستندت عليه بتعب..

جلست بتثاقل على السرير وهي تضم دفتر مذكراتها الذي كان
بجانبها كما تركته تلك الليلة والوردة بداخله
استلقت على سريرها ناشدة الراحة عل وعسى أن تهدأ نفسها مما مر بها في هذا اليوم المرير المليء بالكثير من ذكريات خالد..
ضمت دفترها وغطت نفسها ..
وغطت في نوم عمييييييييييق.. ودمعتها معلقة في عينها..


******

الجزء الأخير

شعور غريب اعتراها .. شعور بالدفء .. بالأمان .. بالطمأنينة..
حاولت أن تفتح عينيها .. لكن خافت أن تكون في حلم
وتفقد هذا الشعور ..
يد حانية تمسح على شعرها ..
يا ترى كيف دخل أبي إلى المنزل وهو لا يملك مفتاحا..
حاولت تمييز الذي بجانبها من رائحته التي تعج في المكان..
أخذت تستنشق عطره..
وكأنها تبحث عن هذه الرائحة منذ زمن ..
فتحت عينيها بعد أن تأكدت من إحساسها
وأنه ليس بحلم ..
ابتسمت بهدوء ورفعت رأسها لتتأكد من شعورها ..
نظرت إليه بلهفة وشوق ..
وضعت رأسها في حضنه..
وأحاطته بذراعيها وقد دمعت عينها ..
وقالت بهدوء: أخيرا عدت ياخالد؟!
مسح خالد دمعتها وهو يضمها إلى صدره
وقد ارتسمت الحيرة في وجهه ويردد بتساؤل: أخيراً؟!..

قالت شجون:

الحمدلله إنه .. حلم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:29 am

قصة واقعية الطموح ينسينا الجروح



الدكتورة شيماء الدويري


بسم الله الرحمان الرحيم

لطالما سمعنا عن قصص النجاح التي كانت بدايتها بسيطة لاشخاص نجحوا في تخطي العقابات و تجاوزوا العديد من الازمات و المحن و تمكنوا بمثابرتهم و عزمهم من صياغة قصص نجاحهم و من بين هذه القصص قصة طفل استطاع بالجهد و العمل و بالفكر و الابداع ان ينقش اسمه الامع علي لائحة النجاح و التميز هو احدي اشهر و ابدع مصمم مجوهرات بتونس

و سننتقي من تجربة هذا الطفل الكثير من النصائح و الدروس المستفادة
دعوني ابحر معكم في قصة غريبة نوعا ما لكنها مشوقة جدا قصة طموح قصة نجاح قصة واقعية سجلتها لكم بعد ان كان لي لقاء معه وهو والدي الله يحفظه و حينما اخبرته انني اجري دراسة لؤكد ان النجاح الكبير ينطلق من خلال فكرة تحلق في الخيال تفاعل معي حيث انني استمتعت بحلاوة و لذة الشهد وهو يقطر من فمه و حلاوة الفخر و النجاح تحدث معي بكل صراحة و اهدي الينا صفحات من صفحات حياته المليئة بالتعب و المعاناة حتي طواها بيد الفرج و اعقبتها صفحة بيضاء سطورها الامل و الفخر و النجاح و هذه القصة هي تأكيد لقول الشاعرسعيد حمد :

كم فرجة مطوية ..... لك تحت اثناء النوائب
ومسرة قد اقبلت ..... من حيث تنتظر المصائب

لقد حركت في نفسي هذه القصة مشاعر لست ادري معناها و لم افهمها انما استطيع ان اصفها بكلمتين اشفاق و في نفس الوقت فخرا كبيرا لي و كان كلامه معي ينهال كالماء العذب ارسل علي النار و من خلال حديثه معي كان و كأنه يؤكد و يقول :
ان الطريق الاول للنجاح هو الايمان به و تحمل المسؤولية

لقد اثرت عليا هذه القصة كثيرا و جعلتني اصحح شيئا من مسار حياتي فأتمني لكم الاستفادة و النفع لنبحر في تفاصيل القصة التي تتحدث عن تجربة هي اكثر تألقا و طموحا .
ولد الطفل في مدينة المرسي بتونس و كان الاصغر بين اخوته و اتصف منذ صغره بالجدية اذ كان يمضي اوقات فراغه في صناعة اي شئ يخطر بباله لم يكن ميول للعب مع رفاقه ولم يكن له رفاق

عندما كان طفل كان يدرس في المرحلة الابتدائية و لكنه لم يتمكن من التواؤم مع استاذه و المدرسة عموما و كثرت مخالفاته لاوامر استاذه و اهمال دروسه اذ كان المدرس يعاقبه بالضرب الشديد و مع نهاية الفصل الدراسي لم يحصل علي اي نتيجة كان متأخرا في دراسته حتي ترك المدرسة و لم يتخطي عمره 14 عاما لم يتابع دراسته بقدر متابعته لطريق الابتكارات و المواهب المتعددة التصقت شهرته بشهرة موهبته و قدرته علي الابداع في مجال تصميم المجوهرات الذي يمكن وصف بدايته البسيطة بالاسطورة نوعا ما و قصته ابتدئت عند خروجه من المدرسة بالاتجاه نحو عالم غامض بعزيمة قوية و اشرق الصباح و اشرق معه الطموح في نفسه فأنطلق يبحث عن محلات تفتح له ذراعيها حتي يعمل فيها اي شئ و اخيرا بعد طول بحث تهلل وجهه ووجد فرصة عمل كعامل بسيط في احدي محلات تصميم المجوهرات عمل مناسب علي الاقل في ذالك السن تضمن ان يشاهد المصممين وهم منشغلين في عملهم و هنا بالتحديد ولدت في نفسه فكرة ان يكون مصمم موهوب و ينجح
كان يعمل بعزيمة كان يعمل بنشاط و يقبل علي التنظيف المحل و المساعدة و قضاء الحاجات و كأنه صاحب المحل كان يعمل كل يوم من الصباح و حتي المساء بجهد و اقبال علي العمل
رغم انه كان يتلقي الضرب و الاهانات و كان يحاول ان يتذكر ذنبا جناه فما وجد و تمر الايام قاسية ففكر و رسخت في عقيدته فكره انه اذا اراد ان يتعلم فلا بد له من التضحية و عملا بقول الشاعر القائل :

صابر الصبر الصبور حتي قال الصبر للصبور دعني

لذاكان يعلم ان حلمه يتطلب صبرا عظيما و عدم اليأس , كان ينظر الي التصاميم امامه ويراها امرا مذهلا و غامضا ووجد نفسه عاجزا عن معرفة ذالك اللغز المحير و في عمر 19 قرر بشخصيته المستقلة السفر الي فرنسا كان يعشق السفر ورجع يحمل الفكرة في ذهنه
وعاد الي العمل و التحق للعمل عند احد المصممين كمساعد له بحيث يتسني له تطبيق فكرته و اثبت اول نجاح له في تصميم خاتم الا انه لم يكن يرقي للمستوي المرجو لكنه قرر اعتباره تجربة اولية و بداية ناجحة لعملية انتاج خاتم و بالفعل واصل العمل
مضت السنوات مسرعة و كبر الطفل و كبر حلمه كانت اول انطلاقة له في هذا العالم وهي تطبيق فكرته و هي احياء المجوهرات التقليدية التونسية التي فقدت في ذالك الوقت ليحلق في خياله و يمضي نحو عزيمة تملكه
بدأ يرسم كل فكرة تصميم تخطر بباله و ينظر الي افكاره فلا يري انها رسم علي ورق انها يري فيها حلمه وهدفه
لم تخلو حياته المهنية من الاتهامات و الانتقادات المصممين و التجار حيث اوحوا اليه بان نجاحه مستحيل و كان يقاوم تلك الفكرة و يرفضها نهائيا و يعرف ان نجاحه الحقيقي يكمن في ايمانه بقدراته علي النجاح
اوقف و تحدي كل تفكير سلبي و كل تأكيد لبؤسه انكر الملموس و اكد النجاح استطاع ان يصنع ذاته عند اول فكرة حلقت في خياله الي هدف يراه بعينيه يخطو اليه يوما بعد يوم و استمر في التدريب علي التصميم حتي اتقن مهنته
و مع ذالك قهر بكل قوة و عزيمة و اصرار علي النجاح مشاعر اليأس و الظروف الصعبة التي عاش بها
لنقف قليلا قبل ان نتابع سرد القصة لكم سؤال لكل متابع معي و قارئ و من احس بهذه القصة و كلماتها التي تنطق عن تجربة و معاناة و تتحدث عن طموح و عزيمة و رغبة لذالك كانت صادقة
من اين بدأ هذا الطفل رحلته مع صناعة ذاته و النجاح في حياته؟
بدأ بفكرة خيالية دارت في عقله الصغير و الاغرب من هذا كله ان نجاحه الكبير لم يكن الا من ميزة احس بها في نفسه تلك الميزة كانت كفيلة بان يقدم علي المغامرة بروح مرحة و ان تعطيه نتيجة و عقيدة بان بعد كل كبوة هناك امل جديد في مستقبل افضل لو نظر هذا الطفل علي انه فاشل امكانياته ضعيفة و اقتنع بكلام من هم حوله لتحطت حياته و لكنه نظر الي نفسه من الزاوية المشرقة انه انسان لديه ميزات خاصة يمكنه بقدرة تفكيره المبدع ان يكون الافضل و يتحدي كل مصمم و ينافس اكبر المصممين
دعوني اسئلكم سؤال او بالاحري كل منا يسأل نفسه و خصوصا الناس الذي يفترضون انهم فاشلين امكانياتهم ضعيفة
ماهي مميزاتي ؟ و هل نستطيع ان نكون الافضل ؟ هل نظر احدنا يوما الي المرٍِِآة ؟
بالتأكيد اخر مرة نظرتم فيها الي المرآة كانت اليوم صباحا ستقولون انكم وجدتم انفسكم اعلم هذا و لكن انا اقصد ماذا وجدتم فيها؟ ماذا رأيتم في انفسكم من ميزات؟
وبينما انتم مستغرقون في لذة كلامي معتبرين بحكمة احكامي سأكمل البقية
و بدأ هذا الشاب بالانتاج و تحويل افكاره الي واقع ملموس و حقق اول حلمه و بداية شهرته من تصميم طقم يحمل شعاره الذي اختار له اسم ( الخيالي ) و اعجب تجار السوق بهذه الموهبة الواعدة و منذ ذالك الوقت اثبت تفوقه و بدأ تكاثر الطلبات علي هذا التصميم الذي اثار ضجة كبيرة في السوق و حقق النجاح المرجو ليعد او ل تصميم حقيقي له و عمل هذا الشاب علي انتاج هذا التصميم و احسن صاحب المحل معاملته و اكرمه علي هذه الفكرة الناجحة و التصميم الرائع و ظل علي هذا الحال عشرين سنة من العمل المتواصل و الانتاج
اسمحولي لنقف هنا قليلا لاطلعكم علي سر ميزة رائعة اكتشفتها فيكم اريدكم ان تكتشفوها انتم ايضا في انفسكم ستسألون باستغراب و تعجب كيف عرفتي اننا نمتلك ميزة ؟ ستقولون ايضا بعد هذه التساؤلات كلام ليس صحيح اذهبي و اعملي علي القائها في مكان اخر ؟
اجيبكم فما دمتم تسألون عن ميزاتكم و تريدون معرفتها و مادمتم متابعين معي القصة فان ذالك يدل علي حياة قلوبكم و خير في نفوسكم و شعور الامل بعد ان كان بريقه في يوم من الايام قد غاب انتم تمتلكون ارادة صدقوني انكم تمتلكون ارادة غير طبيعية لقد عرفتم الان ميزاتكم والسؤال الاهم هو
ماذا نستطيع ان نفعل بميزاتنا ؟
نستطيع عمل الكثير و نكون اكثر من عاديين في خدماتنا للناس و للمجتمع
و استمر الشاب بالعمل حتي خطرت بباله ان يشارك في اختبار السنوي في مركز الصناعات التقليدية و اجتهد حتي حصل علي شهادة امتياز في هذه المهنة و لم يكتفي فقط بهذه الشهادة انما استطاع في تلك السنة ان يكون صاحب محل صغير و ركز علي هدف واحد وهو تحقيق النجاح المنشود لتصاميمه و بدأت احواله تستقر و بدأ في التطوير و انتاج و الابداع في تصميمه الذي يحمل اسم ( الخيالي ) و تحويل افكاره الي تصاميم مدهشة و بدأ يحتل مكانا لا بأس به في السوق و نمت مبيعات تصاميمه بشكل ملحوظ منذ العام الاول انما لم يكتفي بهذا فأستطاع ان يملك محلا اكبر بكثير بأحدث التجهيزات المستوردة مماسمح له بزيادة الانتاج و التطوير
و خلق نجاح الشاب الكثير من المنافسين لكنهم لم يتمكنوا من النجاح في مواجهة المنافسة معه في انتاج و احياء جميع المجوهرات التقليدية
و تعرض الي ازمة ادت الي تراجع مبيعاته في ظل الكساد الكبير وبدأ في تلك الفترة في تقليل الانتاج و لكن بعد انقضاء الازمة استعاد ريادته للسوق من جديد
حيث صنعت منه هذه التجربة مصمم موهوب و منافس قوي و مبدع و متألق يحمل لقب المبدع من خلال تصاميم متألقة و من اشهر المهراجانات التي شارك بها و تمت دعوته من ضمن رجال الاعمال مهرجان دبي الدولي

لكنه لم يشعر حتي الان انه قد حقق جميع طموحه و اجمل معزوفة سمعتها في حياتي قوله
( الطموح انطلق من خيال يا ابنتي و بدأ بفكرة صغيرة وواصل رحلته بهدف ثم انتهي بنجاح ) و من هذا القول وقفت لاقدم اليه تحية اكبارا و اجلالا و احتراما و تقديرا
و فعلا قد تأكد لي و استنتجت من كلامه عن حياته انه لم يتحقق شئ عظيم الا من خلال هؤلاء الذين تجرؤا علي الاعتقاد بأن هناك شئ ما بداخلهم يمكنه التفوق علي الظروف

و بناء علي رأي ابو حكيمة الكاتب :

لعمرك ماكان التعطل صائرا --- و لا كل شغل فيه للمرء منفعة
اذا كانت الارزاق في القرب --- و النوي عليك سواء فأغتنم لذة الدعة
و اذا ضقت فاصبر يفرج الله --- ما تري الارب ضيق في جوانبه سعة


و هكذا انتهت قصة هذا الشاب و شرد الصبح عن الليل فاتحضت سطوره البيض في الواحة السود و كل من صادفه في بداية حياته من الاهل و التجار و اصدقائه و المصممين لم يتوقعوا منه ان يحقق كل ما وصل اليه اليوم في حياته
فكل من زرع حصد و من مشي وصل و من طلب وجد و الطلب لا يحصل الا بالمجاهدة

و اخر كلمة اقولها : كل من في الوجود يطلب صيدا غير ان الشباك مختلفات



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:30 am


ربَّ أخ ...



د. آدم بمبا


عرفته بعد دقائق من وصولي إلى مكَّة المكرَّمة، دلَّني عليه أوَّل من لقيته من الطلبة الوافدين حين عرف أنني من جمهوريَّة رواندا. كانت الدَّقائق الأولى للقائنا شديدة الوطأة على نفسي؛ توجُّساً منه، كان يأسرني رغم حاجتي إليه في تلك اللَّحظة، حيث بشاشته في وجهي، واحتفاؤه بي. كانت أسئلته الكثيرة عن الصَّيحات العصبيَّة بين قبيلتَيْنا تزيد من وطأة الإحراج، فقد كان ينتمي إلى قبائل الهوتو وأنا أنتمي إلى الأقليَّة التوتسي.. قبيلتان قيل: إنَّهما عدوَّتان منذ الأزل! وكأنَّ ربّاً واحداً لم يخلقهما. ناوَلني شيئاً من الكعك ومن حليب بارد، قال: هيَّا لنبدأ بالبيت.
وفي الحرم كان هو مطوِّفي ودليلي في هذا المكان المفعم بالجلال، وفي المسعى بدا بقامته الفارعة وخطواته الواسعة كأنَّه في هرولة مستمرَّة بين الصَّفا والمروة، سبعة أشواط خضتها وأنا أعدو خلفه في سباق ماراثوني حقيقي.
وبعد عودتنا إلى السَّكن الجامعيِّ بالعزيزيَّة خلدت إلى نومة كأنها أطول من نومة أصحاب الكهف. استيقظت بعدها على روائح أطعمة مصفوفة وسط غرفته الصَّغيرة ومجموعة من الطَّلبة الذين أتوا لتهنئته بقدوم «أخيه الصَّغير». وعاتبه أحدهم:
- هيهْ! أكنت تخفي عنَّا قبول أخيك بالجامعة؟
- معذرة، لم تكن الأمور محسومةً تماماً هنا وهناك.
التفت إليَّ ساخراً، وقال:
- هاها.. إنه ولدٌ مهذَّب، أبشروا فلن تنزعوا منه كلمة واحدةً عن سوالف أخيه الأكبر.
ضحكاتٌ أتبعناها بالهجوم المكثَّف على كتيبة الطَّعام المصفوف، وعرفت فيما بعد أن من أسمائها: الكبسة، والدَّجاج المحمَّر، والزَّبادي، والشَّاورما، والكفتة، والزَّيتون.
ومنذ ذلك اليوم ومنذ السَّاعات الأولى لقدومي إلى مكَّة المكرَّمة؛ لم يشكَّ أحدٌ في أنني وكالوشا أخوان شقيقان قد ولدتنا وأرضعتنا وفطمتنا أمٌّ واحدة، وساعد في تصديق هذا الزَّعم ملامحُ وراثيَّة مشتركة بيننا من بشرة سمراء فاتحة، وقامة فارعة مثل شجر الباوبابْ الاستوائي، وعضلات مفتولة تشعرك بعمالقة في رفع الأثقال بما فيها الفيَلة الإفريقيَّة الضَّخمة.
وبعد تخرُّجه في علم الاقتصاد الإسلاميِّ عاد إلى الوطن ليتابع العمل في تجارة الماس والعاج. وهي مهنة ناجحة لدى أفراد عشيرته. وكان يستحثُّني على الإسراع بالتَّخرج واللِّحاق به في الأعمال. وبالفعل لحقت به بعد التَّخرُّج على استحياء برأسمال زهيد لا يغني شيئاً في تجارته الرَّائجة ذات رأس المال الكبير. وسرعان ما أثارتْ تلك العِشْرةُ والأخوَّة استغراب النَّاس وسخريّتهم. وكان بعضُهم يتأفَّفُ قائلاً:
- أمعقــول؟! سبحان الله شخصان: توتسيٌّ وهوتــوِيٌّ يتــآخيان ويجتــمعــان؟!
أما أفراد عشيرتي التوتسي وإخواني الأشقَّاء فكانوا يحذرونني منه: لا تأمن اثنين ما حييت: الدُّنيا والهوتو! مَثَلٌ قديمٌ كانوا يردِّدونه على مسامعي.

ومنذ الأيام الأولى من نشوب الحرب القبليَّة بين قبيلتَيْنا كان أخي قد أقنعني بعد جهد جهيد بضخِّ جميع رأسمال الشَّركة في شراء العاج والاحتفاظ به في مكان آمن.. قال: بهذا سوف نؤمِّن على أموالنا، فمن يدري لعلَّ العملة المحليَّة هذه تُلغى من التَّداول بفعل الحرب الطَّاحنة. وكان رأيي أن نحوِّل الأموال إلى بلد آخر؛ لاستثمارها هناك، لكن ذلك لم يكن في الحقيقة صائباً. وأخيراً لم يكن بدٌّ من الإذعان لرأيه.. كميَّة كبيرة من العاج اشتريناها بسعر زهيد وسط استغراب التُّجار ودهشتهم في وجه هذا الفنِّ الجديد من الجنون والخبل. وفي مخزن الشَّركة حفرنا - نحن الاثنين - حفرة، وأفرغنا في أرضيَّتها ترسانة من الإسمنت المسلَّح، وبنينا فيها جداراً من البلاط، وبإحكام وضعنا فيها صناديق العاج، وأقسَم لي أخي الأكبر أنَّه لا يعلم بهذا إلاَّ الله ونحن الاثنان.
- هكذا سنستخرج كنْزنا بعد الحرب إن شاء الله، دون أن نخسر شيئاً.. وحتماً سوف يزداد الطَّلب على العاج بعد الحرب!
قال ذلك وهو يربِّت على كتفي، ويلقي ببعض الأحجار فوق الحفرة، بعد أن ردمنا فوقها لإخفاء آثارها.
وفي الأيام الأولى من الحرب، والإبادة الجماعيَّة على قبيلة التوتسي؛ غَدَت دار أخي الأكبر مأوى ودار أمان للاَّجئين الفارِّين من الميليشيات المتهمِّجة، والقتَلة الوحشيِّين.. وفي ذات ليلة حين كانت طلقاتُ المدافع والبنادق الرَّشاشة تطنُّ في كلِّ اتِّجاه من العاصمة مثل طنين أسراب نحل، وصيحاتُ الاستغاثة تعلو على نباح الكلاب المسعورة؛ افترقنا شذرَ مذرَ دون وداع، ونجا كلُّ فرد بجلده، وانقطعت عنِّي أخباره زهاء سنتين، والحرب تأكل الأخضر واليابس. وبالفعل ظهرت حصافته وحنكته – لولا أنَّه أخي لقلتُ: شطارته - التِّجاريَّة، إذ لم يمضِ عام على نشوب الحرب حتى استولت الميليشيات على البنك المركزيِّ وكسَّروه ونهبوه؛ فسارع البنك الدولي إلى إلغاء الفرنك الرواندي الذي لم تعُد قيمتُه تعادل قيمة أوراق الشَّجر الجافَّة التي تملأ شوارع كيغالي.
وذات يوم وقع خبره على مفرق رأسي وقوع الصَّاعقة، شابٌّ من فلول الميليشيات من عشيرتي أكَّد لي أنَّه رأى أخي الأكبر في العاصمة منذ أشهر في سيارة جيب بصحبة مجموعة من الجنود عند مستودَع شركتنا! تُرى.. لماذا عاد إلى كيغالي وكلُّ حيٍّ فيها محكوم عليه بالموت؟ فهل عاد أخي الأكبر ليستخرج الكنْز؟ أيظنُّ أنني مقتول؟ أقبضت عليه الميليشيات فدلَّهم على الكنز؟ كانت الوساوس والظُّنون تساورني كلَّ ليلة، وخيبة أملي تتضخَّم يوماً بعد يوم، خاصَّة أنني كنت قد أنفقت الفلس الأخير في جيبي منذ زمن طويل، وعلى عاتقي عيالي في هذا المهجر الفقير حيث لا وجود لما يسمَّى «عمل» أو حتى شبه عمل، بل كان نصف المواطنين في هذا البلد قد انقلبوا «لاجئين» مثلنا، وأصبحوا مثل كبار الموظفين الحكوميِّين يأخذون نصيب الأسد من المعونات الغذائيَّة التي توزعها علينا منظمة اللاَّجئين.. كان المثل الشّعبي يجلجل في أذني: «لا تأمن اثنين ما حييت: الدُّنيا والهوتو!»

ويوم عدتُ إلى كيغالي بُعَيد الحرب، وقبل أن يعرف أقاربي القلائلُ بعودتي، وقبل أن أشرع في إخلاء داري من جيوش الأعشاب، وكتائب السّحالي والحشرات التي بدتْ كأنَّها كانت تستعجل مغادرة أهل المدينة؛ لتحتلَّها احتلالاً مؤبَّداً، وتتكاثر فيها بسرعة مذهلة في انفجار سكانيٍّ تعوِّض به خسارة مئات الآلاف من الأرواح التي حصدتها أيدي الميليشيات المتوحِّشة. وقبل كلِّ شيء كان لا بدَّ لي من جولة استكشاف عاجلة لمستودع شركتنا. وحين وصلتُ إلى المستودَع كنتُ أحمل عصاً يعلم الله أنَّني لم أقصد أن أتَّكئ عليها، ولكن لأصارع بها الأعشاب الطَّويلة، وما قد يوجد بالمكان من سلالات الأفاعي في ضخامة «أناكُونْدات» أدغال الأمازون، وسحالي «الكومُودو» العملاقة. وبعد أن نجحتُ في اختراق الحوش المحيط بالمستودع إلى عمقه؛ فوجئتُ بمنظر مروِّع: بقايا عظام هيكليَّة آدميَّة وعدَّة جماجم هنا وهناك. لا شكَّ أن القتلة الوحشيِّين أقاموا هنا مهرجان جزارة مُروِّعاً.. سواطير متصدِّئة، وقِطع فولاذيَّة حادَّة غليظة مرميَّة بالمكان تشهد ببشاعة ذلك المهرجان الآثم.. كان المِعْوَل والرَّفش والمحراث التي استخدمناها في الحفر موجودةً أيض اً.. تُرى أستخدمها القَتَلة الجزَّارون في جريمتهم؟! وخلال دقائق كان الهلعُ قد أنساني ما جئتُ من أجله، وحين تخلَّصتُ من إسار هذا المشهد الجنونيِّ؛ وقع بصري على الردم الذي غطينا به الكنْز المدفون، وقد أصبح كومةَ تراب نبت فوقها العشب.. ثم درت دوْرَة حول كومة التُّراب تيقَّنتُ بها أنَّ الكنْز ما زال تحتها، وفجأةً انتابني شعورٌ عنيف بالخجل. تُرى إذا ما باغتني أخي الأكبر الآن في هذا المكان فماذا أنا قائلٌ له؟ كيف جئتُ إلى هذا المكان قبل ذهابي إلى دار أخي؛ لتفقُّد أحواله والاطمئنان عليه؟ يا لها من خيانة عظمى لرباط الأخوَّة الذي يجمعنا! تسـلَّلتُ بخفَّة من المكان وكأنَّني غريبٌ دخيلٌ أحذر أن يراني أحدٌ متلبِّساً بجريمة اقتحام موقع محظور.
لم أكدْ أتخطَّى عتبةَ دار أخي الأكبر حتى فوجئتُ بزوجتي وقد سبقتني إلى هذه الدَّار، وهي في بكاء حارٍّ، وقد تحلَّق بها عددٌ قليل من نساء الحيِّ النَّحيلات. كانت زوجةُ أخي الأكبر تواسي زوجتي.. يا إلهي! ما هذا الحِداد المفاجئ؟! عجزت ساقاي عن تحمُّلي حين سمعتُ بالنَّبأ الفاجع.. هويتُ جالساً على كومة طوب وأنا أسترجع.. لقد مات أخي مقتولاً! كان قد عاد فجأةً إلى كيغالي لأمر عاجل تاركاً رسالةً لزوجته، وأخرى لي. واثنان من أطفاله الثَّلاثة توفُّوا بعده بالكوليرا التي تبيضُ وتصفر حرَّةً طليقةً بمعسكرات اللاَّجئين.
وبيد مرتعشة قرأتُ رسالته إليَّ، وكان فيها:
«أخي الأصغر! أكتب إليك هذه الكلمات، ولكن رجائي أن لا تتهيَّأ الظُّروف حتى تقرأها.. أرجو أن يجمع الله بيننا، وأن تضع هذه الحرب الوحشيَّة أوزارها عاجلاً. إنَّني الآن في طريقي إلى كيغالي؛ لإصلاح خطأ جسيم لم نفطِن له: لا بدَّ من عمل فتحة خفيَّة للحفرة تنفذ منها الحرارة، وإلاَّ فإنَّ الحرارة سوف «تحرق» العاج، ويصفرُّ لونه في غضون أشهر.. سأجعل أنبوباً خفيّاً في جدار. وقد جزمتُ لزوجتي ألاَّ تفتح هذه الرِّسالة تحت أيِّ مبرِّر إلا إذا أيقنت أننا - نحن الاثنين - قد فارقنا الحياة. أخي الأصغر! كم أنا مشتاقٌ إليك!».



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:32 am

ولدي كم طال انتظاري



كرم صفر مبارك


إهداء إلى كل محروم من نعمة الولد
إلى كل من اشتاقت نفسه إلى كلمة بابا أ و ماما
إلى أصحاب دموع الليالي وآهات تهز الجبالِ
أهدي لكم هذه القصة الواقعية التي لازمت أحداثها بنفسي لمدة اثنتي عشر سنة
فلعلها تخفف عن وطأة ما تعانون
بل ربما ترسم لكم الأمل من جديد

أخوكم ومحبكم / كرم مبارك



--------------------------------------------------------------------------------


ولدي كم طال انتظاري


كانت دموعي تشق طريقها كالعادة في شقوق اعتادت عليها وعرفت مجراها على وجنتي ، وأنا مستلق على ظهري فوق سريري الحديدي في مساء يوم إجازة عن العمل المدرسي الشاق وحيداً بين جدران غرفة صغيرة في هذا البلد العربي الذي أعمل فيه بعيداً عن زوجتي وأهلي وأحبابي ..


آه كم أطلت النظر إلى هذا السقف المشقوق فوقي فبرغم الضوء الخافت إلا أني مازلت أرى بوضوح الشقوق التي حفظت مجراها والتي يتخللها قشرات لأصباغ قديمة تتساقط بين حين وآخر على سريري أما الجدران فمصبوغة بألوان الطيف المتداخلة مع بعضها وقد بدأ الملح يزحف إليها بفعل الرطوبة الدائمة حتى أصبح منظره مشمئزاً منفراً ..!!

ولكن ماذا أفعل فهكذا هي حياة العزّاب ..

فمنذ أن رجعت زوجتي إلى وطني قبل سنوات بأمر من الطبيب لكي تكون قريبة إلى تحقيق الأمل المنشود الذي يبدو أنه لن يأتي ، أصبحت وحيداً في هذه الغرفة الوحيدة الكئيبة في هذه العمارة المتهالكة بعد أن تركت الشقة التي كنا نعيش فيها وانتقلت إلى أفقر حي في هذه المدينة

وها أنا أزورهم في كل إجازة صيف ، في زيارة لا أتمناها بل أفضل الغربة عنها !!

كعادتي أنا مستلق على سريري والنوم يأبى إلا أن يعاندني ويجافي عيوني ، ونفس التساؤل يراودني ؟

هل من الممكن أن أرزق بمولود بعد خمسة عشر سنة من الزواج ؟!
وخاصة أن زوجتي تعدت الأربعين سنة وكادت أن تلامس سن اليأس في الإنجاب
أنه هاجس يطاردني ليل نهار ككابوس جاثم على صدري

استبدلت وضعية نومي عل وعسى أن يذهب عني هذا الكابوس ولكن هيهات ، فمن يعرفني يعرف أنه لم ينفك عني منذ السنة الثانية للزواج عندما تسلل هذا الهاجس إلى داخلي بعدما تزوج أخوتي وأصدقائي من بعد ثم أنجبوا

وهكذا تزوج أمة من القوم وأنجبوا أما أنا فقد كان مجرد عطف الناس علي وأسئلتهم المتكررة تقتلني عدة مرات قبل أن أعود إلى الحياة ثانية كجثة متحركة لا تمتلك من هذه الحياة سوى قلباً مازال فيه جبال من الأمل والرجاء
وقدمان تحملان هذه الجثة لتذهبان بها إلى العمل أو إلى المسجد ثم تعود
وعينان تزيدان من بؤسي عندما أنظر إلى الصغار يلعبون هنا وهناك وأسمع صرخاتهم وكأنها أعذب الألحان وأطربها ، ولكم تمنيت هذه الصرخات في بيتي تفسد علي هدوئي القاتل وتصم أذني اللتين لم تسمع إلى الآن كلمة " أبي "

لم تكن زوجتي المسكينة بأقل حالاً مني ولكن عزاءها أنها مازالت بين الأهل والأحباب في بلدنا يخففون عنها ألمها ويجبرون مصابها وخاصة إن آمالنا قبل أكثر من سنة قد لامست السحب بعد أن بُلِّغْنا إنها حامل ، ثم بعد أشهر تحطمت هذه الآمال وانكسرت على جبال اليأس فقد كان حملاً كاذباً !
هكذا يقال !!

حتى الحمل يكذب ؟!!
أتراه يسخر من جراحنا ؟!!
أم تراه يتلذذ بآهات البؤساء ودموعهم ؟!

كنا قد تكيفنا مع مصيبتنا لفترة من الوقت وغضّينا الطرف عن الإنجاب فقد أصبح بعيد المنال
وسكت الناس عنا ورفعنا الراية البيضاء ورضينا بالقدر

ولكن هذا الحمل الكاذب جدد الأوجاع ونكّل في الجروح وفتح المواجع ، حتى أصبحت هذه المآسي هاجساً يومياً مريعاً ...

تقتلني الوحدة هنا مع إنني من اختارها ، فقد كانت أعين الأهل والجيران والأصدقاء كأنها سهام تدخل في جسدي لتنتزع روحي ، ومن ثم تحولت النظرات إلى الهمز والغمز واللمز
فآثرتُ الهروب طلباً لراحة الجسد وأمان الألسن والنظرات وكذلك طلباً للمال الذي به يتجدد أمل الإنجاب وتفتح به أبواباً في مستشفيات في بلدي كانت مسدودة علينا نحن الفقراء ، فإذا بي أواجه عدواً جديداً وقاتلاً شرساً بطيئاً آخر يسمى " الوحدة "

حتى بت – أستغفر الله - أخشى سماع الآية " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " أمام الناس ، لأنني بكل بساطة كنت أنهار وتسبقني العبرات وأفقد رباطة جأشي مع إنني دائماً أحاول أن أبدو قوياً راضياً بقدر الله تعالى غير مهتماً إلا بما قدره الله لي

هكذا كنت أمام الناس وهكذا كنت أوحي لهم وبهذا كنت أتمتم ، مع إنني في داخلي عكس ذلك تماماً

كانت كل قطعة في داخلي تبكي بل وتصرخ وتتساءل : أيأتي صباح يحمل إليّ خبراً سعيداً ؟!
أم سيأتي مساءٌ يحمل لي أمل جميلاً ؟؟

وكانت كأنها تجيب نفسها : بعد خمسة عشر سنة ألا تمل أو تكل يا رجل !!
انس يا محمود فليس لك نصيب في الذرية أبداً
كتب عليك أن تموت هكذا وينتهي أثرك
كتب عليك أن تعلم الأطفال وتحنو عليهم وتلاطفهم ولكن دون أن تسمع كلمة " بابا " !

ولم أنت قاسية في إجاباتك أيتها النفس ؟
تلطفي بي ، قولي شيئاً يسعدني أو اسكتي على الأقل !!
أو قولي لي اصبر وتجلد ولا تفقد الأمل
أو قولي انتظر فرج الله فإن عطاءه لا ولن ينقطع
قولي لي ما أجمل الصبر وما أجمل الثقة بالله العلي العظيم !

كانت اللحظات شبه السعيدة الوحيدة هي عندما تهاتفني زوجتي أو أهاتفها ولا نتطرق فيها إلى هذه القضية ..

كان الاتفاق بيننا ألا نتطرق إلى هذا الموضوع بتاتاً ، لأنها حتماً ستنتهي إلى البكاء وعدم إكمال الحديث

فكم كانت - أم أحمد - هكذا كنت أناديها منذ بداية زواجنا ولم أكن أدري أن أحمد لن يأتي - تحمل لي الأمل دائماً في مكالماتها

تارة تقول لي : لقد زار بلدنا طبيب عالمي وبشرني أن الحمل قريب

وتارة تقول : لقد رأت فلانة رؤيا وفسرها فلان على إننا سنرزق بمولود !

وتارة تقول : لقد قرأت في مجلة متخصصة أنهم وجدوا علاجاً للعقم وتأخر الإنجاب

كم كنت أتعذب وأنا أسمعها وهي تخفف عني وتريد إدخال السرور إلى نفسي في حين إني أعلم يقيناً إنها داخلياً منهارة أكثر مني وبمجرد أن تغلق الهاتف دوني ستنفجر في البكاء

كم أنت عظيمة يا أم أحمد ،تخففين عني في حين أنا من يجب أن يخفف عنك !
وتحملين همي وهمك معاً

لذا اتفقنا ألا نتطرق إلى هذا الحديث مطلقاً
ولكن هيهات فكل آمالنا وآلامنا تجمعت عند هذه النقطة
حتى صمتنا للحظات يوحي إنه صمت النداء ، نداء الفطرة ، فطرة حب الولد والذرية
ولكننا كنا كأننا نهرب من الجحيم إلى الجحيم

لم نترك طبيباً ، ولا حكيماً ، ولا راقياً ، ولا وسيلة تمكننا من الذرية إلا وطرقناها
ذهبت إلى العمرة ثم إلى الحج وهناك بكيت بكاءً مراً
كل كان يدعو غفران الذنوب إلا أنا كان دعائي مختلفاً

لو كانت أصوات النفوس تُسْمَع لبكي لدعائي كل الذاكرين و الطائفين
ولو كانت دعوات القلوب تفوح لغمرت رائحة حزني جميع الساجدين والراكعين ...

وهنا انتبهت وأنا على سريري فقد أخذتني الأحزان بعيداً
انتبهت وأنا أكثر عزيمة على ألا أترك لليأس سبيلاً عليّ يتحكم بي كيفما شاء

لك وحدك إلهي ألجأ ، نعم لك وحدك يا إلهي يجب أن أتجه بعد أن استنفذت جميع السبل
أنت الرجاء وإليك الملتجأ

قمت وتوضأت حاملاً في نفسي قوة عجيبة من الأمل وقلبي ينبض بشدة وكأني أسمع تلك النبضات تقول " لك وحدك إلهي "

لك وحدك إلهي ، ذاك كان دعائي يوم طفت بالبيت
كان تسليماً تاماً إني قد فوضت أمري إليك يا ربي بعد أن استنفذت جميع الأسباب فخذ بيدي يا رب

سجدت وأطلت في السجود ...
لك وحدك يا من تعلم سرى و علانيتي يا من تعلم كربي و همي
لك وحدك دعائي لك وحدك توسلاتي لك وحدك مناجاتي

إلهـــــــي و خالقي وخالق كل الكون لك الحمد و المجد و الكبرياء
إلهــــــي يا من أرجوك في السر والعلن و يا من أجاب نوحًا في قومه ، و نصر إبراهيم على أعدائه ، و رد يوسف إلى يعقوب ، وكشف ضرَّ أيوب ، يا من أجاب دعوةَ زكريا ، و قبل تسبيحَ يونس لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين ..

اللهم من اعتز بك فلن يذل، ومن اهتدى بك فلن يضل، ومن استكثر بك فلن يقل، ومن استقوى بك فلن يضعف، ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل، ومن استعان بك فلن يغلب، ومن توكل عليك فلن يخيب، ومن جعلك ملاذه فلن يضيع، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم

اللهم أسألك ذرية صالحة وولداً تقر به عيني ، اللهم لقد طال انتظاري له فما أجمل عطاؤك ، وإني لعطائك منتظر ، فهل من عطاء يفرح عبدك الضعيف ويدخل السرور في قلبه والحبور في نفسه .............

دعوت ليلتها كأنني لم أدعو قط

وبين الدعاء والركوع والسجود والدموع نمت وأنا على سجادتي وبحالتي تلك

ولم أستيقظ إلا على جرس الباب
فتحت عيني يا إلهي الصباح قد انبلج والشمس في كبد السماء ويبدو إنني تأخرت عن حافلة المدرسة وأحد الزملاء جاء ليوقظني

فتحت الباب ويا لها من مفاجأة !! لم تكن في الحسبان

إنها أم أحمد زوجتي تحمل طفلاً جميلاً يبتسم

ذهلت من هول المفاجأة وانخرس لساني للحظات وأنا غير مصدق ما أرى

ما هذه المفاجأة يا أم أحمد ؟!! كيف وصلت إلى هنا ومن هذا الطفل ؟!!

قلتها بكل دهشة وأنا أنظر للطفل الجميل

- إنه أحمد يا محمود لقد أصبحت أباً أخيراً ، خذه يا محمود احضنه وقبله ......

مددت يدي لآخذه إلى حضني فإذا صوت جرس الهاتف يرتفع عالياً

وتختفي أم أحمد مع الطفل !

آه لقد كنت أحلم وأنا نائم على سجادتي ويا له من حلم جميل

لقد قطع علي الجرس هذا الحلم الجميل وهذه الرؤيا السعيدة

أسرعت إلى الهاتف ولكنه سكت
يبدو أنه أحد الزملاء ، فقد تأخرت عن المدرسة
ثم رن ثانية
نظرت إلى الرقم إنها أم أحمد زوجتي
خير؟ فليس من عادتها أن تتصل في هذا الوقت المبكر إلا لأمر هام!

قلقت بشدة وتسارعت دقات قلبي وأنا أرد

- السلام عليكم ، نعم يا أم أحمد ؟؟!!
- وعليكم السلام وصباح السرور والأفراح وخبر سعيد يا حبيبي

لقد كان صوتها مشبوباً بفرح غامر مما خفف عني ذلك القلق الذي اجتاحني فجأة ..

- أراكِ سعيدة خير يا أم أحمد
- كم ستعطيني إن قلت لك إني حامل حامل حامل يا محود

- حامل ؟! أم كالعادة حمل كاذب ؟!
- أنا في المستشفى يا حبيبي الآن ، حجزتني الطبيبة أمس الظهر، أشعر إن الأمر ليس كالعادة ، أنا أشعر به في داخلي يا محمود ، لم أستطع النوم طوال الليل حتى أخبرك ولم أشأ الاتصال بك ليلاً لعلمي إنك تنام مبكراً

- لقد سئمت من هذا يا أم أحمد ، في كل مرة يحجزونك لشهور ثم لا يكون إلا الألم والبؤس
عموماً إن خرج إلى الحياة فأخبريني لأعطيك ما تطلبين وقبلها أرجوك لا تقطعين قلبي وقلبك كالعادة

قلتها بيأس وحزن وأغلقت الهاتف والدموع تتساقط من عيني فدخلت إلى دورة المياه لأتوضأ وأصلي الفجر فقد ارتفعت الشمس و تأخرت عن العمل .

كنت في قرارة نفسي أتمنى أن يكون ما تقوله أم أحمد صحيحاً
ولكن خلال هذه السنوات الخمسة عشر كم وكم دخلت المستشفى !
وكم وكم قيل لها إنها حامل ومن بعدها كان العذاب والتعذيب !

ولم أعد أصدق الأطباء وما يقولون ، وأكثر ما كان يقطع قلبي أن تتصل بي أم أحمد بعد فترة لتقول لي إن الأمر انتهى وإنها عادت إلى المنزل خائبة بعد أن دفعنا الأموال الكثيرة وبذلت الوقت والجهد والصحة ...

لم تعد أم أحمد تلك المرأة التي تشع فرحة ودلالاً ، لم تعد بتلك النضارة والحيوية ، بل ذبلت كشجرة خضراء أسقطت أوراقها ثم أصبحت بعد مدة صفراء شاحبة

ولم يكن يصّبرها إلا إيمانها بالله و حبي الجارف لها ، ومع ذلك فقد كانت تحثني على الزواج مرة ثانية لعلي أرزق بمولود لي ولها وكنت أمازحها وأقول : أنا موافق سأتزوج عندما تنجبين
فترد : إذًا لن أنجب أبداً ...

كان يوماً جميلاً عندما استدعاني مدير مدرستي إلى مكتبه
كان من عادته إنه كان يتعاهدني بين حين وآخر بالسؤال عن أحوالي
فبرغم مشاغله الكثيرة ومسؤلياته الكبيرة إلا أنه كان لا ينساني
كان متعاطفاً معي جداً

عن نفسي كنت أحبه جداً واحترمه كل احترام لأنه وبكل اختصار " إنسان " بمعنى الكلمة

فبرغم حزمه وقوة شخصيته إلا أن طبيعته كانت سمحة طيبة ، يسأل عن الصغير والكبير ويقف بجانبهم في محنهم ويتلمس همومهم ، لم تكن علاقته مع الجميع علاقة إدارية فقط بل بجانب هذا كانت علاقة إنسانية من الدرجة الأولى
فبرغم إنني أكبر منه سناً كنا نشعر أمامه إننا أبناءه

كنت وبكل صراحة كلما أخرج من عنده أخرج بأمل جديد وقوة معنوية عالية تضل معي لفترة طويلة
بادرني مبتسماً :
- أستاذ محمود ستكون أباً قريباً إن شاء الله ، فإحساسي لا يخب
- أستاذي دائماً تشجعني وأنا أقدر لك هذه الروح الطيبة ، ولا أنسى ذلك اليوم الذي أخبرتني عن صديقك الذي أنجب بعد 7 سنوات كاملة

ولا عن الآخر الذي أنجب أيضاً بعد سنين وكيف إنك أرجعت إلى الأمل بهذه القصص الواقعية وجعلتني وزوجتي نعيد حساباتنا ثانية بعد أن كدنا أن نقتنع إن الأمر وصل إلى طريق مسدود وخاصة لما وصلنا إلى هذا العمر
- ولهذا استدعيتك يا عزيزي

أتتذكر سائق الحافلة الأردني الذي كان يعمل هنا ثم ترك العمل بعد فترة ، ربما لا تتذكره ولكنه أكبر منك عمراً وزوجته أكبر من زوجتك
- نعم ماذا حصل له ؟
- جاءني بالأمس يحمل سلة حلاوة ويكاد يطير فرحاً وأخذني بالأحضان طويلاً ، لقد أنجبت زوجته بعد 16 عاماً وسماها فاطمة
آه لو تقرأ الفرحة في عينيه يا محمود ، لقد أبلغته قصتك ، فقال : بلغه إن الله على كل شيء قدير
- بعد ستة عشر عاماً ؟!
- نعم بعد ستة عشر عاماً

- والله يا أستاذي لقد فتحت لي باب الأمل واسعاً بحديثك هذا بعد أن ضاق شيئاً فشيء
لقد أعدت إليّ روحي المشتتة في داخلي ، واستجمعت ابتسامتي المبعثرة في فمي ، واحتويت قلبي الممزق في أحشائي
نعم إن الله على كل شيء قدير

لم أستطع التغلب على قطرات الدموع التي كانت تتقاطر من عيني ولم أستطع النظر إلى عينيه السعيدتين لفرحتي

استأذنت سريعاً بإشارة من يدي فقد كدت أن أنفجر بكاءً في وجهه ،
وخرجت سريعاً وانزويت في زاوية بعيداً عن الأعين ولم أستطع المقاومة فقد غلبتني الدموع واهتز جسمي وانفجرت في البكاء طويلاً وكأني لم أبك من قبل !
ولكنها دموع لها طعم آخر إنها دموع عودة الأمل من جديد.....

ها أنا أعود إلى هذا المنزل الكئيب ولكن بأمل جديد
هل أخبر أم أحمد الرؤيا التي رأيتها هذا الصباح ؟ وهل أسعدها بما أخبرني عنه مديري ؟
أتذكر كم أسعدها خبر ذلك الرجل الذي أنجبت زوجته بعد سبع سنوات ، وكيف رسمنا يومها آمالاً كالجبال
لا أدري هل أخبرها الآن أم أخبرها في الصيف عندما ألتقي بها هناك في بلدي ، فعلى الأقل عندي ما أحمله لها من الأخبار السعيدة

آه تذكرت أنها في المستشفى الآن ، إذاً فلأخبرها عندما ترجع من المستشفى محطمة كالعادة من حملها الكاذب ، فساعتها من المناسب أن أخفف عنها بمثل هذه الأخبار

مرت الشهور كعادتها مملة فلا أنا مرتاح هنا ولا أنا سعيد بقرب الإجازة الصيفية
فالعودة إلى الوطن ليس لها ميزة ممتعة بالنسبة لي ولكني أؤديها كواجب حتمي ومع ذلك فقد قررت ألا أسافر هذه السنة ، فأم أحمد خرجت من المستشفى بعد سبعة أشهر من العناء وعادت إلى البيت دون ظهور تباشير أمل في الأفق ، والآن كما تقول تراجع كل أسبوعين ولكنني لا أجد في حديثها حماساً بل أشعر كأنها تخفي عني أمراً

وهذا الأمر أنا أعرفه جيداً المسكينة تحاول التخفيف عني ولا تريد مواجهتي وإخباري أن الحمل فشل مرة أخرى لعلمها إني مشغول هذه الأيام في الاختبارات النهائية للطلاب ولا تريد أن تزيد همي همًا آخر
لذا كانت تتجنب الحديث عن أمر الإنجاب أو الحمل وكنت أفضّل هذا ، لذا فعدم النزول إلى البلد هذه السنة قرار صائب بالنسبة لي لأنها ستكون مأساوية ولكن لن أخبرها إلا عندما تقترب الإجازة وأضعها أمام أمر الواقع .

كنت في الصف الدراسي عندما اهتز هاتفي في جيبي فلم اعره اهتماماً ، حيث أنه لم يبق من وقت الحصة إلا القليل ، وكنت جالساً أقضي هذا الوقت في الحديث الودي مع طلابي الصغار ، ولم تكن من عادتي أن أرد على الهاتف في الصف مطلقاً
ولكن الهاتف عاود الاهتزاز ثانية ثم ثالثة فرابعة فنظرت إلى الرقم فإذا هو رقم زوجتي أم احمد !!
لم يكن تلك من عاداتها ، فهي تعلم إنني الآن في الحصة الدراسية وتحفظ أوقات راحتي وعملي ولكن هذا الإلحاح من الهاتف يقلق جداً ، هل حصل شيء لأحد من أهلي
بدأ القلق يتسرب إلى قلبي ...!
جاءت رسالة سريعة منها ، قرأتها " أرجوك رد على الهاتف ضروري "
ثم بعدها مباشرة اهتز الهاتف ولا شعورياً رددت وقلبي قلق جداً
- السلام عليكم
- محمود ... قالتها أم أحمد وهي تصرخ
وكأن قلبي سقط في بطني لدى سماعي صرختها فقد كنت أتوقع أمراً سيئاً
أعادت الصراخ ثانية وأنا أسمع ضجيجاً حولها وأصوات عالية كثيرة لذا لم يكن صوتها واضحاً وهي تقول :
- محمود حبيبي أحمد وصل !

- ماذا تقولين لم أسمعك جيداً ... أي أحمد ؟!
- أحمد ابنك وصل والله وصل ، وها هو في حضني
- أحمد ابني ، أي ابن ؟!! لا تمزحين معي يا أم أحمد !!
- صدقني والله لا أمزح ... خذ تكلم مع أختك سلمى
- نعم يا محمود ، الله رزقك ولداً هذا الصباح .... قالتها سلمى وهي تبكي سعادة
- سلمى ، أخشى أن أكون في حلم ، ماذا تقولين قوليها ثانية
- أنت لا تحلم يا أخي بل هي الحقيقة ، زوجتك رزقت بولد هذا الصباح ، لقد أصبحت أباً يا أخي أخيراً
- أباً ، أنا ؟!! بعد خمسة عشر سنة ؟!!

لم أشعر إلا وأنا أهوي على الأرض ساجداً حمداً وشكراً لله رب العالمين
ولم انتبه أن الطلاب يراقبون ويسمعون ما يجري من الحديث فجلست على الكرسي لا تحملني قدماي
كان قلبي يدق بشدة ، و الدموع تغمر عينيّ ولكنها لم تسقط بعد ، حاولت أن أتماسك أمام طلابي وغطيت وجهي بيديّ لكي لا يروا دموعي
ولكن سؤال أحد طلابي كان قاصمة ظهر ، حين قال :
- أأنت تبكي يا أستاذ ؟!!

حينها لم أستطع أن أتمالك نفسي فانفجرت في بكاء ونشيج متواصل وجسدي كله يهتز كأنه يتراقص مع قطرات الدموع التي تنزل على شاربي ولحيتي

ثم خرجت إلى ساحة المدرسة أركض كالمجنون أحضن كل من يقابلني وأنا أصرخ لقد أصبحت أباً لقد أصبحت أباً ......

" تمت "


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:34 am

وهكذا دخل الإيمان قلبَه



الدكتور عثمان قدري مكانسي


درس وأخوه في حلب كل مراحل الدراسة : الابتدائية والإعدادية والثانوية . وقرر أبوهما أن يرسلهما إلى الولايات المتحدة يكملان هناك تعليمهما . وسافرا إلى ولاية نيوجيرسي ، فالتحقا بإحدى جامعاتها .
كان هذا أوائل عام ألفين وواحد قبل أن يسقط البرجان الضخمان في نيويورك بعد تسعة أشهر من إقامتهما هناك بعيدين عن مسرح الحدث خمسين كيلاً فقط .
سافرت إلى نيوجيرسي في زيارة تعليمية إلى مدارس الجالية العربية الإسلامية مطّلعاً على مناهج اللغة العربية والإسلامية ، في الشهر الثالث من السنة نفسها ومكثت هناك شهرين ، فتعرفت على المسلمين في مساجدهم ومنتدياتهم ، وزرت مدناً عدة منها " ديترويت " في الشمال ، و" شمال كارولينا وجنوبها " وكان لي لقاءات طيبة بالإخوة المسلمين هناك ووعدتهم أن أعود بإذن الله تعالى إليهم مقيماً بينهم سنوات عدة . فلما ذهبت إليهم ثانية كان غيابي عن نيوجيرسي قد مضى عليه عشرة أشهر كاملة .
اختلف الأمر بين الزيارتين ، فقد كان المسلمون هناك مرتاحين ، لهم مع الإدارة الأمريكية الجديدة صلة طيبة ، فقد منحوا – إذ ذاك – أصواتهم للحزب الجمهوري ، وتوطدت علاقتهم بـ " ديك تشيني – نائب الرئيس . إلا أن الزيارة الثانية كانت بعد انهدام البرجين الذي أدى إلى انهدام العلاقة مع الإدارة والمتشنجين من النصارى المتهوّدين الذين هاجموا عشرات المساجد بعد الحادثة ، وأحرقوا بعضها .
وعلى الرغم من هذا الضيق الواضح والحصار الملموس الواقع على المسلمين ، كان عدد الذين أسلم من الأمريكان سنة اثنين وألفين للميلاد أربعة أضعاف من أسلم السنة السابقة . فقد تعرف كثير منهم على الدين العظيم فانقلبوا – بحمد الله - إليه لا عليه وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال " ليبلُغنّ هذا الدين ما بلغ الليلُ والنهار بعز عزيز أو بذل ذليل" والبلوغ غير الوصول ، فالبلوغ تمازج واختلاط وتوطّن ، وهذا قدر الله في نشر دينه الثابت المكين ، رضيَ من رضيَ وأبى مَن أبى .
كان هذان الشابان الحلبيّان من نصارى حلب ، درسا في مدارسها ومعاهدها ، وكانا قريبين جسماً من زملائهم المسلمين بعيدين عنهم روحاً وهدفاً بُعدَ المشرق عن المغرب ، فلما تركا سورية شعرا بالراحة حين انتقلا إلى بلد نصراني متقدّم !.
جاء زملاؤهما في الكلية – بعد الحادثة – يسألانهما عن الإسلام وعقائده وشرائعه وعادات أهله ، فاعتذرا عن الإجابة لأنهما لا يعرفان شيئاً عن كل ما سُئلا عنه . فتعجب زملاؤهم قائلين :
ألستما عربيين ؟
قالا: بلى .
ألستما مسلمين ، فكيف تجهلان دينكما؟!
ردّا : إننا مسيحيّان مثلكم .
قيل لهما : أفي بلاد العرب نصارى؟
قالا: هم كثيرون وحاضرون في كل مدينة وبلدة وقرية .
قيل لهما : لا بد أن تكونا على علم بالإسلام لأنكما تعيشان بين المسلمين وتتكلمان لغتهم .
قالا : لكننا لم نختلط بهم ، ولم نأنس إليهم . .............
وعلى الرغم من ذلك الوضوح في الجواب كلفوهما أن يزورا المركز الإسلامي في مدينة " باترسون " يحملان تساؤلات طلاب الجامعة المتشوقين لمعرفة الكثير عن الإسلام فيعودا بالأجوبة الشافية .
تكررهذا مرات عديدة ، أسئلة تُطرح ، وأجابات تُكتب يحملانها في جعبتهما إلى الزملاء ، فتُناقش .
بدأت أفكار وتساؤلات تتفاعل في رأس الكبير فيهما ، فيجلس في غرفة الإمام يناقشه ويحاور القائمين على أمور المركز الإسلامي ، وكان قلبه يتفتح كالبرعم الصغير تحت قطرات ندى الإيمان وشمس الإسلام ، إلى أن نطق أمامهم بكلمة التوحيد وشهادة الحق .
التقيته بعد أن أسلم ، فكان لي معه جولات إيمانية اقتبستها منه ، نعم أقول : اقتبستها من فيوضاته النقية وطهارته الصافية . ألم يقل الفاروق رضي الله عنه " خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقه"؟ إنه ذاق حلاوة الإيمان بعد أن كان غارقاً في وحل الكفر والشرك . وامتلأ قلبه نوراً بعد أن كان الظلام ساكنه . فهو أشدّ تذوّقاً وأثبت إيماناً من الكثرة الكاثرة التي توارثت الإيمان أباً عن جد .
كان ملاكاً في حلّة إنسانية ، يا سبحان الله ... اللهم ثبته على كلمة الإيمان والتوحيد .
وسألته : ماذا فعل أخوك؟
قال : هو على درب الإيمان قادم ، أيام قليلة ، وظني أنه يُسلم . ... وهكذا كان ، وصدق ظنه بأخيه .
قلت : ما ترغب أن تحققه الآن ؟
قال : أخ في الله درس معي في الثانوية السنة الماضية ، كنت أكرهه لصدق إيمانه ونور وجهه أتمنى الآن أن أعود لأخبره أنني أسلمت ، وأنني أحبه في الله .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:37 am

ميمونة يفاجئها الموت قبل أن تختم كتابة وصيتها !



موقع لجينيات


عثر ذوي الشيخ عبد العزيز الوهيبي رحمه الله في سيارته على ورقة كتبتها ابنته ميمونة رحمها الله وصية لها وكأنها أحست بدنو أجلها فبادرت لكتابة وصيتها وطلب العفو والسماح من والديها لكن القدر سبقها فلم تستطع إكمالها ! نسأل الله لها الرحمة والغفران .

وقد تحصل موقع لجينيات على الوصية التي كتبتها وينفرد بنشرها ، وهناك احتمالين لوقت كتابة الوصية :
- إما أن الأخت ميمونة – رحمها الله - كتبت هذه الوصية قبيل وقوع الحادث بلحظات ثم حصل الحادث فتوقفت عن الكتابة.
- أو أنها كتبتها بعد الحادث عندما شعرت بدنو أجلها لا سيما وأن الإسعاف تأخر حتى جاء لإنقاذهم !! فتوفيت – رحمها الله - قبل أن تُتم كتابة وصيتها .

الشيخ الغامدي يعلق على الوصية :
هذا وقد علق الشيخ خالد الغامدي على الوصية وذكر أنها ألهمت بوقت وفاتها فسارعت لكتابة وصيتها لتنعى نفسها وتودع من تحب وتوصي المسلمين والمسلمات قبل أن يفاجئها الموت حيث قال:" وعندها أيقنت أنه لم يبق من العمر إلا القليل ، فسابقت المنية إلى القلم والورقة فكتبت ، فكانت الفاجعة ، ليسقط القلم وتتبعثر الأوراق ويسيل الدم !!" ، وقد أوصى الشيخ الغامدي في ختام تعليقه على الوصية بالمبادرة إلى الأعمال الصالحة وترك التسويف والإقلاع عن الذنوب والبدار بالتوبة والأوبة .

ومما تجدر الإشارة إليه أن ما سطرته ميمونة - رحمها الله - هو ماكتب داخل الإطار الأحمر ، أما ماكتب خارجه فهو بخط الشيخ خالد الغامدي .

ويُشار أن ميمونة بنت عبد العزيز الوهيبي توفيت – رحمها الله - وعمرها عشرون سنة وتدرس في كلية التربية قسم الدراسات القرآنية وتحفظ القرآن الكامل بإتقان وتدرس القراءات العشر ومن الأوائل في دفعتها وهي من الفتيات المشهود لها بالخير والدعوة إلى الله .

هذا وقد توفي مع ميمونة في حادث الشرقية والدها عبد العزيز الوهيبي ووالدتها نورة السماري مديرة دار أم معبد لتحفيظ القرآن الكريم وأختيها الجازي وعمرها ثلاث سنوات ولينا وعمرها تسع سنوات ، رحمهم الله وغفر لهم وتجاوز عنهم وجميع موتى المسلمين .

وقد أُصيبت في الحادث خمس من أخواتها وهنّ : فلوة وعمرها ست سنوات ومها وعمرها إحدى عشر سنة ونوف وعمرها ستة عشر سنة وهند وعمرها ثمانية عشر سنة وعروب وعمرها أربعة عشر سنة ، شفاهن الله ،وثبتهن ، وربط على قلوبهن ، وألهمهن الصبر والسلوان .

وأخيراً :
يوصي موقع لجينيات كل من اطلع على الوصية نشرها في جميع المواقع الالكترونية والإيميلات والمنتديات الحوارية ، ولسان حالنا :

وكانت في حياتك لي عظاتٌ ......... فأنت اليوم أوعظ منك حيا








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:44 am

ميمونة يفاجئها الموت قبل أن تختم كتابة وصيتها !



موقع لجينيات


عثر ذوي الشيخ عبد العزيز الوهيبي رحمه الله في سيارته على ورقة كتبتها ابنته ميمونة رحمها الله وصية لها وكأنها أحست بدنو أجلها فبادرت لكتابة وصيتها وطلب العفو والسماح من والديها لكن القدر سبقها فلم تستطع إكمالها ! نسأل الله لها الرحمة والغفران .

وقد تحصل موقع لجينيات على الوصية التي كتبتها وينفرد بنشرها ، وهناك احتمالين لوقت كتابة الوصية :
- إما أن الأخت ميمونة – رحمها الله - كتبت هذه الوصية قبيل وقوع الحادث بلحظات ثم حصل الحادث فتوقفت عن الكتابة.
- أو أنها كتبتها بعد الحادث عندما شعرت بدنو أجلها لا سيما وأن الإسعاف تأخر حتى جاء لإنقاذهم !! فتوفيت – رحمها الله - قبل أن تُتم كتابة وصيتها .

الشيخ الغامدي يعلق على الوصية :
هذا وقد علق الشيخ خالد الغامدي على الوصية وذكر أنها ألهمت بوقت وفاتها فسارعت لكتابة وصيتها لتنعى نفسها وتودع من تحب وتوصي المسلمين والمسلمات قبل أن يفاجئها الموت حيث قال:" وعندها أيقنت أنه لم يبق من العمر إلا القليل ، فسابقت المنية إلى القلم والورقة فكتبت ، فكانت الفاجعة ، ليسقط القلم وتتبعثر الأوراق ويسيل الدم !!" ، وقد أوصى الشيخ الغامدي في ختام تعليقه على الوصية بالمبادرة إلى الأعمال الصالحة وترك التسويف والإقلاع عن الذنوب والبدار بالتوبة والأوبة .

ومما تجدر الإشارة إليه أن ما سطرته ميمونة - رحمها الله - هو ماكتب داخل الإطار الأحمر ، أما ماكتب خارجه فهو بخط الشيخ خالد الغامدي .

ويُشار أن ميمونة بنت عبد العزيز الوهيبي توفيت – رحمها الله - وعمرها عشرون سنة وتدرس في كلية التربية قسم الدراسات القرآنية وتحفظ القرآن الكامل بإتقان وتدرس القراءات العشر ومن الأوائل في دفعتها وهي من الفتيات المشهود لها بالخير والدعوة إلى الله .

هذا وقد توفي مع ميمونة في حادث الشرقية والدها عبد العزيز الوهيبي ووالدتها نورة السماري مديرة دار أم معبد لتحفيظ القرآن الكريم وأختيها الجازي وعمرها ثلاث سنوات ولينا وعمرها تسع سنوات ، رحمهم الله وغفر لهم وتجاوز عنهم وجميع موتى المسلمين .

وقد أُصيبت في الحادث خمس من أخواتها وهنّ : فلوة وعمرها ست سنوات ومها وعمرها إحدى عشر سنة ونوف وعمرها ستة عشر سنة وهند وعمرها ثمانية عشر سنة وعروب وعمرها أربعة عشر سنة ، شفاهن الله ،وثبتهن ، وربط على قلوبهن ، وألهمهن الصبر والسلوان .

وأخيراً :
يوصي موقع لجينيات كل من اطلع على الوصية نشرها في جميع المواقع الالكترونية والإيميلات والمنتديات الحوارية ، ولسان حالنا :

وكانت في حياتك لي عظاتٌ ......... فأنت اليوم أوعظ منك حيا








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:46 am


يا فاتنة لبنان ... لالا...... فعلى صدرك رأيت الصليب !



صخرة الخلاص


( زياد شاب سعودي ، لما يتجاوز السابعة عشرة من عمره ، كان ذلك عام 1415هـ ، صاحب عينين واسعتان ، حاد النظرة ، قد أرتسم على شاربه خط خفيف من الشعر، مشاكس ، مرواغ )

طائرة الخطوط السعودية ، تصل بيروت ، ينزل هو ورفيق دربه سعد ، الشاب الطيب الوديع ، في مغامره محفوفه بالمخاطر في بلد كله فتن !

بعد مرور أيام قليلة ... فتن قلب زياد باللبنانيات ، سافر في مراكب الغرام ، وحجز أول طائرة في خطوط العشاق ، ينظر هناك لتلك الفتاة ، ويحدق بتلك المرأة الرائعة ، يلاحق تلك المراهقة بنظراته الساخنة !

إلا أنه لم يفتن كما فتن بتلك المراهقة الساحرة ... التي كانت تسكن جوار الفندق !

قال له رفيقه سعد مرة :

يا زياد بلاش لكاعة ومشاكسة ، كل بنت تريدها ، أنت تذكرني (بجيمس بوند ) الذي لا تستطيع المخابرات الروسية أن تتصيده إلا عن طريق الفاتنات الجميلات ، ثم يخرج من المأزق بأسطورة مهندس وبروفسور وزارة الدفاع الأمريكية!

وفي مرة وذلك يوم الأحد ، خرج زياد وسعد من الفندق إلى نزه في الأحياء ... وفي الطريق وعن طريق المصادفة مرت تلك الفتاة المراهقة في قبالة الطريق !

تسمرت عيون زياد بها ... هام وذاب في شوقه ، فتن وهو يرى قوامها الممشوق ، ورشقتها المتناهية في الروعة ، والمني جب التي لبسته ، خصرها البديع ، وشعرها المنسدل المسترسل خلفها ، وعينها الناعسة ، وبيضاها الذي هو الشمس ، كانت فعلا كبيرق الذهب ، بل كمركبة أسطورية مليئة بالعطور الفائحة !

فينكس زياد الطريق ويلاحقها ، في حركة لا شعورية ، وقد أخذت منه الفتنها كل ما أخذت !

تحس الفتاة به يلاحقها ، فيروق لها ذلك ، فتسرع في خطاها ، فيسرع خلفها ، تضحك وتتغنج ، وتتمايل في مشيتها وتقذف بشعرها خلفها ، وتدعب خصلات شعرها الذي على جبينها !

يغيب زياد في سكرته ... وينطلق بجنون ، حتى لقد خلي لرفيقه أنه مارد أو عفريت مزمجر هائج يريد أن يقبض على الفتاة ويخسف بها ونفسه الأرض في الأرض السفلى حيث عالم العفاريت !

وفي غياب زياد في جنونه ، وهو مسرع ... يرتطم بجسم صغير !

فيلقيه بعيدا وسط الطريق !

يفيق زياد من سكرته ، ويقف ، وتقف الفتاة المراهقة من بعيد ترمق الموقف ، وقد لفت انتباها توقف الشاب السعودي المراهق .

يلتفت زياد للجسم الذي أرتطم به ، فإذا هي طفلة صغيرة ممزقة الثياب كان في يدها قطعة من الخبز وقد سقطت في الجانب الآخر من الطريق .

يسرع زياد نحوها ، فتلملم ثوبها المرقع لتستر ساقيها ببقايا ثويها المرقع ، فيقف زياد ، تاركا لها فرصة في ستر نفسها وهو متعجب ، ثم تقوم الطفلة بالبحث عن قطعة الخبز التي سقطت منها !

في ذلك الوقت ، تقترب الفتاة المراهقة متظاهرة بتقديم مساعدة متسائلة :

يا حبيبتي ... عما تبحثين ؟

فترد عليها الطفلة : خبزتي .

الفتاة : خبزتك ( وتضحك ) !

عندها تحس الطفلة بالخجل فيحمر وجها .

يتقدم زياد ، متسائلا عما تبحث عنه الطفلة ؟

فتنظر له الفتاة متبسمة وتقول : تبحث عن خبزتها التي سقطت على الأرض ( وتضحك ) !

زياد : أين وقع قطعت الخبز ؟

الفتاة : إنها هناك قرب سلة المهملات ... هناك .

الطفلة تسر بذلك ، وتركض مسرعة نحو القمامة تلتقط قطعة الخبز!

زياد يطلب من الطفلة أن ترمي الخبزة في سلة المهملات ، ويخرج من جيبه عشر دولارات ويقدمها للطفلة ، ولكن الطفلة ترفض ، وتمسك بقطعة الخبز ، وهو يصر عليها ، وهي تصر بالرفض !

عندها تتدخل الفتاة قائلة : دعها يا خليجي وكيفها ، فهؤلاء قذرين .

ثم تنحني كي تربط حذائها ، فيندفع من بين صدرها قلادة فيها صليب !

فيشاهده زياد ، فيتعجب ، ويسألها هل أنت نصرنية ؟

الفتاة : هذا ربنا يسوع ، صلب لأجلنا وعلق على صليب العار ، وحمل خطايانا ، يسوع هو نور العالم ، هو نهر الحياة ، وهو الطريق .

زياد : المصلوب هو ربكم ؟ إذن أنت نصرانية ؟

الفتاة ( وهي تضحك ساخرة ) : أنا مسيحية ، وربنا المخلص الفادي يسوع له المجد ، صلب بإرادته لأنه أحبنا ، لأن الله محبة فهكذا بذلك ابنه الحبيب الوحيد يسوع .

وأنا الآن ذاهبة للكنيسة ... تعال معي لترى الرب ملق على الصليب من أجلنا .

زياد : أيتها الفاتنة ... لالا...... فعلى صدرك رأيت الصليب !

الفتاة ( بغضب ) : أنت كنت تلاحقني ؟!!

زياد : نعم ... لأني أحمق وعاصي ، ولكن الصليب الذي على صدرك ، الذي تسمينه صليب العار ، كشفي لي العار الذي كنت أفعله بسفاهتي ، أرحلي عني ، معاذ الله أن ألحقك أنت وربك المعلق على صليب العار !

الفتاة تجري مبتعدة باكية ، وزياد يدير ظهره متجها نحو رفيقه ، لكن الطفلة الصغيرة تصيح خلفه :

يا عمو .. عمو .

يتوقف زياد ... وينحني لها ، وهو يبتسم تبس النادم المحتقر لنفسه ويقول لها :

نعم ... يا أختي .

الطفلة : عمو ... أنتم من السعودية ؟

زياد ( يتبسم ) : نعم ..... ولما السؤال ؟

الطفلة : عندكم مكة والمدينة .. الله يا حظكم !

زياد ( يحس باحتقار الذات وتقريع الضمير ) : نعم عندنا مكة والمدينة .

الطفلة : يا عمو ... ممكن تأخذني معك لها .

زياد : أبشري ... على فكرة أنت وين ساكنه ؟

الطفلة : مخيم برج البراجنة ... هو هناك ، هل تأتي عندنا تقابل والدي ؟

زياد ( يشاور رفيقه سعد ) : إذا وافق صديقي .

سعد : والله في هذه لا أمانع ، فهي جزء من مغامرة مأمونة ، وليس مثل صاحبتك صاحبة صليب العار !

يتوجه زياد ورفيقه سعد مع الطفلة ، نحو مخيم برج البراجنة ، والطفلة فرحة ، وتتكلم هنا وهناك قائلة : عمو عمو ... إلخ .

ويصلون إلى مخيم برج البراجنة !

يذهل زياد ، ويصدم سعد ، من منظر المخيم !

البيوت مهدمه ، المجاري تجري في الأزقة ، الزبائل في نواحي الطرق مبعثرة ، البيوت مدمرة ، وبعضها مغطى بالقماش ، وبعضها مرقع بالأخشاب ، وقطع المعدن !

الأطفال شبه عراة .

النساء في حالة رثى لها !

الطفلة مسرعة ، سابقة زياد وسعد ، نحو بيتها ، صارخة :

بابا ، بابا ... فيه ضيوف من مكة والمدينة !

يقف زياد ورفيقه عن بيت صغير محطم الأبواب والنوافذ قد رقع بالخشب والكرتون وأغطية البلاستيك .

يخرج الأب مبتسما فرحا يحيي ضيوفه من بلاد الحرمين .

ويدرك الأب نظرة سعد وزياد المتعجبة من الفقر والذل الذي يعيش فيه أهل مخيم برج البراجنة .

فيقول لهما : أظنكما متقززين من بيتنا ، نعم فأنتما من بلد بترولي غني .

زياد : بصراحة ... نحن حزينين جدا على فقركم ، وفي نفس الوقت مبهورين بعزة أنفسكم .

الأب : يا أخي نحن في مأساة ، واضطهاد كبير لا يعلمه إلا القليل .

زياد : أنتم ؟ اللبنانيين ؟!

الأب : نحن اللبنانين أهل السنة والجماعة .

زياد : أهل السنة وجماعة ... طيب أيش دخل هذا بوضعكم الاجتماعي ؟

الأب : القصة طويلة يا بني ، أسأل عنها صبرا وشاتيلا ، اسأل عنها حزب الكتائب المسيحي ، اسأل عنها حزب أمل الباطني .

أنت لا تعلم ما مر به أخوان من أهل السنة والجماعة في لبنان ، النصارى تقف معهم الدول المسيحية الأوروبية ، والشيعة تقف معهم إيران وسوريا ، أما نحن فلا أحد يقف معنا ، وقد صرنا وقود الحرب الأهلية .

أنت يا بني لا تعلم ماذا حصل للفلسطنين هنا !

لو أن الجبال تتكلم لبكت وماتت كمدا .

زياد : كل هذا حصل ويحصل وأنا ...!

كم أحتقر نفسي ، واستصغرها ، كم أنا تائه ، ضعيف ، تافه ، كل هذا يحصل لأخوتي أبناء عقيدتي ، وأنا أجري خلف مسيحية ، لا أفكر إلا بشهوتي وجنوني ؟

الأب : يا بني للاسف الشباب الخليجي ما أكثرهم هنا ولكن ... !

زياد : ولكن يا عمي إلى متى ونحن غافلون ، إلا متى ونحن تافهون ؟؟

الأب : أسأل جدران داري وشبابيكها المخلوعة ، فسوف تجيبك ، كم يصرف الخليجيين على القمار والنوادي الليلة والسهرات الحمراء ، وعلى بنات الهوى ، وفتيات المساجات ، كم يصرفون ؟

لكن لم يكلف أحد منهم أحد يسأل عنا أو يحاول أن يعرف !

زياد : آآآه .

سعد : يجب أن ننقل كل ما شاهدناه لأهلنا .

زياد : نعم .

الأب ( يتبسم ) : أخشى أن لا يستيقظ أهلكم إلا إذا دار الزمان عليهم كما دار علينا ، عندها لن يرحمهم أحد ، فهل سيتعظون ، هل سيستيقظون ؟



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:48 am

تجربة رائعة [ للمحافظة على الصلاة ] لشاب ( عادي ) !!.



المسيطير


الإخوة الأفاضل :
الإخوة الأكارم :
استأذنكم بذكر تجربة رائعة رائدة مفيدة ... لصاحب لي اسمه ( سعيد ) ... وأرجو أن يكون في ذكرها النفع لمن كتبها ، وقرأها ، ونقلها.
( سعيد ) مضى من عمره 37 سنة تقريبا ... أي أنه شاب في عنفوان شبابه _ كما يقال_.
يمكن أن يقال عن ( سعيد ) بأنه شاب عادي جدا ... في مظهره وهيئته !!

( سعيد ) يصلي في مسجد يبعد قليلا عن مسجد حيِّنا .
ذهبت قبل قرابة الشهر للصلاة في مسجد ( سعيد ) فرأيته في الصف الأول بجوار المؤذن!!
ثم صليت في مسجدهم قبل أسبوعين ... فرأيت ( سعيد ) بجوار المؤذن !!
ثم صليت قبل أيام فرأيت ( سعيد ) بجوار المؤذن !!
فأعجبني حرصه ... وتعجبت من اجتهاده ومبادرته إلى الصلاة ...
خاصة أن مثله غالبا لا يفعل مثل فعله في المبادرة إلى الصلاة ..
تكلمت مع أحد جماعة مسجده ... فسألته عن ( سعيد ) فتبسم ثم قال :
( سعيد ) هذا ... نسميه في حينا ( حمامة المسجد )
فقلت : سبحان الله ... كيف ؟ ..!!
فقال : لا تكاد تدخل المسجد في أي فرض من فروض الصلاة إلا وتجد ( سعيد ) قد دخل قبلك ...
بل إنه يدخل قبل المؤذن بدقائق ... وفي جميع الصلوات ... دون استثناء ..
( .. قبل الأذان وليس قبل الإقامة .. )
فتعجبتُ منه ... وسألتُ نفسي :
كيف استطاع ( سعيد ) أن ينتصر على نفسه ... ويجاهدها ، ويغلبها على المبادرة إلى الصلوات ... ؟!.
فعزمت على سؤاله بطريقة غير مباشرة لأستفيد منه ... وأذكر طريقته لمن أراد أن يفعل مثل فعله .

صليت مع ( سعيد ) يوم السبت الماضي 26 / 2 / 1430هـ ... فوجدته كما عهدته ... بجوار المؤذن !!.
وبعد الصلاة أمسكت به ... ودار بيننا الحوار التالي :

بعد الصلاة أمسكت بالأخ ( سعيد ) وقلت له :
ما شاء الله عليك ... صليت في مسجدكم مرارا ... وأراك بجوار المؤذن ... كيف استطعت أن تتغلب على شيطانك ، وهواك ، ونفسك الأمارة ؟!.
فقال - على حرج - : الحمد لله ... منذ عقلتُ الصلاة ... وأنا على هذه الطريقة .
قلت له : كيف تفعل ... وماذا تفعل ؟!.
قال : أنا ولله الحمد ؛ تعودت على أن أكون في المسجد قبل الأذان ... فأضع المنبه قبل الأذان بـ ( 10 ) دقائق ... بحيث أتمكن من الوضوء ، واللباس ، والخروج إلى المسجد ... وقد نظمت وقتي على أن أدخل المسجد قبل الأذان ... وإن تأخرت فمع المؤذن !!.
قلت له : كيف تستطيع أن تترك مافي يديك قبل الصلاة ؟!.
فقال : كما قلت لك ... يجب أن أخرج من البيت بوقت يكفيني لأن أكون في المسجد قبل الأذان ... فإن كنت مع أولادي ... فيعرفون أني سأقوم قبل الأذان ... وإن كنت مع أصحابي فيعرفون أني سأقوم قبل الأذان .
فقلت له : ألا يثنونك عن المبادرة ؟!.
فقال : بلى ... ولكني عاهدت نفسي أن لا أستكين لأحد ... وأنا ولله الحمد مستمر على ذلك ... ولم يحصل أني تقاعست لأحد ... والفضل لله وحده .
فقلت له : ماذا تفعل إذا فاتتك الصلاة ؟!.
فقال : ماذا تقصد ؟!. ( لم يستوعب السؤال !!) .
فقلت له : كيف تكون نفسيتك إذا تخلفت عن الصلاة ؟.
فقال : أسأل الله أن لا يأتي ذلك اليوم !! ...
لكن إن حصل ... فستكون نفسيتي سيئة جدا ذلك اليوم !!.
فقلت له : إذن ...كم تختم القرآن في الشهر الواحد ؟!.
فقال - على حرج - : أختم ولله الحمد ... كل أسبوعين ( 3 ) ختمات ...
أي ( 6 ) ختمات في الشهر الواحد ... تزيد أو تنقص !!.

... ...
فقلت له : كيف تفعل في صلاة الفجر ؟.
فقال : قبل أن أنام ... أصلي ما تيسر !! ... ثم أنام ... وألبس الجوارب ، وأضع المنبه قبل الأذان بـ ( 15 ) دقيقة ... لأتمكن من الاستعداد للصلاة ... ثم أخرج إلى المسجد ...
ثم تبسم ، وقال :
وأحيانا أنتظر المؤذن في البرد القارس على هذه العتبة - وأشار إلى دَرَج المسجد - .
قلت : لماذ الجوارب ؟!.
فقال : المسح على الجوارب أقل وقتا من غسل القدمين ... وهذا يعطيني وقتا كافيا للخروج قبل الأذان !!.
قلت له : وكيف تفعل عندما تسهر ؟.
فقال : الحمد لله ... أنا لا أسهر ... وإن تأخرت في النوم ... فيكون نومي الساعة ( 11 )مساءا .
قلت له : والعلاقات الاجتماعية ... كيف تفعل بها ؟.
فقال : احضر المناسبات والحفلات ... لكن لا أحرص على الجلوس بعد الساعة العاشرة ... لأتمكن من الاستمرار في برنامجي اليومي .
قلت له : ألا تواجه تخذيلا من أحد ؟!.
فقال - متبسما - : كثير ... لكن ؛ ولله الحمد ... لم ألتفت لهم .

قلت له : كيف أنت مع المسجد ؟.
فقال : ولله الحمد ، أقوم على شؤونه ، أرتب المصاحف ، وأقوم بتطييبه ، وأنظف دورات المياه - أحيانا - ، وأحضر المناديل ، وأتابع صيانته - إن احتاج إلى ذلك - !!.
قلت له : هل حفظت شيئا من القرآن بجلوسك الطويل في المسجد ؟.
فقال : الحمد لله ، حفظت سورة الكهف ، ويوسف ، وهود ، والإسراء ، ومريم ، وطه ... جزء عم ... وجزء من تبارك ، وجزء كبير من سورة البقرة ، وأقوم بالفتح على الإمام أحيانا ... وأنا لا أعلم أين تكون الآية ، وفي أي سورة ؟... وهذا من فضل الله .

ثم قال لي :
الأمر كله يتعلق بتوفيق الله تعالى أولا ...
ثم العزيمة الصادقة الجازمة ..
قلت له : صدقت ... أصلح الله أحوالنا .

أسأل الله أن يوفقك الأخ ( سعيد ) ويحفظه ، ويعينه ، وييسر أمره ، ويزيدنا وإياه من فضله .

ولعلي أكمل مايتعلق بصلاة الجمعة ... وهو من أعجب العجب ... والله المستعان .



--------------------------------------------------------------------------------


الإخوة الأفاضل :

منذ حدثني ( سعيد ) عن قصته ... واسمه ورسمه لا يغادر فكري عند اقتراب موعد الصلاة ... أتذكره ، وأتذكره كلماته عند أذان المؤذن ، وعند المشي إلى الصلاة ، وعند النوم والاستعداد لصلاة الفجر !!... كلماته لاتزال في أذني ... حرصه ومبادرته لازالت تؤنبني ... وتوبخني ... لماذا لا أكون مثله ؟!.

يوم الثلاثاء الماضي 6 / 3 / 1430هـ ... ذهبت إليه مرة أخرى ... لأكمل بقية التحقيق :) وأسأله عن حاله مع صلاة الجمعة ، وتدبره للقرآن ... فحرصت على التبكير إلى مسجده ، فدخلت بعد المؤذن فوجدته في المسجد كالعادة !!. ( ماشاء الله ) .

أمسكت به بعد الصلاة ، وتحادثنا عند العتبة إياها ... :).

قلت له - بعد تمهيد - : كيف أنت مع صلاة الجمعة ، ومتى تذهب إليها ؟.
قال : أذهب إلى صلاة الجمعة الساعة ( 9.45 ) دقيقة تقريبا !!... والحمدلله .
قلت له : كيف ؟!.
قال : أستعد للصلاة من الساعة ( 9 ) تقريبا ... ثم أذهب إلى الجامع من الساعة ( 9.30 ) إلى ( 9.45 ) ... أهم شيء أكون في المسجد قبل الساعة ( 10 ) .
قلت له : والأهل ، هل يقولون شيئا ؟!.
قال : نعم ؛ يقولون لماذا تذهب الآن ؟ ... لازال الوقت مبكرا !! ... لكن كما قلت لك : حددت الوقت والتزمت بما عاهدت نفسي عليه .
قلت : هل هناك أحد غيرك ؟.
قال : نعم يأتي بعدي رجلان ... قبل الساعة ( 10.30 ) .
قلت له : كم تقرأ ؟.
قال : أقرأ ( 3 ) إلى ( 4 ) أجزاء ... ولله الحمد .
قلت له : ألا يأتيك الشيطان ، ويقول لك : لماذا تبكر ؟!.
فتبسم وقال : إن أتاني الشيطان ... قدّمتُ الوقت إرغاما له ... حتى أني أذهب أحيانا الساعة ( 9 ) ... أي قبل الوقت الذي حددته ... " وقال لي قاعدة جميلة بهذا الخصوص ... سأذكرها في وقتها بإذن الله" .

بعد هذا اللقاء ... قلت لنفسي ... ولم أقل له : ( مالت على حالنا ... أصلح الله حالنا ) .

" فمن منا ينافس الأخ ( سعيد ) لصلاة الجمعة غدا ؟."

ثم سألته عن التدبر ... وسأجعلها في مشاركة مستقلة بإذن الله .




--------------------------------------------------------------------------------


خاطرة :
ليعلم الأفاضل بأني لم أكتب القصة ... ليقف أثرها عند التعجب من حال ( سعيد ) ... فقط !!.

ولكن :
ذكرتها لتكون دافعا لي ولك للمبادرة إلى الصلوات ... والحرص على الطاعات ... وقراءة كتاب الله وحفظه وتدبره .

ولنعلم أيضا بأن فعل الأخ ( سعيد ) توفيق من رب العالمين ...
ولو صدقنا مع الله ... وسألناه سؤال صدق بأن يصلح قلوبنا وأعمالنا ... ويوفقنا للمبادرة إلى ماوُفق له الأخ ( سعيد ) وغيره ... فسنجد خيرا كثيرا بإذن الله .

طلب :

لاتقل سأفعل بعد أيام ... بل أقول لك " الآن "
ولاتقل صعب !! ... وأقول لك " طيب ... جرب "
ولاتقل كيف ؟!... وأقول لك " مهوب شغلك "



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:50 am


لطف الله تعالى



الدكتور : عثمان قدري مكانسي


أخبرني متعجباً أن ابن خالتها قدم من العراق إلى الشارقة يطلب يدها .
قلت له : الأمر عادي يا أبا أيمن ، لعل الله تعالى بحكمته سبحانه يريد أن يخلق ولداً – صبياً أو أنثى – ليخدمها ، فلستَ وأمها خالدين . ولو طال عمركما فستكونان – مثلها - بحاجة لمن تستعينان به في بعض أموركما ، هذه سنة الحياة يا أخي أبا أيمن .
قال : ولكنك تعلم أن نصفها السفلي مشلول تماماً ، ولا تتحرك إلا على الكرسي أو زحفاً ، ولا يتزوج الرجل المرأة إلا لحاجته إليها ، وأنّى لعاجزة تحتاج من يقدم لها حتى الماء لتشربه أو تود من يعينها في قضاء حاجتها أن تقوم بواجب الزوج ؟!
قلت : لعل الله تعالى آذن بالفرج يا صاحبي ، فأرسل هذا الفتى ليكون سبب وجود الطفل في حياة أمه ، يعيش لها ، ويقوم على خدمتها ، فيملأ حياتها بهجة وسروراً وينسيها بحركاته وضحكاته مرارة الحياة وقسوتها .
انطلق أبو أيمن مع زوجته وولديه وابنتيه بسيارتهم أوائل عام خمسة وتسعين وتسع مئة وألف للميلاد يريدون أداء العمرة ، وهذه عادتهم كل سنة في مثل هذا الوقت حيث ينتهي الفصل الأول من العام الدراسي . فلما كانوا عائدين إلى الشارقة ، ووصلوا مشارف مدينة الرياض انقلبت بهم السيارة في الوادي – وهذا قضاء الله الذي لا يُرد – فأصيب بعضهم بخدوش خفيفة أو متوسطة إلا " نهلة " – كبرى البنتين ، وكانت في ربيع العمر – فما عادت تستطيع الحركة ، إنه أمر الله الذي كتبه على بعض عباده ليمتحنهم في هذه الدنيا ، فيصبروا ، فتكون الجنة دارهم دون حساب – إن شاء الله تعالى - .. ولم يأل أبو أيمن جهداً في عرضها على كبار الأطباء في الإمارات وألمانيا وغيرهما ، فكان لا بد من الصبر والرضا بما قضى من لا يُرد قضاؤه .
كانت نهلة وما تزال ريحانة البيت وأنسه ، فابتسامتها لا تفارق وجهها ، وسلامها حار، وحديثها طليٌّ يدل على ذكاء وأريَحية . ولعل الله تعالى يمتحن عباده المؤمنين قبل غيرهم ، فيختبرهم ليكونوا بصبرهم في عداد أحبابه المقرّبين .. هكذا كانت نهلة الصبية زهرة البيت وريحانة والديها .
قال أبو أيمن : ولكن الفتى لا يحسن عملاً ، وكأنه لم يجد في بغداد ضالته ، فقدم إلينا يعرض زواجه منها ، فيعيش بيننا يبحث عن عمل ، فإذا وجده ترك الفتاة ومضى لشأنه ، وأظن أنه خطط لذلك ، فمن ذا يتزوج من فتاة هذا شأنها ، ويتحمل عبئها ، إلا لغاية مؤقتة في نفسه ؟!
قلت : وهل نعتقد غير هذا يا صاحبي ؟ لن يصبر إلا بقدر ما يحتاج ، إما أن يجد عملاً أو يعود أدراجه من حيث أتى .
قال : فماذا تقول ؟.
قلت : على الرغم أننا نستشف مراده من الزواج منها فلا بأس أن تدخل الفتاة التجربة ، وظني أن أمر الله كائن لا محالة . وربما – وهذا حتمال ضئيل - أن يعيشا منسجمين ، فليس غريباً أن يصبر على حياته معها ، ويرزقهما الله مالاً وأولاداً وسعادة ، والمسلم متفائل ، أليس كذلك يا أخي ؟.
كان أبو أيمن يطلعني على حياتهما حين ألتقيه متوقعاً ما فكرنا فيه ... ولم تمض فترة قصيرة حتى أخبرني أن الفتى غاب عن البيت دون سابق إنذار ، وأن هناك من رآه في بغداد وتأكد أنه استقر فيها . ولأننا كنا نتوقع ذلك فلم يكن وقع الأمر مؤلماً حتى على الزوجة الطيبة . ثم نما للأخ أبي أيمن أن الفتى مات أو قتل في الهرج الذي حصل حين دخل الأمريكان بعد سنوات إلى العراق ....
لم يمض شهران حتى جاء أبو أيمن مبتسماً يقول : أتدري يا أبا حسان أن نهلة حامل في شهرها الثالث ؟
نظرت إلى السماء أحمد الله اللطيف بخلقه ، الحكيم بقدره سبحانه ،، بدأت الفتاة تعيش على أمل يدغدغ قلبها ، ويزرع في نفسها الرغبة في الحياة ، ويغرس في صدرها ابتسامة السعادة ، وفي نفسها التشوّف للوليد الجديد الذي بدأت - منذ الآن - تهبه حياتها ، وتفكر في أن تكون له ، ويكون لها . تعيش لأجله وترى فيه الحياة وجمالها والطمأنينة وظلالها .
تركْتُ الإمارات وهي في شهرها الخمس على ما أظن ، ونسيت قصتها في زحمة الحياة الجديدة في الأردن . ... وفي يوم ربيعي مشرق رن جرس الهاتف ، إنه صوت الحبيب أبي أيمن يقول : رزقت نهلة بغلام جميل ؛ يا أبا حسان . وكان صوته يتدفق في أذني مخترقاً أعلى الصدر ليستقر في شغاف القلب ، وكنت أرى من بعيد ابتسامته الوضيئة وهو يكلمني ويزف إليّ هذا النبأ السعيد .
أحمد – الفتى الناشئ ذو عشرة الأعوام – ذكي نشيط يملأ دار جده حركة دؤوباً ، وسعادة غامرة وأملاً طيباً وروحاً وثـّابة ، وهو مسؤول عن جدّيه – وقد شاخا – ويدوربين أيديهم يقدم لهم الماء البارد ، ويحمل إليهم ما يطلبه الكبير من الصغير بنشاط . ويحمل سلة الخضار من البقالة المجاورة بهمة الرجل الصغير ، ويداعبهم بروحه الطفولية البريئة الواعدة ، ويضاحكهم ببسمته الملائكية البراقة ... ثم يكتب واجبه بفهم وذكاء ، ... سيكون – كما أكد مراراً – شاباً باراً بوالدته ، محباً لها ، عطوفاً عليها وعلى جدّه وجدّته .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:51 am

:: وردةٌ لا تذبل :: ( قصة قصيرة )



محمد مصطفى عبد المجيد ( أبو الفرج )


إهداء إلى زوجتي ..
ونحن بعدُ في أول الطريق ..

وردةٌ لا تذبل
( قصة قصيرة )


انتهت من قصِّ حكاية قبل النوم على مسامع ( وفاء ) الصغيرة ذات الخمس سنوات ، والتي تزامن نومُها مع نهاية القصة بعد أن أخذت تدافع النوم الذي كان يداعب جفنيها أثناء سماع القصة ، وكأنه يريد أن يحرمها من سماع انتصار البطل في نهاية القصة .
بسمة ارتسمت على شفتي أمها .. أخذت تملأ عينيها بمشهد البراءة النائمة ، وكأنها ترتوي بالنظر إلى فلذة كبدها وأنيستها في هذا المنزل .. هذا المنزل الذي لا تعرف جدرانه منذ سنوات إلا ( وفاء ) وأمها ..
قامت بهدوء سائرة على أطراف قدميها إلى باب الحجرة .. التفتت لتلقي نظرة على أميرتها الصغيرة النائمة ..
مرَّ بخاطرها ..
بسمته تداعب مخيلتها كأنها حلم جميل ..
نظراته الحانية .. كلماته الرقيقة ..
تذكرت يوم أن كان يحتضن يديها بين يديه و .. ويحلم ..
نعم .. يحلم معها ..
يقرآن القرآن سويًّا .. تحوطهما الملائكة فرحين بهما ..
فرغ من قراءته .. التفت إليها وقال : أريد أن أحيا بالقرآن يا شريكة العمر .. أتعينيني ؟
نظرت إليه وقالت : معك إن شاء الله .. أعاهدك أن نحيا ونموت لله ..

خرجت من حجرة ( وفاء ) الصغيرة متجهة إلى غرفة المعيشة .. فتحت أحد الأدراج وأخرجت منه كتابًا قديمًا .. ألقت جسدها الذي أنهكته الأحزان والآلام على أقرب مقعد لها .

فتحت أولى صفحات الكتاب .. قرأت أول إهداء كتبه لها بخطه :
إهداء إلى زوجتي الحبيبة .....

- جئتُ لكِ بهذا الكتاب ، أعطيني قلمًا لأكتب لك إهداءً ..
تناولت من يديه وردة رقيقة ، وأمسكت الكتاب وطالعت عنوانه .. فتحت حقيبتها باحثة عن قلم .
فتح الصفحة الأولى .. أمسك القلم ..

إهداء إلى زوجتي الحبيبة
لا يلزم أن يكون طريق السعادة مفروشًا بالورود ..
ولكن قد تعتريه بعض الأشواك
زوجك
ناولها الكتاب .. تعلقت عيناها بتلك الجملة التي ذيل بها إهداءه .. ورود وأشواك ! .. بدت على وجهها الحيرة ..
نظر إليها قائلًا :
كثير من الناس يظن أن طريق السعادة طريق رحب واسع مفروش بالورود ، فإذا وقع به بلاء في هذا الطريق ظن أنه قد ضل الطريق .. بل قد يظن أنه سار منذ البداية في الطريق الخاطئ .. ولم يدرك هؤلاء أن طريق السعادة به أشواك .. بل كثير من الأشواك ..
سكت قليلًا ونظر إليها .. ما زالت عيناها متعلقتين بتلك الكلمات .. رفعت عينيها لتلتقي بعينيه .. أردف قائلًا :
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر .. هكذا قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. وبالرغم من أنها سجن ـ عزيزتي ـ إلا أن المؤمن سعيد بربه عز وجل .. ويجب أن يعلم أن طريق الحق هو طريق السعادة ، ولو مر بالشوك وآذاه .. فهو يمر على الشوك في سعادة .. ومن أشد ما يسعد المرء أن يجد مؤازرًا له في هذا الطريق يشد من أزره ويدفعه للأمام .. فهلَّا كنتِ ؟
نظرت إليه وعبرة تترقرق في عينيها .. حاولت أن تمنعها لكنها أبت إلا أن تجري على وجنتيها ..
كانت المرة الأولى التي تسمع منه هذه الكلمات .. كان دائمًا يحدثها عن سعادة الورود ، ولم يحدثها من قبل عن سعادة الشوك ..
حبيبتي .. إن من لوازم الحب في هذا الطريق ألا يستسلم أي من الطرفين .. وإن اشتد الألم من الأشواك .. وألا يدفعه طول الطريق وقسوته إلى أن يتخلى عن رفيق دربه .. وهذا عين الوفاء ..
نحن على طريق بلاء وامتحان .. ألم يُبتلَ الأنبياء والمرسلين ؟ فكيف لا يُبتلى أتباعهم ممن ورثوا عنهم وظيفتهم وهي دعوة الخلق وتعبيد الناس لربهم ؟
انظري إلى الوردة التي بيدك .. كم هي جميلة ورقيقة .. ولكنها ستذبل يومًا ما .. أما الوفاء ـ حبيبتي ـ فهو الوردة التي لا تذبل .. مهما كان البلاء ومهما كانت الشدة يبقى الوفاء زاهيًا لا يذبل بحال ..
هلَّا كنتِ ؟

الدنيا منغَّصة .. وأَنَّى لحياة الورد أن تستمر .. سرعان ما أدمته الأشواك لأنه قال ربي الله وقال للناس اعبدوا ربكم ..
نظر إليها ، ونطقت عيناه : ها هو الشوك يا رفيقة الدرب .. فهل أنتِ على وعدك ؟
لملمت حروفها المبعثرة .. خرجت منها كلماتها المرتجفة :
أنتظرك .. وأنا على العهد ..
كانت آخر كلمات سمعها منها ، ثم كابد ظلمات سجون الدنيا ، بينما كان جنينٌ يتحرك في ظلمات أحشائها ..
مرت عليها الأيام .. وضعت وليدتها الصغيرة التي لم يشأ الله لأبيها أن يحملها بين يديه عند ولادتها ..
سمَّتها ( وفاء ) ..
مرت الأيام .. الشهور .. السنون ..
كبرت ( وفاء ) أمام عينيها يومًا بعد يوم ..
تُلقي على مسامعها قصص البطولة عن أسلاف أبيها الذين باعوا الفانية بالباقية ..
وتُترع فؤادها بالقرآن الذي عاهدت من قبلُ أن يكون نبراسها الذي تحيا وتموت عليه ..
أخذ الشيب يدب في رأسها يومًا بعد يومٍ ..
ذبلت الورود التي أهداها لها في بداية طريقهم ..
وبدأت أيضًا زهرة شبابها في الذبول ..
بينما ظل الوفاءُ في قلبها وردةً لا تذبل ..



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:54 am

واستشهدت رفيدة



ميرفت عوف - فلسطين


تلك الليلة حلمت رفيدة أنها سترى والدها الأسير في زمن لا يتجاوز الـ 45 دقيقة، باتت والشوق يتقلب على فراشها الصغير، لتستيقظ باكراً وتتزين كعروس صغيرة، ثم توقظ أمها قبل طلوع الشمس تستعجلها للذهاب إلى أبيها.

ذلك الموعد الذي تنتظره رفيدة طيلة شهر، وتوعد به ليل نهار، هو زيارة والدها في غرفة تفصلها عنه الأسلاك الشائكة؛ فتقحم أصابعها الصغيرة كي تلامس يد الأب الحاني الغائب عنهم، لم تهتم الطفلة بهذا المشوار القاسي الذي اعتادت عليه في كل شهر منذ اعتقل والدها في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر 2005.

مشوار إذا تكلمنا عن مقتطفات منه، تقول إنه يبدأ بعد صلاة الفجر، عندما يتوجه المئات من ذوي الأسرى الفلسطينيين إلى موقف حافلات الصليب الأحمر، وهناك يستقلون تلك الحافلات للوصول إلى سجن نفحة على سبيل المثال بعد منتصف النهار، مارين بحواجز عدة، تستوقفهم بالتناوب على وقتهم في هذا اليوم الذي ينتهي لإسعادهم برؤية أسيرهم 45 دقيقة، وهنا قطع مشوار رفيدة إلى والدها حاجز صهيوني، وطال الوقوف؛ ما دفع رفيدة وبعض الأطفال إلى النزول بعد ساعات طويلة مرت عليهم، والحافلة متوقفة في الحاجز، ولم تتمكن أمها التي تحمل بين يديها طفلها الرضيع من إمساك رفيدة ومنعها من النزول.

وبعد دقائق من نزول رفيدة، حدثت الفاجعة، وسقطت البوابة الحديدية الضخمة على رأسها، ركضت والدة رفيدة مسرعة نحو المكان، لكنها لم تر ذلك الوجه البريء الذي كان يشع فرحاً وشوقاً لرؤية الوالد، ولم تر تلك البسمة التي رافقت رفيدة طيلة المشوار، ولم تسمع الصوت الطفولي يسألها بلا توقف عن لحظة اللقاء؛ فقد هُشم الرأس وغطت الدماء كل شيء، لم يكن الفاعل هنا رصاصة كما هو متوقع من الصهاينة؛ فقد تغير أسلوب القتل هذه المرة، وصارت البوابة سلاحاً له.

ترك الجميع مقاعدهم وهبوا لمساعدة الأم التي مضت دون وعي تضم الرأس المهشم إلى صدرها، وقد أسكتتها الصدمة حتى كأنها خرساء.

في هذه الأثناء كان الأب ينتظر بشوق عائلته لينعم برؤيتها، كان ينتظر رفيدة ذات السنوات الثلاث كي تداعبه وتحدثه بلهجتها البريئة عن حلمها، وعن تلك الهدية التي تحلم أن يحضرها إليها، وتنشد له أنشودة الحرية بحروفها المقلوبة، وطال الانتظار ولم تصل العائلة؛ فقد سكنت الروح جسد رفيدة ثلاثة أيام في مستشفى تل هاشومير بمدينة تل الربيع المحتلة، ثم سكن الجسد دون روح.

عادت أم رفيدة من جديد إلى يوم الزيارة لتقابل زوجها دون رفيدة، وتحدثت لزوجها بلغة الدموع والألم عن فقدان الغالية التي ملأت حياتهما.

رحلت الطفلة الندية رفيدة في السادس والعشرين من إبريل عام 2006 دون أن تحقق حلمها بلقاء أبيها، توارى الحلم الصغير مع جسدها الرقيق، علها تتمكن من لقائه في دار الخلد، وعل الأب يلقاها في حلم يقظة أو نوم.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:56 am

اخصاء مرتكبي جرائم الاغتصاب في بولندا


القانون البولندي يعتبر الاقسى حيال مرتكبي الجرائم الجنسية ضد الاطفال في اوروبا




دخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء في بولندا قانون اخصاء مرتكبي الجرائم الجنسية وتحديدا الاغتصاب والاعتداء الجنسي على الاطفال.
وكان البرلمان البولندي قد صادق على هذا القانون في سبتمبر/ ايلول الماضي.
ويطال القانون كذلك مرتكبي الجرائم الجنسية ضد افراد عوائلهم.
يشار الى ان بعض البلدان تطبق الاخصاء لكن بشكل اختياري.
وقد تقدم رئيس الحكومة البولندية دونالد تاسك بمشروع القانون العام الماضي كوسيلة لمكافحة الجرائم الجنسية التي ترتكب بحق الاطفال بعد عدة حالات ظهرت في بولندا في السنوات الاخيرة.
طبيب نفسي



ووفق القانون الجديد، يجبر السجناء عند انتهاء عقوبتهم وقبل فترة من خروجهم من السجن على تناول علاج يخفف الى حد كبير جدا نشاطهم الجنسي، ولكن القانون يحتم على المحاكم مراجعة طبيب نفسي في ما يتعلق بكل حالة.
وباقرار وتنفيذ هذا القانون يقول السياسيون ورجال القضاء في بولندا انه اصبح لدى بلادهم اقسى عقوبات تنزل بمرتكبي الجرائم ضد الاطفال في اوروبا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 10:59 am

مكروب ومهموم ومحزون [ الفرج بعد الشدة ] قصص وعبر



مرام محمد صالح المحمود


لكل مكروب ومهموم ومحزون

الفرج بعد الشدة

قصص وعبر



(إن مع العسر يسرا)
يا أيّها الإنسان.. بعد الجوع شبع، وبعد الظمإ ريّ، وبعد السهر نوم، وبعد المرض عافية، سوف يصل الغائب، ويهتدي الضالّ، ويفكّ العاني، وينقشع الظلام (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو بأمر من عنده).
بشّر الليل بصبح صادق سوف يطارده على رؤوس الجبال ومسارب الأودية، بشّر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء ولمح البصر، بشّر المنكوب بلطف خفيّ وكفّ حانية وادعة.
إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد، فاعلم أن وراءها رياضاً خضراء وارفة الظلال.
إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد، فاعلم أنه سوف ينقطع.
مع الدمعة بسمة، ومع الخوف أمن، ومع الفزع سكينة.
فلا تضق ذرعاً، فمن المحال دوام الحال، وأفضل العبادة انتظار الفرج، الأيام دول، والدهر قُلّب، والليالي حبالى، والغيب مستور، والحكيم كل يوم هو في شأن، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، وإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً.

د / عائض بن عبد الله القرني

كرب ومطر وجوع
عن أبي قلابة المحدث، قال: ضقت ضيقة شديدة، فأصبحت ذات يوم، والمطر يجيء كأفواه القرب، والصبيان يتضوَّرون جوعاً، وما معي حبة واحدة فما فوقها، فبقيت متحيَّراً في أمري. فخرجت، وجلست في دهليزي، وفتحت بابي، وجعلت أفكر في أمري، ونفسي تكاد تخرج غماً لما ألاقيه، وليس يسلك الطريق أحد من شدة المطر.
فإذا بامرأة نبيلة، على حمار فاره، وخادم أسود آخذ بلجام الحمار، يخوض في الوحل، فلما صار بإزاء داري، سلم، وقال: أين منزل أبي قلابة؟ فقلت له: هذا منزله، وأنا هو.
فسألتني عن مسألة، فأفتيتها فيها، فصادف ذلك ما أحبّت، فأخرجت من خفّها خريطة، فدفعت إليّ منها ثلاثين ديناراً. ثم قالت: يا أبا قلابة، سبحان خالقك، فقد تنوق في قبح وجهك، وانصرفت.
عبد الله العابد – صنعاء

بعد فساد الزرع
قال بعض العلماء: رأيت امرأة بالبادية، وقد جاء البَرَدُ فذهب بزرعها، فجاء الناس يعزّونها فرفعت رأسها إلى السماء، وقالت: اللهم أنت المأمول لأَحسنِ الخلف وبيدك التعويض مما تلف، فافعل بنا ما أنت أهله، فإنّ أرزاقنا عليك وآمالنا مصروفة إليك،
قال: فلم أبرح حتى مرّ رجل من الأَجِلاء، فحدّث بما كان؛ فوهب لها خمسمائة دينار، فأجاب الله دعوتها وفرَّج في الحين كربتها.
عبد العزيز عبد الغني - صنعاء

استحكمت حلقاتها
أضجع أحد الجزارين كبشا ليذبحه بالقيروان، فتخبط بين يديه وأفلت منه وذهب، فقام الجزار يطلبه وجعل يمشي إلى أن دخل إلى خربة، فإذا فيها رجل مذبوح يتشحط في دمه ففزع وخرج هاربا. وإذا صاحب الشرطة والرجالة عندهم خبر القتيل، وجعلوا يطلبون خبر القاتل والمقتول، فأصابوا الجزار وبيده السكين وهو ملوَّث بالدم والرجل مقتول في الخربة، فقبضوه وحملوه إلى السلطان فقال له السلطان: أنت قتلت الرجل؟ قال: نعم! فما زالوا يستنطقونه وهو يعترف اعترافا لا إشكال فيه، فأمر به السلطان ليُقتل فأُخرج للقتل، واجتمعت الأمم ليبصروا قتله، فلما هموا بقتله اندفع رجل من حلقة المجتمعين وقال: يا قوم لا تقتلوه فأنا قاتل القتيل! فقُبض وحُمل إلى السلطان فاعترف وقال: أنا قتلته! فقال السلطان قد كنت معافى من هذا فما حملك على الاعتراف؟ فقال: رأيت هذا الرجل يُقتل ظلما فكرهت أن ألقى الله بدم رجلين، فأمر به السلطان فقُتل ثم قال للرجل الأول: يا أيها الرجل ما دعاك إلى الاعتراف بالقتل وأنت بريء؟ فقال الرجل: فما حيلتي رجل مقتول في الخربة وأخذوني وأنا خارج من الخربة وبيدي سكين ملطخة بالدم، فإن أنكرت فمن يقبلني وإن اعتذرت فمن يعذرني؟ فخلَّى سبيله وانصرف مكرَّما.
صادق عائش – صنعاء

-------------------
أبشر ولا تحزن
في الحديث عن الترمذي: (أفضل العبادة انتظار الفرج) وكما قال سبحانه: (أليس الصبح بقريب)!.. صبح المهمومين والمغمومين لاح، فانظر إلى الصباح وارتقب الفتح من الفتّاح، تقول العرب: (إذا اشتد الحبل انقطع) والمعنى إذا تأزمت الأمور، فانتظر فرجاً ومخرجاً. وقال سبحانه وتعالى: (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً) وفي الحديث الصحيح: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء) وقوله تعالى: (فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا) قال عمر بن الخطاب – وبعضهم يجعله حديثاً- : (لن يغلب عسرٌ يسرين)، ومعنى الآية أنه لما عرّف العسر ونكّر اليسر، ومن عادة العرب إذا ذكرت اسماً معرّفاً ثم أعادته فهو هو، وإذا نكّرته ثم كررته فهو اثنان. وقال سبحانه: (إن رحمة الله قريب من المحسنين)، وفي الحديث الصحيح: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب)، وقال الشاعر:

إذا تضايق أمر فانتظر فرجاً
........... فأقرب الأمر أدناه إلى الفرج

يقول بعض المؤلفين: إن الشدائد – مهما تعاظمت وامتدت- لا تدوم على أصحابها، ولا تخلد على مصابها، بل إنها أقوى ما تكون اشتداداً وامتداداً واسوداداً، أقرب ما تكون انقشاعاً وانفراجاً وانبلاجا، عن يسر وملاءة، وفرج وهناءة، وحياة رخيَّة مشرقة وضّاءة، فيأتي العون من الله والإحسان عند ذروة الشدة والامتحان، وهكذا نهاية كل ليل غاسق فجر صادق.

فما هي إلا ساعة ثم تنقضي
......... ويحمد غِبَّ السير من هو سائر

سليمة الخياط- اليمن
-------------------



حرّ العطش وبرد الفرج
قال أحد السلف: كنت في طريق الحجاز فعطش الناس في مفازة تبوك، فنفذ الماء ولم يوجد إلا عند صاحب لي جمّال، فجعل يبيعه بالدنانير بأرفع الأثمان فجاء رجل كان موسوماً بالصلاح عليه قطعة نطع يحمل ركوة، ومعه شيء من دقيق فتشفّع بي إلى الجمّال أن يبيعه الماء بذلك الدقيق، فكلّمته فأبى عليّ ثم عاودته فأبى. قال: فبسط الرجل النطع ونثر عليه الدقيق ثم رمق السماء بطرفه وقال: إلهي أنا عبدك وهذا دقيقك ولا أملك غيره، وقد أبى أن يقبله. ثم ضرب بيده النطع وقال: وعزّتك وجلالك لا برحت حتى أشرب! فوالله ما تفرقنا حتى نشأ السحاب وأمطر في الحين فشرب الماء ولم يبرح. فكان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: رُبَّ ذي طمرين لا يُؤبَهُ له مطروح بالأبواب لو أقسم على الله لأبَّره.
عابد عبد العزيز- اليمن

يا مجيب الدعوات
أصاب الفقر والحاجة شيخ القراء في زمانه عاصم بن أبي إسحاق، فذهب إلى بعض إخوانه فأخبره بأمره، فرأى في وجهه الكراهة، فضاق صدره وخرج لوحده إلى الصحراء، وصلى لله ما شاء الله تعالى، ثم وضع وجهه على الأرض، وقال: يا مسبّب الأسباب! يا مفتَّح الأبواب! ويا سامع الأصوات! يا مجيب الدعوات! يا قاضي الحاجات! اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمّن سواك، يلح على الله بهذا الدعاء- حتى قال: فوالله ما رفعت رأسي حتى سمعت وقعة بقربي، فرفعت رأسي فإذا بحدأة طرحت كيساً أحمر، فأخذت الكيس فإذا فيه ثمانون ديناراً وجوهراً ملفوفاً في قطنة، فبعت الجواهر بمال عظيم واشتريت منها عقاراً، وحمدت الله تعالى على ذلك.
سليمة الخياط- اليمن

-------------------
فيما يفرج به الهم والغم
دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم، فرأى فيه رجلاً من الأنصار، يقال له أبو أمامة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إني أراك جالساً في المسجد في غير وقت صلاة، قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله! قال صلى الله عليه وسلم: أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى يا رسول الله! قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله تعالى همي وغمي وقضى عني ديني..
سليمة الخياط – اليمن

لا حول ولا قوة إلا بالله
جاء مالك الأشجعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أُسر ابني عوف. فقال له: أرسل إليه فقل له إن رسول الله يأمرك أن تكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله. فأتاه الرسول فأخبره، فأكب يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. وكانوا قد شدوه بالقد فسقط عنه فخرج فإذا هو بناقة لهم فركبها فإذا هو يسرح القوم الذين شدوه فصاح بها فأتبع آخرها أولها فلم يفاجئ أبويه إلا وهو ينادي بالباب، فقال أبوه: عوف، ورب الكعبة،.. فقالت أمه: واسوأتاه عوف كئيب بألم ما فيه من القد.. فاستبق الأب والخادم إليه فإذا عوف قد ملأ الفناء إبلا. فقص على أبيه أمره فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: اصنع ما كنت صانعا بإبلك ونزل قوله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
سليمة الخياط – اليمن

حادثة الإفك
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك: ( .. وأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوما لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم حتى إني لأظن أن البكاء فالق كبدي.. قالت فبينا نحن على ذلك دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا فسلم ثم جلس، قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشيء، قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة إنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف ثم تاب تاب الله عليه. قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم عني فيما قال فقال أبي والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمي: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال، قالت أمي: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت، وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ من القرآن كثيراً: إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني فوالله لا أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف حين قال: (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) ثم تحولت واضطجعت على فراشي والله يعلم أني حينئذ بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدّر منه من العرق مثل الجمان وهو في يوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه، قالت: فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال: يا عائشة أما الله فقد برأك، قالت: فقالت لي أمي قومي إليه. فقلت: والله لا أقوم إليه فإني لا أحمد إلا الله عز وجل، قالت: وأنزل الله تعالى: (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم) الآيات العشر، ثم أنزل الله هذا في براءتي.
عزيز عبيدان- تعز

الطب النبوي
عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أردفه خلفه فقال: (يا فتى ألا أهب لك ألا أعلّمك كلمات ينفعك الله بهن احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أنه قد جف القلم بما هو كائن واعلم بأن الخلائق لو أرادوك بشيء لم يردك الله به لم يقدروا عليه واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أصاب مسلما قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي في يدك، ماض فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدل له مكان حزنه فرجا)، قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلم هذه الكلمات؟ قال: (بلى، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن)
أبو عبد الرحمن- اليمن



فادع بهذا الدعاء
عن أصبغ بن زيد قال: مكثت أنا ومن عندي ثلاثاً لم نطعم شيئا –أي: من الجوع- فخرجت إلي ابنتي الصغيرة وقالت: يا أبتِ! الجوع! –تشكو الجوع- قال: فأتيت الميضأة، فتوضأت وصليت ركعتين، وأُلهمت دعاء دعوت به، في آخره: اللهم افتح عليّ منك رزقاً لا تجعل لأحد عليّ فيه مِنَّةً، ولا لك عليّ في الآخرة فيه تبعة، برحمتك يا أرحم الراحمين! ثم انصرفت إلى البيت، فإذا بابنتي الكبيرة وقد قامت إليّ وقالت: يا أبه! جاء رجل يقول إنّه عمي بهذه الصرة من الدراهم وبحمّال عليه دقيق، وحمّال عليه من كل شيء في السوق، وقال: أقرئوا أخي السلام وقولوا له: إذا احتجت إلى شيء فادع بهذا الدعاء، تأتك حاجتك،
قال أصبغ بن زيد: والله ما كان لي أخ قط، ولا أعرف من كان هذا القائل، ولكن الله على كل شيء قدير.
مراد العامري – إب
سليمة الخياط - اليمن

أتدلُّ العبادَ على الله ثم تنساه؟!
عن شقيق البلخي قال: كنت في بيتي قاعداً فقال لي أهلي: قد ترى ما بهؤلاء الأطفال من الجوع، ولا يحل لك أن تحمل عليهم ما لا طاقة لهم به،
قال: فتوضأت وكان لي صديقٌ لا يزال يقسم علي بالله إن يكن بي حاجة أعلمه بها ولا أكتمها عنه، فخطر ذكره ببالي، فلما خرجت من المنزل مررت بالمسجد، فذكرت ما روي عن أبي جعفر قال: من عرضتْ له حاجة إلى مخلوق فليبدأ فيها بالله عز وجل، قال: فدخلت المسجد فصليت ركعتين، فلما كنت في التشهد، أفرغ عليَّ النوم، فرأيت في منامي أنه قيل: يا شقيق! أتدل العباد على الله ثم تنساه؟!
قال: فاستيقظت وعلمت أن ذلك تنبيه نبهني به ربي، فلم أخرج من المسجد حتى صليت العشاء الآخرة، ثم تركت الذهاب لصاحبي وتوكلت على الله، وانصرفت إلى المنزل فوجدت الذي أردت أن أقصد قد حركه الله وأجرى لأهلي على يديه ما أغناهم..
مراد العامري – إب



ساقها لي بدعائي
كان رجلٌ من العباد مع أهله في الصحراء في جهة البادية، وكان عابداً قانتاً منيباً ذاكراً لله، قال: فانقطعت المياه المجاورة لنا وذهبت ألتمس ماء لأهلي، فوجدت أن الغدير قد جفّ، فعدت إليهم ثم التمسنا الماء يمنة ويسرة فلم نجد ولو قطرة وأدركَنا الظمأُ، واحتاج أطفالي إلى الماء، فتذكرت رب العزة سبحانه القريب المجيب، فقمت فتيممت واستقبلت القبلة وصليت ركعتين، ثم رفعت يديّ وبكيت وسالت دموعي وسألت الله بإلحاح وتذكرت قوله: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ) قال: والله ما هو إلا أن قمت من مقامي وليس في السماء من سحاب ولا غيم، وإذا بسحابة قد توسّطت مكاني ومنزلي في الصحراء، واحتكمت على المكان ثم أنزلت ماءها، فامتلأت الغدران من حولنا وعن يميننا وعن يسارنا فشربنا واغتسلنا وتوضأنا وحمدنا الله سبحانه وتعالى، ثم ارتحلت قليلاً خلف هذا المكان، وإذا الجدب والقحط، فعلمت أن الله ساقها لي بدعائي، فحمدت الله عز وجل: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)
مراد العامري – إب

-------------------
إبراهيم التميمي في سجن الحجاج
لما أُدخل إبراهيم التميمي سجنَ الحجاج رأى قوما مقرّنين في سلاسل، إذا قاموا قاموا معا، وإذا قعدوا قعدوا معا، فقال: يا أهل بلاء الله في نعمته، ويا أهل نعمة الله في بلائه، إن الله عز وجل قد رآكم أهلا ليبتليكم، فأروه أهلا للصبر،
فقالوا: من أنت رحمك الله؟
قال: أنا ممن يتوقع من البلاء مثلما أنتم عليه،
فقال أهل السجن: ما نحب أنَّا خرجنا.

اذكرني عند ربك
قال أحدهم: صحبنا إبراهيم التميمي إلى سجن الحجاج، فقلنا له: أوصنا، فقال: أوصيكم أن تذكروني عند الرب الذي فوق الرب الذي سأل يوسف أن يذكره عند ربه.

الفرج
قال الفضيل بن عياض رحمه الله وهو يحدث عن (إبراهيم التميمي) إن إبراهيم قال: إن حبسني (يعني الحجاج) فهو أهون علي، ولكن أخاف أن يبتليني فلا أدري على ما أكون عليه؟ (يعني من الفتنة)، فحبسني، فدخلت على اثنين في قيد واحد، في مكان ضيق لا يجد الرجل إلا موضع مجلسه، فيه يأكلون، وفيه يتغوطون، وفيه يصلّون قال: فجيء برجل من أهل البحرين، فأدخل علينا، فلم يجد مكانا، فجعلوا يتبرمون منه، فقال: اصبروا، فإنما هي الليلة، فلما كان الليل قام يصلي، فقال: يا رب مننت علي بدينك، وعلمتني كتابك، ثم سلطت علي شر خلقك، يا رب الليلة الليلة، لا أصبح فيه، فما أصبحنا حتى ضَرب بوّابُ السجن: أين البحراني؟ فقلنا: ما دعا به الساعة إلا ليقتل، فخُلَّيَ سبيلُه، فجاء فقام على الباب، فسلم علينا، وقال: أطيعوا الله لا يعصكم..

أ.م – صنعاء
-------------------

السحر
قالت إحدى النساء تغيَّر عليّ زوجي في فترة معينة حتى صار يضربني ويسيء معاملتي فتعجبت من صنيعه ومن تغيّره بعدما قضيت معه سنوات عدة في استقرار؟
هل أخطأت عليه؟ هل؟ هل؟
أسئلة كثيرة كنت أفكر فيها ليلا ونهارا.
ومع الأيام ازداد زوجي سوءا حتى مللت الجلوس معه وأعلمت أهلي بخبره فنصحوني بالصبر وذكّروني بأبنائي حينها علمت أنْ لا ملجأ لي إلا الله تعالى فبدأت بالصيام ولزمت الدعاء والاستغفار وقيام الليل وصرت أعلَّم أبنائي القرآن الكريم وأروي لهم سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
وفي يوم دخل زوجي وضربني وبالغ في إساءته لي حينها لم أعد أصبر على الجلوس معه فاتصلت بأهلي وأنا أبكي فجاؤوا إلى البيت ورأيت منهم الشفقة لحالي وحال أبنائي، وبينما كنا جالسين في البيت هدأت قليلا وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث وفجأة قطع حديثنا صوت قويّ فهرعنا سراعا إلى المطبخ ظنا أنه أنبوب الغاز أو الكهرباء فلم نجد شيئا عندها خرجنا إلى ساحة البيت فرأبنا عجبا رأينا (بلاطة) خرجت من مكانها فاقتربنا منها ونحن خائفون متعجبون وتساءلنا أحقا كان الصوت الشديد منها فرفعناها ونظرنا تحتها وكانت الحقيقة.. لقد كان هناك شيءٌ من عمل السحر.. وفورا اتصلنا بأحد المشايخ وأخبرناه فَقَدَّمَ لنا طريقةً للتخلص منه وأما زوجي فكان خارج البيت ولكنّ الذي فاجأني كثيراً وأفرحني أنه قدم سريعا بعد إحراق السحر ودخل البيت لكن هل سيفعل ذَاتَ الفعل قبل ساعات؟ أبدا لقد دخل فرحا بثغر مبتسم وصدّقوني أن حالنا صارت بعد ذلك أحسن من ذي قبل.. حقا لقد أحسست بضرورة الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى في كل أمر.
م.ش – بريدة

شفيت من السحر
لم ينتهِ حديث النساء عن فضل الصدقة حتى خلعت واحدة منهن عقدها الغالي الثمين وأعطته لإحداهن لتقوم ببيعه وتسليم ثمنه لعائلات فقيرة فلما ذهبت به إلى بائع الذهب وأراد وزنه أخرج (فصا) في وسط العقد فأذهله ما رأى وتعجّب، فقد شاهد شيئا من عمل السحر داخل (الفص) فأخرجه وتعافت المرأة مما كانت تعاني منه والحمد لله.
أبو عبد الله - الرياض


لكلًّ شكوى
أخبرت امرأة بهذه القصة قائلة: استدان زوجي من شخص (أربعة وعشرين ألف ريال) ومرت سنوات ولم يستطع معها زوجي جمع المال وقد أثقل الدَّينُ كاهله حتى أصبح دائم الهم والحزن فضاقت بي الدنيا لحال زوجي.. وفي إحدى ليالي رمضان قمت وصليت ودعوت الله تعالى بإلحاح – وأنا أبكي بشدة – أن يقضي الله تعالى دين زوجي، وفي الغد وقبيل الإفطار سمعت زوجي يتحدث في الهاتف بصوت مرتفع فحسبت الأمر سوءا وذهبت مسرعة إليه لكنه انتهى من حديثه فسألته ما الأمر فقال وهو عاجز عن الكلام يبكي بكاء شديدا لم أره يبكي منذ زواجنا ودموع الفرح بادية عليه: إن المتصل صاحب الدين يخبرني أنه وهب المال لي أما أنا فتلعثمت ولم أدر ما أقول فكأنّ جبلا انزاح عن رأسي ولهج لساني بشكر الله تعالى على ما أنعم به علينا. وشكرت صاحب الدَّينِ.
عبد الرحيم – السعودية

جزاء الإحسان
أصيبت (بفشل كلوي) – نسأل الله السلامة والعافية والشفاء لمرضى المسلمين- عانت منه كثيرا بين مراجعات وعلاجات فطلبت من يتبرع لها بكلية (بمكافأة قدرها عشرون ألف ريال) وتناقل الناس الخبر ومن بينهن تلك المرأة التي حضرت للمستشفى موافقة على كافة الإجراءات وفي اليوم المحدد دخلت المريضة على المتبرعة فإذا هي تبكي فتعجبت وسألتها ما إذا كانت مكرهة فقالت: ما دفعني للتبرع بكليتي إلا فقري وحاجتي إلى المال ثم أجهشت بالبكاء فهدأتها المريضة وقالت: المال لك ولا أريد منك شيئا.. وبعد أيام جاءت المريضة إلى المستشفى وعند الكشف عليها رأى الأطباء العجب فلم يجدوا أثرا للمرض فقد شفاها الله تعالى ولله الحمد.
هـ. ق. – الرياض

إنه ولي حميد
حكت لي جدتي عن بدايات زواجها وبعد أن رزقت بمولودها الأول (عمي ناصر) تعرضوا لجدب شديد مع قلة الأمطار، ونضوب المياه في الآبار؛ حتى جف الضرع وكاد الزرع أن يهلك، وقد أقيمت صلاة الاستسقاء ولأكثر من مرة دون أن يمطروا!.. وفي لحظة يأس وحزن من الناس، ومن فرط حرص جدي – رحمه الله- خوفاً على زرعه وماشيته، خرجت جدتي بصبيّها الصغير وذهبت إلى مكان خال، وجلست وهي مستقبلة القبلة وصغيرها على فخذيها، قد رفعت يديه الصغيرتين إلى السماء وأخذت تدعو بقلب خاشع وعين دامعة أن يسقيهم الله ويغيثهم مما هم فيه من الكرب والشدة والجدب، ومع خشوعها وتذلّلها بين يديه سبحانه؛ وارتفاع صوتها بالبكاء؛ بكى الصغير لبكائها وارتفع صوته لنحيبها!.. لتتنزل الرحمات، وتتلبد السماء بالغيوم، ويأتي الفرج الذي طال انتظاره.. وصدق الله العظيم: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ).
هـ. ق. – الرياض

من المسؤول
في صباح يوم كنت أرشف من معين مجلتنا الفوائد والمتع.. مرت لحظات يسيرة حتى شد انتباهي موضوع الغلاف للعدد 43 (الفرج بعد الشدة) حيث أثار العنوان كوامن الذكريات لدي كغيري من البشر، تذكرت كثيراً من الشدائد والكرب وما حصل بعدها من آيات الفرج، ثم تذكّرت نعم الله التي لا تُعَدُّ ولا تحصى لقوله سبحانه (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) حمدت ربي، ثم عزمت على كتابة بعض الخواطر والفوائد في ذات الموضوع من باب الإدلاء بالدلو.. في تلك الدقائق الجميلة أراد الله خلاف ما أردت وهاكم تفاصيل الحدث باختصار..
أضاع أخي جواله وطلب مني إعارته جوالي ريثما يقتني جوالاً فوافقت وأخرجت بطاقة جوالي (الشريحة) مرت الدقائق سريعة حتى تذكرت البطاقة فقمت فزعاً للبحث عن المكان الذي خبأتها فيه لكني للأسف نسيت تماماً ولم يكن أمامي إلا البحث الشامل فبطاقة جوالي عزيزة عليّ بحكم وجود رقمي لدى الأهل والإخوان والزملاء.. بدأت البحث بهدوء في الأدراج ثم الكتب التي كانت أمامي دون العثور عليها.. مضت دقائق البحث الأولى بسلام دون توتر يُذكر أو بحث فوضوي، لحظات ودخل أخي الصغير القادم من مدرسته فأخبرته بالقصة فوافق على البحث معي.. وبأسلوب شبه طفولي بدأنا البحث فأخرجنا (كنب) الغرفة من مكانه علّ البطاقة تكون مختبئة خلفه، لم أتحمل الانتظام والبحث معه حتى عمدت إلى الكتب الموجودة ووضعتها أرضاً وجلست أفتش الصفحات كأني باحث حاذق أو عالم جهبذ وقد بدأ ضغط دمي يرتفع بتدرج وعلامات الحيرة والغضب تعانق صفحات وجهي..
مضت الدقائق مسرعة لا تلوي على شيء دون العثور على البطاقة، انتهيت من تفتيش الكتب وعدت إلى أخي المتواجد معي أجرّ أذيال الفشل.. أحاول السيطرة على غضبي حتى لا تتضاعف المشكلة وأُحْرَمَ الأجر فاستعذت بالله من الشيطان ثم جلست في إحدى زوايا غرفتي وقد نال مني التعب والإعياء وبلغا مني مبلغا.. مضت ساعة ونصف الساعة ونحن داخل الغرفة يتصبب العرق منا وكأننا داخل منجم.. لحظات ويدخل أبي حفظه الله ليفاجأ بمشهد أشبه ما يكون بمشاهد الدمار والخراب بعد قصف مكثّف.. ارتسمت على شفتيه ابتسامة متسائلاً عن سبب هذه الفوضى فأجبته بصوت خافت.. ولا أذكر من كلامه إلا قوله ابحثوا بهدوء وتأنًّ وستجدونها بإذن الله.. وبعد استراحة قصيرة أعدنا كل شيء إلى مكانه وبعد الانتهاء من الترتيب لفت نظري مجلة الأسرة العدد 180 التي كانت على (الماسة) هرعت إليها أقلّب الصفحات ولسان الحال (المتهم بريء حتى تثبت إدانته) وبين صفحتين وجدت ضالّتي فخررت ساجداً لله رب العالمين شكراً على هذه النعمة، تذكرت حينها وطأة الشدة والكرب، ونعمة الفرج واليسر.. ولن يغلب عسرٌ يُسرين وصدق الله (فإن مع العسر يسرا . . إن مع العسر يسرا) فلله الحمد والمنّة.
ياسر عياش أحمد – الحديدة



الإرهابيون
في غُضُونِ حادث تفجير المدمرة (كول) في اليمن، حدث لأحد الإخوة وهو وصديقه موقفٌ صعب وحرج، ففي تلك الفترة هزّهم الشوق والحنين لزيارة مدينة عدن لغرض النزهة والترويح عن النفس..
وبعد وصولهما إلى مدينة عدن صعدا حافلة الركاب وهنا بدآ يتهامسان وكان جُلُّ حديثهما يدور حول المدمرة (كول) وما حدث لها، وفي أي مكان تمّ تدميرها، وفي تلك الفترة كانت السلطة تبحث عن كل من تشتبه بصلته بالحادث، ولأن صاحبينا ملتحيان، فقد حامت حولهما الشكوك، ووقعا فريسة سهلة لأحد أعوانِ شرطة ما يسمّى بمكافحة الإرهاب، والذي كان في المقعد الخلفيّ يرصد كل ما يقولانه بالحرف الواحد!!
وفجأة ودون سابق إنذار، فوجئنا بـ(الطقم العسكري) يحاذي الحافلة، ويطلب منهما سرعة تسليم نفسيهما ورفع أيديهما وصعود (الطقم) دون نقاش وجدال فنظرا يمنةً ويسرةً علَّ المطلوبين غيرهما، وإذا بالعسكر يطلبون منهما سرعة النزول دون تلكّؤ، فأخذا يراجعان العسكر ويطلبان منهم معرفة السبب، ولكن دون جدوى، فسلّما أمرهما لله وصعدا (الطقم) وهما مكبَّلان بالقيود وكلٌّ منهما ينظر إلى صاحبه ويضحك من شر البلية التي حلَّت بهما من حيث لا يدريان، حيث كان آخر مطاف نزهتهما خلف قضبان الحديد وبعد ذلك بدأت القضية وتمّ استدعاؤهما للتحقيق.. واتسعت رقعة القضية ودخلت منحدراً خطيراً، حتى كادا أن يتورّطا في حادثة لا ناقة لهما فيها ولا جمل.
وبعد أن بلغ بهما الأمر مبلغه واستحكمت حلقات الضيق، وجفَّ الريق، جاءت براءتهما كفلق الصبح، فحُلّت الأزمة، وزالت الغمّة وجاء الفرج بعد الضيق والشدة والكربة، فكانت نزهة عجيبة غريبة، ودرساً من دروس الحياة التي لا يمكن أن تُمحى من الذاكرة.

عزيز غالب عبيدان- اليمن- تعز



كرب المستشفى
أسعفت زوجتي في تلك الليلة، أخذتها إلى المستشفى بعد معاناة يوم كامل من الولادة المتعسرة، كانت في حالة يرثى لها، وفور وصولنا إلى المستشفى هبت جميع الطبيبات والممرضات بورقة قلن إنّ عليّ أن أوقَّع فيها بالموافقة على إجراء عملية قيصرية عاجلة جداً، وبعد العملية أخبروني أن ابني الأول سيرقد في غرفة الحضانة لأن تعسر الولادة طوال يوم كامل أصاب دماغه جراء عدم وصول الأوكسجين إليه، كما أنه استنشق أثناء ذلك من ماء الرحم فأصابه بالتهاب رئوي حاد، وبعد يومين أخبرني الطبيب أن حالة ابني متفاقمة، والأقدار بيد الله.
- وإن تعافى يا دكتور؟
- سوف يكون هناك احتمال إصابته بتخلف عقلي جرّاء الضرر الحاصل بالدماغ.
وأظلمت الدنيا أمام عيني حتى أنني كنت أمشي ولا أدري، وكنت أتذكر معاناة أمه الطويلة في البيت، ثم معاناتها في المستشفى، وأخيراً حالة الولد ميؤوس منها..
ثم تذكّرت (إن الحكمُ إلاّ لله) وليس للأطباء، فتوضأت وصلّيت ركعتين دعوت الله فيهما من قلب خالص، وفي اليوم الثاني ذهبت إلى المستشفى فقابلتني ممرضة الحضانة وهي تقول: غداً موعد الخروج يا أبا الطفل!! لقد تغيرت حالة الطفل 180 درجة، وزرت أم الطفل فقالوا لي اليوم موعد خروجها وهي أحسن من ذي قبل! واليوم يتمتع ابني بذكاء أكبر من عمره بعدة سنوات.. وذهبت الشدة والكرب بركعتين خالصتين لله تعالى..
المسجون – اليمن

-------------------
مع الشيخ عائض القرني

ضل من تدعون إلا إياه
يقول الشيخ عائض القرني: في عام 1413 هـ سافرت من الرياض إلى مدينة الدمام، فوصلت ما يقارب الساعة الثانية عشرة ظهراً، ونزلت المطار وأنا أريد صديقاً لي، ولكنه كان في عمله ولا يخرج إلا متأخراً، فذهبت إلى فندق هناك، وأخذت سيارة إلى ذاك المكان، فلما دخلت الفندق لم أجد فيه كثير ناس وليس الموسم موسم عطل ولا زوار واستأجرت غرفةً في الفندق وكانت في الدور الرابع، بعيدة عن الموظفين والعمال، ولا أحد معي في الفندق، ودخلت الغرفة ووضعت حقيبتي على السرير، وأتيت لأتوضأ، وأغلقت غرفة الوضوء، فلما انتهيت من الوضوء أتيت لأفتح الباب فوجدته مغلقاً لا يُفتح، وحاولت أن أفتح الباب بكل وسيلة ولكن ما انفتح لي، وأصبحت داخل هذا المكان الضيق، فلا نافذة تشرف، ولا هاتف أتصل به، ولا قريب أناديه، ولا جار أدعوه، وتذكرت رب العزة سبحانه، ووقفت في مكاني ثلث ساعة وكأنهُ ثلاثة أيام، سال العرق، ورجف منها القلب، واهتز منها الجسم لقضايا، منها: أنه في مكان غريب عجيب ومنها: أن الأمر مفاجئ، ومنها: أنه ليس هناك اتصال فيُخْبَرُ صديق أو قريب، ثم إن المكان ليس لائقاً، وأتت العبر والذكريات، وماجت الأحداث في ثلث ساعة!.. وفي الأخير فكرت أن أهز الباب هزاً، وبالفعل بدأت بهز الباب بجسم ناحل ضعيف، مرتبك واكتشفت أن قطعة الحديد تُفتح رويداً رويداً كعقرب الساعة، فهززت الباب وكلما تعبت توقّفت، ثم واصلت، وفي النهاية فتح الباب!.. وكأنني خرجت من قبر وعدت إلى غرفتي، وحمدت الله على ما حدث، وذكرت ضعف الإنسان، وقلة حيلته، وملاحقة الموت له، وذكرت تقصيرنا في أنفسنا وفي أعمارنا، ونسياننا لآخرتنا.
عزيز عبيدان- تعز

بين السماء والأرض
حدثنا الشيخ عائض القرني حفظه الله في أمسية عندما زار اليمن قبل بضع سنوات فقال:
ركبت في طائرة من أبها إلى الرياض عقب أزمة الخليج الأولى، لا أعادها الله علينا، ولما اقتربنا من الرياض أُخبرنا أن الطائرة فيها عطل وأنها سوف تتأخر في الجو، وانظر أنت راكب في طائرة في الجو ويقال لك إن الطائرة فيها عطل (وانتظروا)، لا مقهى تنتظر فيه ولا مستشفى ولا شيء!! وقالوا عليكم الصبر والسكينة!!
بين السماء والأرض عليكم الصبر والسكينة؟!!
قال الشيخ: فكرت أن أكتب وصيتي لكن لمن أعطيها؟؟ وبمن أتصل بالهاتف؟؟ ومن تكلم؟؟ أتصل بالواحد الأحد، الله وحده.. يقول سبحانه وتعالى (أمن يجيب المضطر إذا دعاه)، يقول: فسألنا الواحد الأحد، والتجأنا إليه وبكينا وبعضنا عاهد الله أن يتوب ولا يعود، ويوم نزل في المطار رجع!!!
وجلسنا في الجو ساعة تمّت فيها عشر محاولات كاملة حتى جاء الفرج من الله بعد المحاولات العشر وتم إصلاح العطل.
يقول الشيخ: لقد عانينا في تلك الرحلة الكثير وكتبت فيها قصة (لذة المعاناة)، لذة المعاناة أنها تقربك من الواحد الأحد، أنها تعلمك أن العالم ليسا بشيء.. دراويش ومساكين وحشرات، كم من فوق التراب تراب، لا يملكون ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، فهو سبحانه المقصود وهو المحمود وهو الفعّال لما يريد وقلت في تلك الرحلة:

يا رب أنت الواحد القهار
............ أنت المجير وليس منك يجار
ولقد ذكرتك في مخاطر رحلة
............ جوية سارت بها الأخبار
كادت بطائرة (الخطوط) وفاتنا
............ تدنو وتروي موتنا الأقطار
و(الكابتن) البيطار أعلن عجزه
............ وعلى (المضيف) كسافة وقتار
وتفجع (الركاب) كل ذاهل
............ ملأ الفضاء تشهد وجؤار
ناديت يا الله فرج كربنا
............ ودعوت يا غفار يا ستار
نجيتنا وحفظتنا وحميتنا
............ فالحمد ربي ما أطلّ نهار

أنس الشومي- صنعاء
-------------------


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 11:00 am

صوت أيقظني



مرام محمد صالح المحمود


سمعت صوتاً غريباً!

اقتربت بهدوء من حجرتها كان الظلام يخيم على المكان وصوت البكاء يزداد شيئاً فشيئاً..

عندما وصلت إلى حجرتها هممت بأن أطرق الباب ولكن شيئاً ما منعني فوقفت عاجزة لا أدري ما بها ولكن عندما وقفت سمعت جيداً سمعت صوت بكائها مع دعوات وأذكار!

فتحت الباب بخفية فوجدت الحجرة مظلمة جداً ووجدتها ساجدة حسبتها مريضة وتتألم من شدة المرض إلى أن سقطت على الأرض واقتربت منها قليلاً فإذا هي ساجدة لربها في آخر الليل تدعو وتبكي..

جدتي إنها امرأة كبيرة في السن تعاني من ألم في قدميها وألم في رأسها ومع ذلك لم تقل أنا مريضة ولا أستطيع أن أقوم الليل..

وتفكرت بحالي جيداً أنا أجري وألعب وقادرة على الحركة والحمد لله لا أشكو أي مرض أبخل على نفسي بقيام الليل وهي امرأة مسنة ومريضة ولم تترك قيام الليل..

فسألت نفسي.. إذا مت وهذا سني سأسأل عن شبابي فيما أفنيته؟ فماذا أجيب ..؟! عند التلفاز، أو في سماع ما يغضب الله! من النوم في ماذا؟

واسألي نفسك أنتِ أيضاً واعزمي معي على التوبة الصادقة الآن..



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 11:02 am

وتفطّرت القلوب
19/7/2008



كرم صفر مبارك


في طريقه صباحاً إلى العمل وعند مدخل شقته المتواضعة وقف الطفل عادل يتوسل إلى والده عثمان أن يترك له مفتاح باب الشقة

كان هذا الطلب يبدو غريباً على عثمان فلأول مرة يطلب ابنه عادل ذو السنوات التسع مفتاح الباب ؟!!!

فمنذ أن توظفت زوجته فاتن مع بداية إجازة المدارس وهما يقفلان باب الشقة على عادل وأخوته من الخارج وذلك حتى موعد عودة الأم ظهراً من عملها ...

كانت الدهشة بادية على عثمان من طلب عادل وتوسلاته ولم يكن في نفس الوقت قادراً أن يلبي طلبه ، فهذه رغبة زوجته الشديدة .
حيث إنها قبل أن تخرج لعملها أيضاً تحكّم إغلاق النوافذ كلها ثم تغلق الباب من الخارج !!
ولهذا لما سمعت عادل يتوسل إلى والده نهرته وزجرته فرجع عادل إلى الخلف حزيناً باكياً .

كانت الأم تعمل في نفس الإمارة في حين أن الأب يعمل في إمارة أخرى بعيدة

ولذا كانت فاتن تترك هاتفها النقال وبشكل دائم لدى ولدها عادل فهو أكبرهم عمراً وأكثرهم معرفة بكيفية الاتصال بها في العمل وقد كانت الأم بين حين وآخر تعلّم عادل إجراءات الأمان والسلامة وكيفية الاتصال ..

كانت فاتن تنزعج وبشدة إذا تحدث إليها زوجها أو أحد الأقارب أو الأصدقاء حول موضوع ترك الأطفال لوحدهم أو نصحها أحدهم بأن أسلوب تركهم في البيت لوحدهم وغلق الباب عليهم غير سليم وفيه خطورة شديدة على الأطفال ..

فهي مقتنعة تماماً أن في خروجهم من الشقة هو الخطر بعينه أما جلوسهم في الشقة وفي الطابق الأول وقد أحكمت إغلاق الأبواب والنوافذ وخاصة باب المطبخ وهيأت لهم الطعام والشراب ووسائل التسلية واللهو لهو في نظرها قمة الأمان ومصدر الاطمئنان !

وهكذا فلم تكن فاتن مستعدة أبداً بأن تصغي لنصائح المخلصين بل وعدّت ذلك تدخلاً فجاً وتطفلاً وقحاً في حياتهم الشخصية ..
فأولادها ليسوا كأولادهم فهي ربتهم تربية نموذجية خلال الفترة الماضية
وآن لها الآن أن تنظر إلى نفسها وأن تحقق أهدافها وطموحاتها وتشبع رغباتها الشخصية بالإلتحاق بوظيفة محترمة

وبرغم إنها ليست في حاجة ماسة للمال ولكنها في نفس الوقت بحاجة إلى كماليات حياتية كثيرة لتتفوق بها على قريناتها في بلادها

وكم هي تأذت من صفة " ربة البيت " التي كانت تحاول تجنبها
كانت تتضايق إن وصفها أحدهم بهذه الصفة ، فهي لم تأخذ الشهادة الجامعية لكي تبروزها وتعلقها في صدر البيت ، بل آن الأوان لتعمل بما درست ولتغير صفة " ربة البيت " التي لا تصلح في نظرها إلا للأميات والجاهلات وممن فاتهن قطار التعليم

وهاهي أخيراً وقد حققت ذاتها وأصبحت موظفة وأصبح لها كيان خاص بها ، ولم تعد تنتظر في نهاية الشهر مبلغاً زهيداً من زوجها ولم تعد تحرم نفسها من مباهج الحياة ..
ولن يمنعها غمز ولمز الحساد والذين استغلوا مسألة جلوس الأولاد لوحدهم في البيت مطية لقتل طموحاتها ..
ومع ذلك فهي ستسكت كل هذه الألسن بوصول خادمتها التي تعاقدت أخيراً لجلبها.....

لم يكن من عادة عثمان أن يتصل في البيت بعد أن يخرج منه صباحاً ، وذلك لعلمه بحرص أمهم الشديد على الاتصال المتواصل بهم والاطمئنان عليهم ، ثم إن عملها قريب من المنزل ، لذا فهو لم يشغل نفسه يوماً ما بمثل هذه الاتصالات !

ولكنه في هذا اليوم وتحت هاجس صورة عادل في الصباح وهو يرجوه أن يعطيه مفتاح الباب أخذ يتصل بالأطفال ولكن دون جدوى فلا أحد يرد ..!

اتصل بأمهم في العمل ، فقيل له إنها في اجتماع هام مع المدير وبقية الموظفين

أعاد عثمان الاتصال بالأطفال ولكن لا مجيب فامتلكه خوف عظيم وخاصة أنه لا توجد وسيلة أخرى للاتصال بهم
وهنا لم يكن من حل للقضاء على هذا القلق وهذه الهواجس إلا الاستئذان عن العمل في الفترة المسائية ، وانطلق بسيارته مسرعاً عائداً إلى إمارته وبيته ...

وعلى عكس عثمان وهواجسه انشغلت فاتن في هذا اليوم باجتماع هام في العمل لم يتنه إلا مع نهاية دوامها ، لذا لم تتصل بهم لتطمئن عليهم كعادتها ولكنها رسمت في مخيلتها رحلة ترفيهية يستمتعون بها مع نهاية الأسبوع وخاصة أن الغد هو يوم جمعة ، لذا فقد اتجهت مباشرة إلى حيث القدر وما كان يخبؤه لهذه الأسرة الصغيرة !!

في هذه الأثناء كان هناك صراع عظيم يدور بين عادل وأخوته وبين ألسنة نيران بدأت شرارتها من مكيف الصالة ثم انتشرت سريعاً في أنحاء الشقة ..

كان الصراخ والعويل والدق على الباب هو السلاح الوحيد لهؤلاء الأطفال المساكين الذين غُلقت عليهم الأبواب بإحكام من أحن إنسان لهم في الوجود وهي أمهم !!

أخذ عادل وأخوته يدقون على الباب بشكل هستيري ويصرخون طلباً للنجدة ولكن هيهات فقد كانت النوافذ في أزقة جانبية لا يراها المارون ، والجيران في بقية الشقق إما مسافرون أو في العمل أو نائمون أو لاهون .

كانت ألسنة اللهب تقترب رويداً رويداً من هؤلاء الصغار كوحش كاسر كشر عن أنيابه الرهيبة .
ولكن الدخان الكثيف كان أرحم بهم وبتوسلاتهم من تلك النيران المتوحشة ، فقد خارت قواهم واختنقوا بها قبل أن تجعلهم النار جثثاً متفحمين فوق بعضهم البعض وملتصقين بالباب ويد عادل ممسكة بالمقبض على وعسى !!!

لم ينتبه الجيران والمارة ومن ثم رجال الإنقاذ والإطفاء إلا متأخرين وقد أكلت النيران الأخضر واليابس في هذه الشقة وقضت على أية حياة فيها .
وبعد وصولهم أدرك رجال الإنقاذ بخبرتهم أنه لو وجد في هذه الشقة أحد لانتهى أمره ، ولكنهم رغم ذلك أرسلوا فرقة لتستطلع الأمر ...

كان وصول عادل وفاتن لموقع الحدث في نفس اللحظة معاً
وسمع الجميع صراخ امرأة تقول : الدخان هذا في منزل من ؟!
أرجوكم لا تقولوا أنها في شقتي ؟ لا تقولوا أن أولادي احترقوا ؟!
أين أولادي ؟
ثم أخذت تركض ناحية البناية فمسكنها بعض المسعفات

ثم جاءت صرخة أخرى مدوية من رجل تمسك به الجيران وهو يدفعهم : اتركوني هذه شقتي ، اتركوني أولادي في الداخل ، اتركوني فلذات كبدي يحترقون ....!

ومع هذا الصراخ والعويل جاءت الأنباء المؤكدة والتي سمعها الجميع : لقد تفحم الأطفال جميعاً ولم يعد لهم وجود ...!

هنا انفطرت قلوب كل من كان في المكان وهم يشاهدون فاتن وقد أخذت تهذي وتصرخ وتركض كأنها مجنونة ..
وسقط عثمان على الأرض مغشياً عليه بنوبة قوية أصابته ...


انتهت ..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 11:05 am

خيرة



هند السويلم


هناك قصة مشهورة عن رجل حكيم سافر مع رفاقه، وكان كلما وقع له أمر لا يعجبه رضي وقال (خيرة) وتكررت منه الكلمة بتكرر المواقف إلى أن ضاق منه رفاقه وأرادوا ممازحته، فاتفقوا على إخفاء بعيره، ثم يخبروه أنه شرد ولم يجدوه.. فما كان منه إلا أن أجاب الجواب المعروف مسبقا (خيرة)! تفاجاوا بقوله ثم ضحكوا على بروده – في نظرهم- .. وفي الليل هجم عليهم مجموعة من قطاع الطرق فأخذوا جمالهم بأحمالها وهربوا فلم يستطيعوا اللحاق بهم..
فما كان منهم إلا أن أخرجوا جمل صاحبهم بحمله من مخبأه وهم يصيحون: خيرة، خيرة!!

القصة فيها أكثر من مغزى.. فنحن حين ننظر إلى الأمور بمنظورنا القصير نتألم ونتضايق من أشياء كثيرة ونتمنى أن لم تكن، ولا ندري لعل الله سبحانه كتب في ثنياها الخير لنا ..

فكري في حياتك السابقة وتذكري بعض الأمور التي حصلت سابقا وبكيت منها واسودت الدنيا في عينيك وقتها – ثم بعد مرور أيام أو سنوات تبكين فرحا أن الله سخرها لك بهذا الشكل!!

إننا نعتقد أننا نعرف ما يصلح لنا ونتصرف بكل ثقة بناء على ذلك، لذا نتألم إن لم يحصل مرادنا لاعتقادنا فوات ما نرجوه... لكننا لا نعلم أن ما يقدره الله دائما هو الخير لنا سواء عرفنا في وقته أم نعلم...

ولو قدر لإحدانا أن تنظر إلى مستقبل حياتها بعد مرور الأزمة التي عانتها لوجدت أن في ذلك الأزمة خيراً كثيراً .. بل حتى لو لم يظهر لنا ذلك في منظورنا القاصر فصبرنا لن يضيع سدى عند من لا يظلم مثقال ذرة...

يخطر في ذهني كثيراً قصة أم موسى، فروعة ضياع طفلها في البحر، حتى صار فؤادها كما وصفه الله سبحانه (فارغاً) عن كل شيء إلا من التفكير فيه.. كانت تلك المصيبة – في ظاهرها – خيراً لها وله.. فكيف كان سيصل إلى قصر فرعون حتى يحظى بحمايته من القتل لولا المرور عبر قنطرة – الابتلاء..

كم من فتاة تألمت لتأخر زواجها – مثلاً- وكانت خلال تلك الفترة تكمل تعليمها العالي أو ملتحقة بدار للتحفيظ وفي كل يوم تبكي على حالها، حتى كتب الله لها الزواج وأنجبت وانشغلت بأطفالها وبيتها ثم التفتت إلى الوراء لتقول: الحمد لله الذي أخر زواجي ولو تزوجت تلك الفترة لم أكمل تعليمي أو لم التحق بهذه الوظيفة أو لم أحفظ القرآن... الخ

وأخرى بكت على عدم قبولها في الجامعة وتألمت جداً من ذلك.. ثم لملمت شتات نفسها وسلت قلمها تكتب أو فرشاتها لترسم أو هواية تحبها فنمتها حتى برعت فيها ودخلت من خلالها إلى ميادين لم تكن تحلم بالوصول لها لولا ممارستها هذه الهواية بجد..

لا زلت أتذكر قصة ذلك الشاب الذي كان يعاني من أمراض بدنية خطيرة، وهو في حياته راضٍ ومطمئن، ثم كتب الله عليه أن يصاب بحادث سيارة شنيع!! هل تصورت وضعه الآن؟!! بعد أن أفاق من الغيبوبة.. وجد نفسه قد شفي من كل أمراضه التي شاركته حياته.. فكان الحادث – الذي هو بمنظورنا شر- خيراً له.

وقيسي على ذلك كل مشكلة تمر بك.. وابحثي عن الخير الذي في ثناياها.. وحين نعتقد في قرارة أنفسنا – بصدق- أن ما كتبه الله هو خير لنا سنرتاح كثيراً، بل سننظر إلى الأمور بتفاؤل إن وراءها خير مختبئ فنسعد ونطمئن..

كل ما يمر بك عزيزتي ثقي أنه خير وحاولي تلمس الأسباب فقولي: لعل الله أراد لي كذا من هذه الأزمة.. وستجدينها إن شاء الله خير مما تصورت مع ثبوت أجر الرضا بالقضاء..



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 11:07 am

من كلمات العائدين



د مهدي قاضي


إخوتنا الأفاضل إن من أقوى ما يؤثر في النفوس ويحفزها للتوبة والتغييرسماع وقراءة قصص العائدين أو كلماتهم,......... وأحد الشواهد على ذلك الكيتبات الرائعة الهامة المباركة ( العائدون إلى الله) للشيح محمد المسند ولغيره من الأفاضل, وفي نفس الباب تدخل قصص التوبة المؤثرة جدا في الكتيبات القيمة (الزمن القادم).

وليت مثل هذه الكتيبات المؤثرة جدا تصل إلى كل بيت من بيوت المسلمين

وقد وضــــــــع الشيخ محمد المسند حفظه الله في آخـــر بعض أجزاء كتيبات "العائدون" رسائل وصلته من إخوة واخوات من بلدان عديدة ذكروا في رسائلهم انهم اهتدوا بعد قراءة كتيب"العائدون"

وبعض كلمات التائبين في الصميم ومؤثرة,....... فحبذا تعاوننا في نشر الكلمات التالية التي وضعت في تصاميم معبرة في المنتديات وعن طريق الرسائل البريدية,..................

وكما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: ((ولأن يهدين الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم))

--
--
--

واجدها فرصة لأذكر نفسي وإخوتنا الكرام في التواصي بوضع كتيبات" العائدون إلى الله" ومثيلاتها في أماكن الإنتظار في المستشفيات وصوالين الحلاقة ومقاهي الإنترنت وغيرها , كجزء من الواجب الدعوي الكبير على عاتق كل مسلم في الدعوة ونشر الخير, خاصة وسط واقعنا الأليم المبك الذي لا حل حقيقي لتغييره إلا عودة الأمة إلى الله وتوبتها ونصرها له لينصرها سبحانة وبذلنا غاية الجهد في ذلك.


ولو أن كل اخ في مكان عمله والأماكن التي بجواه أدى هذا الجانب لما بقي مكان من هذه الأماكن إلا وبه من وسائل الخير والدعوة والتذكير.

فأذكر نفسي وإخواني بمثل هذا الجانب,...... فالله الله ألا نقصر في أمر يسير خيره عظيم

العائدون إلى الله - الزمن القادم



















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 11:08 am

صَـبْـرُ ساعَة – قصة قصيرة



رجاء محمد الجاهوش


1
مِن بينِ خَمائِلِ الوَردِ لَوَّحَ لَها ، فانتَفَضَ فؤادها وهَبَّ مِن سُباتِه ...!
اقتَربَ قَليلا ، فازدادَ اضطرابها ، وسَرَت في الجَسدِ رَعشَة لَم تتبيّن كُنهَها !
أَهوَ الخَوف ؟ أم الحبّ !
قَطَفَ وَردَةً واقتربَ ، فَفَزعَ قَلبُها وأَوْجَسَ حيرَة :
أَيبتسِمُ الحَظّ بَعدَ طولِ عُبوس ؟
أَتَصفو الأيَّام بَعدَ كُلِّ ذلِكَ الكَدَر ؟
أَتُطوَى لَيالي الوِحدة الكَئيبة ويُلقى بها في غَياهِبِ الزَّمن ؟!
وَلِمَ لا ..؟!
فالله رزَّاقٌ كَريم ، رَحمَنٌ رَحِيم ..!

لَم يَكن ذَلكَ الرَّجل الوَسيم يَشكو وِحدَة ، فَهو زَوجٌ وأبٌ لثلاثةِ أبناء ، إلاَّ أنَّه مُهمَل !
اقتَربَ أكثَرَ وأكثرَ ، وعِندَ نقطَةِ الالتِقاءِ ، مَدَّ يَدَهُ فَارِغَة إلاَّ مِن وَرْدَة ، فلم تُطاوِعها يَدها ، واستَحلفَتْه ـ بِحَياءٍ ـ ألاَّ يَفَضَّ الخَاتِمَ إلاَّ بِحقِّهِ ..!
قَبَضَ يَدَه واسْتدَارَ ، فَانقَبَضَ فُؤادُها وشُعاعٌ مِن أَمَل كَادَ أن يُنيرَ دَربَ أمَانِيها .
مَرَّت الأيَّام عاديَّة لا جديد فيها ، إلى أن عَادَ ثَانيَة وَبِيَدِهِ وَرَقة و قَلمٌ ..!
لَم يَطلُبْ الكَثير ، كَانَ مُجرَّدِ تَوقيع ، لكنَّها خَافَت فامتَنَعَت ، فضَجَّت الأصْواتُ مِن حَولِها ، كانت الأصْواتُ مَألوفَة ، فذاكَ صَوت صَديقتها ، وهذا صوت قريبتها ، وذاكَ الذي يَأتي مِن بَعيد صوت جارَتها :
- مَاذا تنتظرين ... ؟!
- رَحَلَ الوالِدَيْن وتَزَوَّجَ الإخوَة ، فعَلى مَن تُعوِّلين ؟
- إنَّه زواج شرعي وإن كانَ مُسمَّاه زَواجا عُرفيًّا ..
- الفُرصَة لا تَأتي إلاَّ مَرَّة واحِدَة ، وصدق الشَّاعرُ حين قال : إذا هَبَّت رِياحُكَ فَاغتنِمْها !
طَأطأت رَأسَها باسْتِسلام ، وَمَشَت نَحوَه بِانكِسَار ، مَدَّت يَدَها فَاحتَضَنَتها يَده ، وَغرِقا في بَحرٍ مِن أوهَام .

2

أوراقُ التَّقويمِ تتسَاقط بِبطءٍ وَثِقل ، لَم يَكن قَد سَقَطَ مِنها سِوَى خَمسة عَشَرَ وَرَقَةٍ عِندَما تَلقَّت مُكالمَة دوليََّة مِن قَريبتِها وَصَديقَتِها العَزيزة ( بُشرى ) ...
- كَم أنَا سَعيدة ـ يا صديقتي ـ !
- خيرًا إن شَاءَ الله ؟
- أخي ( عَبد الوهَّاب ) قرََّرَ ـ أخيرًا ـ أن يُكمِل نِصفَ دِينِه ويتزوَّج .
- مَا شاءَ الله .. أدامَ الله سَعادتك ، ورَزَقهُ الزَّوجَة الصَّالِحَة .
- اللهم آمين .. دُونَ مُقدِّمَات ـ يا غالية ـ أرجو مِنَ الله أن يَجمَع بَينَكِ وبَينَ أخي في خَير ، فَنِعمَ المَرأةِ أنتِ .. فَمَا قولكِ ؟!
- -------------

خَبَا صَوتُ اللِّسَانِ ، وعَلا نَحيبُ القلبِ !



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 11:11 am

صدمة مؤلمة .. ولقاء مباشر مع فتاة مصابة بالإيدز على غير ميعاد !!



المؤمن كالغيث


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله لي ولكم الحفظ والرشاد وأن ينفع بي وبكم البلاد والعباد ..
إيميلي الشخصي معلن وأستقبل طلب إضافات متعددة بشكل كبير وطيب من شرائح متعددة..
إما لمشكلة أو استشارة أو للتواصل العام وهذا مما أشرف به ..

لأفاجأ في أحد المرات باستضافة وإذا بالطرف الآخر يسلم بسرعة ..

السلام عليكم
وعليكم السلام حياك الله أخي الكريم ..
عفوا أنا امرأة ..
وعندي مشكلة .. وأحب أن أستشيرك فيها ..
تفضلي أختي ..
قالت لي : ما رأيك لو سمعت بمريض فيه مرض نقص المناعة الإيدز ..
كيف مشاعرك نحوه وبدون مجاملة ؟؟
قلت ديننا يأمرنا ابتداءا بسؤال الله العافية ثم ندعو له بالشفاء ..
قالت ما تشعر بالاشمئزاز منه من لقائه ( تستقذره ) ؟؟
قلت : أنا لا طبعا .. ولكن لا شك أن عدواه ستبعدني من مباشرة لقائه كما هو الحال
في عزلهم في المستشفيات ..
قالت : شفت يا شيخ .. ما قلت لك إنك ستشمئز منه .. !
قلت لم أقل سأشمئز ولكن السلامة من انتقال العدوى فقط ولا شيء آخر ..

******************

انتهت آخر جملة لتبدأ الصدمة الكبيرة ..
قالت : أنا التي أحدثك الآن مصابة بالإيدز ..
لا أخفيكم أني تركت جميع المحاورات على الماسينجر وصفى ذهني من كل شاغل
وذهلت من هذه الفاجعة .. !!
مصابة ؟؟
نعم أنا مصابة بالإيدز وعمري ثماني وعشرين سنة وأم لثلاثة أطفال .. !!
مطلقة ، محطمة ، في أسرة متفككة ، أعيش حالة مادية سيئة ..
حياة أشبه ما يكون بالجحيم ..
لا تتخيل مدى ما أعانيه من مفاوضات على عرضي والاستغلال والبشاعة في العالم ..
وحينما سألت – بعد استرجعت شيئا من الهدوء –
كيف حصلت الإصابة ؟؟
هل من علاقة مشبوهة أو غير ذلك .. ؟؟

ولعل الجواب في ذهنك هو واحد وهي أنها خانت فاسمع الجريمة المؤلمة ..
وخذه درسا في إحسان الظن بالمسلم قدر المستطاع ..
قالت والدي تزوج أمي من خارج دولتنا ( الخليجية ) ..

ثم جاءت أمي وأنا صغيرة جدا ولأجل بعض المشاكل .. رمتني عند والدي وقالت بهذه العبارة :

الجمل أولى بسنامه ..
ثم غادرت وتركتني وكان والدي وزوجته ( الأخرى ) حفظهما الله قائمان بشؤوني وإخواني من زوجة أبي يحبوني وعشنا حياة هانئة ..
حتى كبرت قليلا لأفاجأ بأمي تعود بعد السنوات الطويلة فعلمت بقدومها ..
وأنا من سنين لم أقل كلمة ( ماما ) كانت أمنية أن أقولها كأي فتاة .. تعيش في ظل عاطفة تظمأ دوما ..
وفعلا ذهبت لأفتح باب المنزل لاستقبال أمي الحنونة التي لا أحفظ شكلها ..
لأفاجأ بها على الباب .. ودخلت بغضب ولم تعرفني !!
فقلت لها أنا بنتك ..
فلم تنتبه .. وقالت ابعدي عن الباب يا غبية !!
تخيل الصدمة أم تقول لي في أول ثواني اللقاء ..
أي أمّ هذه ..؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
ثم رجعت لتعيش معنا .. ولا تتخيل كم مدى الهم الذي حصل لنا بقدومها علينا ..
لم تزل بنا حتى شتت أمر البيت كله وذهبت زوجة أبي من عنده والذي كان يدافع عني من أمي
هم أخواني من أبي ؟؟!!
والمفروض أن تقدم الأم قلبها وروحها فداءا لبنتها ..

المهم ..
لم تتركني من عقوباتها وضربها وإهانتها الدائمة لي ..
حتى تقدمت ( تخيل ) بشكوى لدار الأحداث الخاصة بالمجرمين و المجرمات القاصرين لترفع علي قضية

عقوق والدين ( عصيان والدين )
لما هربت منها لوالدي ..
وحكم علي

بتسعة شهر وتسعة وتسعين جلدة ..
فاشتكيت لزميل الوالد وقلت له يا عم خالد ...
تكفى شف لي عريس ولو إيش .. !!
المهم أخرج من عند أمي ..

وفعلا بحثوا لي عن زوج ولكن لم يراعوا حق الله في ...
زوجوني .. أخرجوني ولكن لجهنم جديد ..
لا يصلي لا يصوم تاجر مخدرات يزني ..
أصحابه طوال اليوم في البيت ..
(( وحريم داخلة وحريم طالعة )) على حد قولها ..
يضربني يعايرني بالتفكك الأسري ..
سجن مرتين .. أنجب مني ثلاثة أطفال ..
لما وصلت معه لباب مسدود طلبت الطلاق وطلقني ..
ولكنه للأسف وعلاقاته المشبوهة ..
أصبح مصابا بالإيدز ..
ولم يطلقني إلا وقد أصبت معه بهذا المرض وأنا بريئة من جريمة الزنا ..
آه .. تخيل بريئة ومصابة بأبشع مرض ..

صحتي جيدة والفايروس غير مقروء ..
ولكن لم تنته المعاناة ..

حيث طفلتي الصغيرة خمس سنوات حاملة للمرض .. كذلك ..

فقط أريد منك أن تنشر قصتي وتطلب من كل من يقرأها أن يدعو لي بالثبات على الدين
وأن يفرج الله همي وأن يغنيني عن الحرام ...
فو الله إني أعيش في حياته لا يعلم بسوئها إلا الله ..

-------------------------------

وهذا الذي كتب هي قطرة من بحر همها كما تقول ..
لبينا الطلب وبقي الدعاء ..
لهذه المسكينة التي وقعت ضحية هذا الزواج الآثم ..
وضحية هذه الأم التي لم تراع لله حقا في هذه البنت ..
فلا تنسوها من الدعاء فهي أحوج ما يكون له ..
والله وحده المستعان ..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 11:14 am

أهكذا .. يُرد الجميل ويكون الوفاء لشريك الحياة وشقيق الروح ( جريمة عاطفية ) !!



المؤمن كالغيث


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله لكم العون والسداد وأن ينفع بكم البلاد والعباد ..
تتجدد الجروح كعادتها بمشكلة تثقل الكاهل .. وتشرخ الروح .. وتنزف العاطفة
ويعجز اللسان عن التعبير وعن الإنكار أحيانا فلا يجد إلا تحذير الناس من هذا الشر ..
ومن شراكه ..

---------------

وا ألماه ..
على من يزوج الإنسان على المظهر أو السمعة ..
وعلى حسن الخلق العام ولم يسبر هذا الذي يعطيه الأمانة الغالية والجوهرة الثمينة ..
فتعيش الفتاة الغالية ظلمات بعضها فوق بعض من سوء العشرة وجحيم الأخلاق البشعة التي لم تراعي
متانة هذا الميثاق الغليظ ..

------------

للأسف أخ فاضل .. جاءنا من سفر ..
عرف بالعلم ولا يزال وعلى درجة علمية عالية ..
يحبه الشباب ويحب الشباب .. ذو أخلاق عالية ..
لم أر منه ما يسوء إلا أني وجدت فيه صفة ذميمة أعطتني تصور عن كارثة أسرية ومستقبل مظلم
وهي اللامبالاة والمحبة الزائدة والتعلق الزائد بالشباب وعدم الالتزام وإعطاء كل ذي حق حقه ..
فأخبرت بعد فترة أنه وللأسف (( تزوج )) !!
فوقع في نفسي من الألم الشيء الكبير لأني أعلم أنه سيظلم زوجته ولا بد ... !
لا أدري كيف تم الزواج .. وعلى أي معايير ويغلب على ظني أنه زواج أقارب ..
أقصد التزويج الإجباري الذي تعاني منه بعض مجتمعاتنا ...
التزويج الإجباري ..

الذي اشتكت لي منه أحدهن على هاتفي وبريدي الرقمي وقالت لي :
أمي تقول سأزوجك ولو من بائع مخدرات من قبيلتك ، ولن أزوجك من خارج قبيلتك ولو كان من آل البيت !!
هذا الذي أقصده الزواج الإجباري من القريب..

جريمة وأظن أن زميلنا – هداه الله – منهم ..
أحبه جدا وهو لا يأتي إلا في داري إن قدم .. ولكن .. الحق أحق أن يتبع والعدل ولو على أنفسنا .. !
دام زواجهما فترة ثم أنجب منها مولودة ,,
المؤلم أنه إذا أتانا ومعه زوجته وأبناءه .. يستأجر لها شقة ثم يرمي عن ظهره حملها ..
ثم يبق خارجا مع معارفه في تلك البلدة غالب اليوم !!
أي احتقار وأي جاهلية وأي جريمة في حق تلك المسكينة ..
كم من زوج إذا سافر مع زوجته .. لا يكاد يفارقها إلا لصلاة أو لحاجة سريعة
يستمتعان بكل دقيقة بكلمة لطيفة بدعابة بريئة بحنان دافئ ..

وهكذا الزوجين كما أقرهما الشرع ..
أليس من حق الزوجة أن تعيش كما يعيش الناس ..
وهكذا كان صلى الله عليه وسلم ..

• ألم يكن يضع فمه الشريف على المحل الذي شربت منه عائشة رضي الله عنها من الإناء .
• ألم يكن يسابق عائشة رضي الله عنها .
• ألم يكن يصل صلى الله عليه وسلم أصدقاء خديجة بنت خويلد رضي الله عنها بعد وفاتها باللحم.

أليس لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة ،
فلم نجفو شريكة العمر وأم الولد التي أعطتك كل ما تملك فلا نبخل عليها بالعاطفة ..
الزوجة نسيم الدنيا وروح الحياة ..
هي وردة لا تعيش إلا بماء المحبة فإذا حجبت عن النبتة هذا السقاء ذبلت واحتضرت..
ولا تندم إن سقاها بهذا الماء غيرك ..
من الذئاب البشرية ..
والله وحده المستعان ..
هي رسالة أرجو أن تؤتي أكلها وأسأل الله أن يصلح حال الأزواج بمنه وكرمه ..
وأن يفرج كرب العواني والمظلومات وأن يهدي كل زوج لما فيه صلاح زوجه
إنه لي ذلك والقادر عليه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صغير بس خبير
مشرف
مشرف



ذكر عدد المساهمات : 460
نقاط : 626
السٌّمعَة : 0
المزاج : جيد جدا

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 11:16 am


قبل سنوات حينما احتضنني الممثل المعروف وقال لي السر الذي لا يعرفه الكثير !!!!



المؤمن كالغيث


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد وأن ينفع بكم البلاد والعباد ...
قبل قرابة الست سنوات زارنا في جهة خيرية كنت متعاونا فيها ...
ممثل مصري معروف في زمنه وزمانه ..
أيام الأبيض والأسود – إن جاز التعبير - ..
وهو الممثل سابقا والتائب بل والداعية الآن :
واسمه محمد العربي ..
جاءنا ومعه زوجته الفنانة التائبة بل أصبحت داعية :
هنــــاء ثروت ..

انتظرت رؤيته حيث أنني لم أكن أعرفه من قبل ولم أر له صورة ..
فلما جاء ودخل علينا ..
فوجئت بوجه مستضيء جدا كأنه فلقة قمر ..
و حظيت بمجلس معه خاص تبادلت معه أسرار العمل النجومي
والمليء بالسعادة كما يراه كثير من الناس ...
الحياة الفنية التي هام الناس برؤية أي فرد ..
منها وكأنه ملك يسير على الأرض ..
فجلست معه على انفراد في أحد الفنادق بعد ذلك لأستفصل منه عن بعض التفاصيل التي ستذهل كثيرا
ممن جعلوا الممثلين والممثلات قدوة ..
فالمسرحية يحتشد لرؤيتها الآلاف .. ومجالس الذكر للأسف ينفر منها الآلاف بل ويمقتها بعض سفهاء الكتاب والمفكرين ..

س: محمد العربي ابتداء لماذا تركت النجومية كثير من الناس يتمنى أن تفنى روحه ليعيش لحظة كما يعيشها النجوم
وأنت عشت وذقت وتمتعت بكل شيء ثم تتركها .. لأنها السعادة الحقيقية كما يراها الملايين من الناس ؟؟ فلماذا ؟؟ تركت هذا المجال .؟؟
قال لي : والله يا ( المؤمن كالغيث ) ...
أن السعادة التي ترونها وتتمنون أن تعيشونها إنما هي سعادة ظاهرية صورية غير حقيقية ...
والله إن الفنان هو صحيح في الخارج سعيد لكنه من الداخل محطم ، .. كيف لا ؟؟!!
وثلاثة أرباع يومه لا يعرف لله سجدة ولا بر ولا صلاة ولا صيام ..
أبدا كنت تعيس بكل ما تعنيه الكلمة ..

السؤال : كيف كنتم تأخذون النصوص وتعرض عليكم الأعمال .؟؟
هذا سؤال حساس ولو عرفته لعرفت العفن الفني كان الممثل إذا أراد أن يأخذ نصه يذهب لأماكن اللهو
الشديدة الفساد ولا يذهب لها إلا كبار الفسقة ..
وثم تعلن بداية ليلة وأي ليلة ، ليلة حمراء بكل ما تعنيه الكلمة .. ؟؟
ما الليلة الحمراء ؟؟
ليلة يدور فيها الخمر على الجميع .. وترتفع أصوات الغناء بشكل فاحش والرقص العري والسكر والفواحش والزنا .. وأمور مما يستحي الإنسان من ذكرها ..
طيب والذي لا يحب الذهاب هناك هل يمنع من العمل .؟؟؟
نعم باختصار :: " اللي مش عاوز يروح هناك يقعد في بيتو أحسن له "
كيف تتمنى الآن وأنت تعيش لحظات التوبة ؟؟
أنا لي مع التوبة ستة عشر عاما .. وزوجتي هناء ثروت داعية كبيرة أيضا لها مع التوبة سنين عديدة ..
ويحضر محاضراتها عدد هائل جدا ..
(( وأتمنى أن أعود لكل مكان سرت فيه في معصية الله وأرجع فيه داعية إلى الله .. !! ))
ودعته بعد هذا اللقاء الذي نقلته مختصرا جدا ..
واحتضنته بشدة وهو كذلك يودعني ويقول لي من أدبه والله نحبك في الله ونستودعك الله يا المؤمن كالغيث..

- صورة مع التحية : لكل من يريد المشاركة في استار أكاديمي .
- صورة مع التحية : لكل من يريد المشاركة في نجم الخليج .
- صورة مع التحية لبرامج الإذاعة التي تعنى بإخراج جيل غنائي من الشباب .
- صورة لكل محب لهذه الدوامة .
وهنا يحسن أن نختم بقوله تعالى :
من عمل صالحا من ذكر أو أنثى فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ..

والله وحده المستعان ..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق الحب
مشرف عام
مشرف عام
عاشق الحب


ذكر عدد المساهمات : 386
نقاط : 1692
السٌّمعَة : 0

قصص موثرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص موثرة   قصص موثرة Emptyالأربعاء يونيو 23, 2010 10:29 am

يسلمو ذوقك واحسنت معا تحيات عاشق الحب قصص موثرة 60889 قصص موثرة 208221 قصص موثرة 94239 قصص موثرة 365284 قصص موثرة 18146 قصص موثرة 365559 قصص موثرة 240183
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصص موثرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصص واقعية
» قصص موثرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عيون بغداد :: ô¦¦§¦¦ô¤~ المنتديات الأدبيه و الثقافيه ~¤ô¦¦§¦¦ô :: قصص حب رومانسيه - روايات - قصص واقعيه - Novels-
انتقل الى: