" ليزا " عارية من الفراش وتمطعت وأشعلت لفافة من التبغ ، وتناولت كأسها ، ثم سارت مترنحة حتى نافذة الحجرة العتيقة في المبنى العتيق المطل على ميدان بيكاديللي ، وراحت ترقب حركة المركبات المتباطئة القادمة من شارع " ريجنت " والمتجهة للسوق الشهير ، ثم تناولت منظارا وجهته إلى نافورة " ميموريال "وراحت ترقب المياه المنبثقة المتدفقة ذات الألوان الزاهية المتغيرة
وفجأة إستدارت تسأله :
- لقد قضينا معًا وقـتًا ممتعًا . لماذا لا تتزوجني مادمت تهيم بأحضاني ، وتشكو الوحدة والصقيع ؟!
أما هو فقد نهض من الفراش وأحاط خصرها النحيل ، وضمها لصدره العريض ، وبإنجليزية ركيكة قال :
- لو تزوجتك سأتركك هنا ترقبين المارة بمنظارك ، وأهيم أبحث عن عشيقة !!
ورغم سحنته التي لا توحي بشرقيته وجدها تسأله وهي موقنة من الإجابة :
- أنت إذاً عربيٌ !!
علت الدهشة ملامحه لأنه لم يصارحها من قبل بموطنه فأطرق برأسه بعلامة الإيجاب ، فإستطردت بصوت هادئ ثمل :
- أنتم هكذا الشرقيون .. إن تملكتم المرأة إستعبدتموها ، وإن صارت عشيقة لكم صرتم لها عبيدا !!
لم ينبس بكلمة واحدة ، ولكنه ركع على ركبتيه ، وجعل يداه تنزلق من خصرها حتى لامست كعبيها ، ثم إنحنى يـُقبـِّل أصابع قدميها هامسا :
معبودتي !!
ولم تجد " ليزا " ما تعبر به عن إزدرائها إلا أن تُطفئ سيكارتها في قفاه ، ثم إرتدت ثيابها ولم تأبه بصراخه . ومضت !!
. تمت .